أهالي معرة النعمان بذلوا جهدا رائعا لحماية آلاف القطع الأثرية من عبث المسلحين – آثار إدلب

أهالي معرة النعمان بذلوا جهدا رائعا لحماية آلاف القطع الأثرية من عبث المسلحين – آثار إدلب

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 10 فبراير 2020ء) محمد معروف. قررت دائرة آثار إدلب السورية تشكيل لجان لتنفيذ جرد كامل للقطع الأثرية في مستودعات متحف معرة النعمان للوقوف على القطع التي سُرقت خلال فترة سيطرة المليشيات المسلحة على المدينة التي دامت سنوات عدة، فيما نوه بجهود أهالي المعرة للحفاظ على معظم القطع الأثرية​​​.

وقال مدير آثار إدلب الدكتور غازي علولو، في تصريحات لوكالة سبوتنيك اليوم الاثنين، "لدينا سجلات وأرشيف إلكتروني كتابي ومطبوع ومصور للقطع الأثرية في متحف معرة النعمان، سنقوم بمطابقته وسنشكل لجانا للقيام بواجبها، ومن ثم سنقوم بجرد كامل للقطع الأثرية في مستودعات المتحف للوقوف على أهم القطع التي سُرقت".

وأضاف "سنقوم بمراسلة الجهات المتخصصة على مستوى العالم من أجل التعميم على المتاحف وملاحقة الفاعلين عن طريق الانتربول الدولي".

(تستمر)

وحول فقدان قطع أثرية هامة في المتحف، قال علولو "نعم للأسف تم فقدان مجموعة من المسكوكات الذهبية والفضية إضافة إلى جرة من الفضة وقطع ذهبية صغيرة مثل أقراط وخواتم كانت موجودة داخل تابلو حديدي في المتحف تم نهبها، يبلغ عددها نحو 100 قطعة أثرية ما بين فضة وذهب وبرونز".

وأشار إلى أن "الفخاريات والقطع الزجاجية تم حفظها في قبو جانبي من الجهة الغربية للمتحف من خلال أبناء المجتمع المحلي والأهالي وبعض العاملين الذين كانوا يتواجدون في المتحف وهي بحالة سليمة وتم نقلها إلى متحف حماة الوطني وعددها أكثر من 2500 قطعة".

ولفت إلى أن هناك "أكثر من 300 قطعة فسيفسائية وموازييك بمساحة إجمالية تبلغ أكثر من 1750 مترا مربعا تختلف أبعادها ومساحاتها وتتناول موضوعات مختلفة، بحالة جيدة بفضل أبناء المعرة الذين حافظوا عليها".

وحول أهمية متحف معرة النعمان، قال علولو "متحف معرة النعمان من المتاحف الوطنية الهامة في سوريا، لأنه متخصص بمعروضاته الفسيفسائية التي جمعت من المنطقة وتتمثل بأرضيات لكنائس وبنايات تاريخية نقلت خلال فترة 30 عاما إلى المتحف".

وحول التواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالتراث، قال علولو إن "المديرية العامة للآثار والمتاحف قامت بواجبها على مدى السنوات الماضية ولم تتوقف أعمال تهيئة الكادر المتخصص الفني للقيام بواجباته وتم بالتنسيق مع اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) لإجراء دورات في بيروت للكوادر الفنية التابعة للمديرية العامة للآثار والمتاحف بالتنسيق مع الإنتربول الدولي لمعالجة التعامل مع القطع الأثرية التي سُرقت من المتاحف السورية". 

وفيما يتعلق بالأهمية الأثرية لمملكة إيبلا، قال علولو "مملكة ايبلا لها أهمية خاصة فهي أقدم مملكة أكتشفت آثارها في شمال سوريا ويعود عمرها إلى الألف الثالث قبل الميلاد".

وأشار إلى أن هذه المملكة "دُمرت عام 2225 قبل الميلاد من قبل نارام سين الأكادي لذلك هي مملكة نشأت وازدهرت من حوالي 2400 الى 2225 قبل الميلاد وفيها أقدم ارشيف مكتوب بكتابة محلية مقطعية مسمارية هي المقطعية الايبلائية وهذا الاكتشاف يعد الأهم في النصف الثاني من القرن العشرين".

ولفت إلى أنه "تم العثور في مملكة ايبلا على حوالي بضعة آلاف من الرقم المسمارية وهي لوحات كتابية من الطين المشوي نقش عليها الكاتب الايبلائي مواضيع متعددة أهمها اتفاقيات ومعاهدات دبلوماسية مع الممالك المجاورة بالإضافة إلى قائمة بأسماء الملوك الذين تعاقبوا على ايبلا وما يتعلق بالحياة العامة الإدارية لهذه المملكة والنواحي الاقتصادية والاجتماعية والزراعية".

ولفت إلى أنه تم العثور أيضا على "قوائم بأسماء القرى والمنتجات الزراعية وأسماء الأكيال والموازين التي كانت تستخدم في ايبلا، إضافة إلى قواميس ومعاجم ثلاثية اللغة هامة جدا مكتوبة بثلاث لغات السومرية والاكادية والايبلائية المحلية وهي عبارة عن أعمدة لكل لغة".

كان الجيش السوري بدأ، منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، عمليات عسكرية في الجبهة الشمالية للبلاد تمكن في بدايتها من فرض السيطرة على ما يقارب 185 كيلومترا مربعا وفرض السيطرة النارية على مدينة معرة النعمان أهم معاقل مسلحي جبهة النصرة (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) في سوريا.

وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري، أمس الأحد، التقاء قواته المتقدمة من ريف إدلب الشرقي بالقوات المتقدمة من اتجاه حلب الجنوبي، واستعادة السيطرة على أكثر من 600 كيلومتر مربع في المنطقة.

ومساء الأربعاء الماضي أعلن الجيش السوري سيطرته على كامل مدينة سراقب الاستراتيجية التي تربط الأتوستراد الدولي حلب - دمشق وحلب - اللاذقية.

أفكارك وتعليقاتك