الدوري الإنجليزي لكرة القدم .. 132 عاما من العطاء والمتعة والإبداع

الدوري الإنجليزي لكرة القدم .. 132 عاما من العطاء والمتعة والإبداع

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 24 مارس 2020ء) يحتفل الدوري الإنجليزي لكرة القدم - البطولة الأقدم والأكثر متابعة في العالم - هذه الأيام بمرور 132 عاما على تأسيسه.

فبرغم أن الفكرة ولدت في رأس وليام ماكجريجور رئيس نادي أستون فيلا عام 1885 بإقامة مسابقة تنافسية بشكل منتظم لتحقيق إيرادات تسهم في توفير التمويل الذاتي للأندية، إلا أنها لم تخرج للنور إلا في مارس عام 1888 عندما بعث بعدة رسائل في مارس من العام نفسه إلى 12 ناديا يدعوهم فيها لإقامة بطولة الدوري، وهو المقترح الذي وجد قبولا لدى كل الأندية، وتحول إلى واقع في الثامن من سبتمبر من العام ذاته لتنطلق أول بطولة دوري تشارك فيها أندية من إنجلترا وويلز، وأطلق عليها دوري الدرجة الأولى الذي زاد عدد أنديته المتنافسة بعد عدة سنوات إلى 16 ناديا، وبعد النجاحات التي حققتها البطولة في أول 4 أعوام انطلقت بطولة دوري الدرجة الثانية في بريطانيا.

(تستمر)

وتمكنت تلك البطولة من الصمود برغم التحولات المهمة التي مرت بها البلاد وعلى رأسها الحرب العالمية الأولى التي توقفت خلالها المنافسات لمدة 4 أعوام، والحرب العالمية الثانية التي عادت للتوقف لمدة 7 مواسم، لكنها عادت بعد ذلك واستمرت وسطعت لتصبح أهم الدوريات العالمية وأكثرها قيمة.

وشهدت البطولة الإنجليزية مراحل متعددة ساهمت في انتشار مبارياتها في أوروبا والعالم على حد سواء، ففي 22 يناير 1927 أذيعت أول مباراة في الراديو الإنجليزي على نطاق العاصمة البريطانية لندن وكانت بين أرسنال وشيفلد يونايتد، فيما كانت أول مباراة تنقل على التليفزيون في منتصف سبتمبر عام 1973.

واستمرت البطولة الأقدم في العالم في التطور حتى عام 1992 الذي كان حاسما في مسيرتها، ففي تاريخ 20 فبراير خطت تلك البطولة، خطوة تاريخية أدت إلى تغيير نظامها القديم الذي استمر لأكثر من مائة عام، وجاء هذا التغير محاولة لمواجهة العديد من التحديات التي فرضت نفسها على الساحة اعتبارا من منتصف الثمانينات وأهمها ضعف الإمكانات المادية للأندية، بالإضافة إلى مشكلات مشاغبي كرة القدم الإنجليزية «الهوليجانز»، الذين ساهموا في إثارة الشغب في إنجلترا، إضافة إلى مساهمتهم في تشويه سمعة الدوري الإنجليزي على مر عقود.

وجرى أول اجتماع لتوقيع ميثاق البطولة في السابع عشر من شهر يوليو لعام 1991.

وبعد الاتفاق على إنشاء الدوري بدأ البحث عن رعاة للبطولة وإصدار ترخيص خاص للبث التلفزيوني. وفي السابع والعشرين من مايو لعام 1992 جرى إشهار مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز كشركة تعمل بالتعاون مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بدلا من الدوري الإنجليزي للمحترفين.

وتضم البطولة بشكلها الحالي 20 فريقا، يتنافسون من منتصف شهر أغسطس حتى شهر مايو في كل عام، ويلعب كل فريق 38 مباراة، ليصبح مجموع المباريات 380 مباراة في الموسم الواحد، تلعب معظمها نهاية الأسبوع خلال يومي السبت والأحد، بينما تقام بعض المباريات ذات المتابعة العالية منتصف الأسبوع.

وساهم في إنجاح هذا التطور النوعي الكبير رعاية بنك باركليز للبطولة، التي ضخت المزيد من الأموال في المسابقة وأنديتها، وكان ذلك كفيلا بجذب المستثمرين والمعلنين من شركات بريطانية، تبعتها شركات ومؤسسات عالمية، لتأتي بعد ذلك النقلة الأكبر في تاريخ المسابقة عندما استفاد الجميع في المنظومة من صفقات النقل التلفزيوني المربحة، التي أدت إلى ارتفاع إيرادات الأندية، لتقترب من ملياري دولار اعتبارا من مطلع الألفية الجديدة.

وتقدمت مسابقة «البريميرليج» إلى المركز الأول في ترتيب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المختص بأداء البطولة خلال السنوات الماضية، متفوقة بشكل منطقي على الدوري الإسباني والدوري الإيطالي.

وتقوم بطولة " البريميير ليج" بدور مهم للغاية في تعزيز مكانة إنجلترا الدولية والمساهمة في رفع مكانة القوى الناعمة للدولة، حيث يتابعها المليارات من المشاهدين في كل دول العالم، حيث تصدر لهم المتعة والإثارة والاحترافية والقوة التنافسية، فهو الدوري الأول وربما الأوحد في العالم الذي لا يمكن التنبؤ بنتائج مبارياته حيث أن الفوارق محدودة للغاية بين فرق الدوري الإنجليزي، وتبقى المفاجآت واردة دائما، حتى عندما يلعب الفريق المتصدر مع صاحب المركز الأخير في التركيز.

وكان الموسم الماضي هو أكبر شهادة تميز للأندية الإنجليزية التي فرضت سيطرتها بالكامل على الألقاب الأوروبية حيث كان النهائي إنجليزيا خالصا في دوري أبطال أوروبا، الذي توج به فريق ليفربول.

وعلى الطرف الآخر في بطولة الدوري الأوروبي كان النهائي إنجليزيا خالصا حيث أن طرفي اللقاء كانا تشيلسي وارسنال، وفاز فريق تشيلسي باللقب، مما جعل السوبر الأوروبي إنجليزيا خاصا أيضا ليفوز به ليفربول بركلات الجزاء الترجيحية متفوقا على تشيلسي، ثم اختتمت الأندية الإنجليزية عام 2019 بفوز ليفربول بلقب كأس العالم للاندية.

ومع نهايات عام 2019 كان هناك رقم مهم وتاريخي أيضا في انتظار الأندية الإنجليزية وهو الخاص بمانشيستر سيتي الذي أصبح أول نادي في التاريخ تتجاوز قيمته السوقية المليار يورو، ثم تواصلت تلك الإنجازات النوعية في عام 2020 ليكون أغلى ناديين في العالم من حيث القيمة السوقية التي تتخطى المليار جنيه إسترليني انجليزيين وهما ليفربول الذي بلغت قيمته السوقية 1.27 مليار جنيه إسترليني، ثم مانشيستر سيتي الذي بلغت قيمته 1.24 مليار جنيه إسترليني.

ومن الأرقام المهمة في مسابقة الدوري الإنجليزي العريقة الرقم الذي سجله نادي مانشيستر يونايتد باعتباره أكثر الأندية الإنجليزية فوزا باللقب برصيد 20 لقبا، ويليه ليفربول برصيد 18، ثم أرسنال 13، وايفرتون 9، واستون فيلا 7 ، ومانشيستر سيتي وساندرلاند وتشيلسي بـ 6 ألقاب لكل منهم، ولكن يبقى نادي مانشيستر سيتي هو الأبرز بين كل الأندية الإنجليزية في العقد الأخير حيث انه الوحيد الذي فاز باللقب 4 مرات.

أفكارك وتعليقاتك