مصر تصف تغيب أثيوبيا عن اجتماع واشنطن حول سد النهضة بأنه يهدف لإعاقة المفاوضات

مصر تصف تغيب أثيوبيا عن اجتماع واشنطن حول سد النهضة بأنه يهدف لإعاقة المفاوضات

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 01 مارس 2020ء) قالت القاهرة، اليوم الأحد، إن تغيب أديس أبابا عن جولة واشنطن الأخيرة من المفاوضات حول إجراءات ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي كان يهدف لإعاقة مسار المفاوضات، مؤكدة أن الإعلان الأثيوبي حول بدء ملء خزان السد تزامنا مع الإنشاء يخالف القانون الدولي.

وقال بيان مشترك لوزارتي الخارجية والري بمصر، "تعرب وزارتا الخارجية والموارد المائية والري بجمهورية مصر العربية عن بالغ الاستياء والرفض للبيان الصادر عن وزارتي الخارجية والمياه الإثيوبيين بشأن جولة المفاوضات حول سد النهضة التي عقدت في واشنطن يومي 27 و28 فبراير 2020 ، والتي تغيبت عنها إثيوبيا عمداً لإعاقة مسار المفاوضات"​​​.

وتابع البيان إن الوزارتين ترفضان رفضا تاما " اعتزام إثيوبيا المضي في ملء خزان سد النهضة على التوازي مع الأعمال الإنشائية للسد"، مؤكدتان أن ذلك "ينطوي على مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية، وكذلك لاتفاق إعلان المبادئ المبرم في23 أذار/ مارس 2015، والذي نص في المادة الخامسة على ضرورة الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد قبل البدء في الملء".

(تستمر)

كانت وزارتا الري والخارجية بإثيوبيا قد أصدرتا بيانا أمس، السبت، أكدتا فيه إن أديس أبابا أبلغت القاهرة والخرطوم وواشنطن بتغيبها عن اجتماعات واشنطن لمزيد من التشاور حول عملية المفاوضات، رافضة القول باكتمال المفاوضات حول قواعد الملء الأولي والتشغيل السنوي للسد، وأن النص الذي أصدرته القاهرة في ذلك الصدد لا يعكس مخرجات المفاوضات أو النقاشات القانونية والفنية بين الدول الثلاث. وأكدت الوزارتان أن الدول الأطراف لا تزال في حاجة للتعاطي مع مسائل عالقة تتعلق بالشكل النهائي للقواعد والإرشادات.

ووقعت مصر فجر أمس السبت منفردة بالأحرف الأولى على اتفاق سد النهضة، يشمل قواعد ملء وتشغيل السد.

وأكد بيان صادر عن الخارجية المصرية أن مشاركة مصر في الاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة يومي 27 و28 شباط/فبراير (2019) جاءت من أجل التوصل لاتفاق نهائي حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وتنفيذاً للالتزامات الواردة في اتفاق إعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وأثيوبيا في 23 آذار/مارس 2015، وفيما اشاد البيان بدور كلا من أميركا والبنك الدولي في رعاية المفاوضات، أبدى أسفه إزاء غياب أثيوبيا عن الاجتماع.

وأكد البيان إيلاء كافة أجهزة الدولة المصرية قضية سد النهضة الاهتمام البالغ الذي يستحقه في إطار اضطلاعها بمسئولياتها الوطنية في الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله بكافة الوسائل المتاحة.

فيما أصدرت وزارة الري السودانية بيانا أكدت فيه على التزام السودان بعملية التفاوض لأجل الوصول إلى اتفاق شامل لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بما يحفظ مصالح الدول الثلاث، وضرورة التوصل لاتفاق شامل يتضمن تشغيلاً آمناً لسد النهضة وذلك قبل بدء عملية الملء الأول للسد، وجدد التزام السودان بالعمل على إنجاز اتفاق شامل لملء وتشغيل السد.

كان اجتماع سابق لمفاوضات سد النهضة قد انتهى في واشنطن في 14 شباط/فبراير الماضي، على أن تطرح واشنطن اتفاقا نهائيا على مصر وأثيوبيا والسودان في اجتماع جديد نهاية الشهر، وهو الاجتماع الذي أعلنت أثيوبيا عدم المشاركة فيه قبل وقت قصير من انعقاده.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم 16 كانون الثاني/يناير، في بيان، التوصل لاتفاق مبدأي بين كلا من مصر والسودان وأثيوبيا لملء خزان سد النهضة على مراحل مع مراعاة تخفيف الأضرار على دول المصب، على أن تعود المفاوضات للانعقاد يومي 28 و29 كانون الثاني/يناير الجاري.

وأعلنت مصر، بوقت سابق من 2019، وصول مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وأثيوبيا إلى طريق مسدود، داعية إلى الاستعانة بالولايات المتحدة كوسيط، ولتي دعت بدورها لاجتماع في واشنطن في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، واتفق خلاله على عقد أربع اجتماعات بحضور أميركي وتمثيل للبنك الدولي بهدف الوصل لاتفاق بين الدول الثلاث.

وبدأت أثيوبيا في 2011 في إنشاء سد النهضة على النيل الأزرق، وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها من مياه النيل، والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

أفكارك وتعليقاتك