التباعد الاجتماعي جدار حماية لصد فيروس كورونا

التباعد الاجتماعي جدار حماية لصد فيروس كورونا

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 26 مارس 2020ء) يمثل التباعد الاجتماعي في الظروف الراهنة جدار الحماية الأول لصد انتشار فيروس كورونا " كوفيد 19" والحد من تداعياته السلبية على مستوى الأفراد والمجتمعات.

ودعت منظمة الصحة العالمية ضمن توصياتها لمنع تفشي الفيروس، الناس في مختلف دول العالم إلى البقاء في البيوت والتواصل عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من اللقاءات أو الحديث عن قرب.

وأوضحت المنظمة أن الأشخاص الملتزمين في منازلهم بإمكانهم استبدال " التباعد الاجتماعي" بـ " التباعد الجسدي" بحيث تستمر العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة بشرط ترك مسافة فيما بينهم لا تقل عن مترين.

ومع تسارع معدلات انتشار الوباء عالميا لجأت كثير من الدول إلى تطبيق "التباعد الاجتماعي"، وطالبت مواطنيها بالبقاء في منازلهم والعمل عن بعد تلافيا لتفاقم عدد الإصابات بالفيروس المستجد.

(تستمر)

محليا.. اتخذت دولة الإمارات خلال الأسابيع القليلة الماضية مجموعة من القرارات والإجراءات الاستباقية التي ساهمت في تحقيق مستوى عالي من " التباعد الاجتماعي" على كافة مستويات وقطاعات العمل والتعليم والصحة والخدمات وغيرها من أوجه الحياة العامة.

وبدأت حكومة الإمارات بتفعيل نظام "العمل عن بعد" لبعض الفئات من الموظفين في الجهات الاتحادية لمدة أسبوعين ابتداء من " 15 - 26 مارس الجاري" وهي فترة قابلة للتجديد.

وشمل نظام "العمل عن بعد" الموظفات الحوامل، والأمهات اللاتي يعلن أطفالا من الصف التاسع فما دون ولا تتطلب مهامهن الوظيفية ضرورة تواجدهن في مقر العمل، وأصحاب الهمم، والمصابين بأمراض مزمنة وحالات ضعف المناعة وأعراض تنفسية بالإضافة إلى الموظفين من الفئة العمرية التي تتجاوز 60 عاما.

ومع مرور الوقت تتوسع الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في تطبيق العمل عن بعد لتشمل فئات أوسع دون أن يؤثر ذلك على حسن سير العمل ومستوى وسرعة الخدمات المقدمة للجمهور.

وفي قطاع التعليم بدأت الإمارات منذ يوم الاحد الماضي تطبيق منظومة التعلم عن بعد مستهدفة جميع طلبة مدارس الدولة ومؤسسات التعليم العالي، وذلك بعد أن تلقى نحو 25 ألف كادر تدريسي وإداري التدريب التخصصي المستمر "عن بعد" من خلال منظومة تقنية متطورة.

واتخذت الإمارات العديد من القرارات التي أوقفت بها العديد من الأنشطة والفعاليات والمناسبات العامة، حيث أعلنت " وزارة الثقافة وتنمية المعرفة " عن إغلاق جميع المراكز الثقافية التابعة لها وإلغاء جميع الفعاليات و الأنشطة الثقافية في الدولة.

وقررت الإمارات تعليق الصلاة في المساجد والمصليات ودور العبادة ومرافقها في جميع أنحاء الدولة، ودعت إلى تأجيل إقامة جميع حفلات الأعراس والفعاليات الاجتماعية في صالات الأفراح المخصصة لذلك وقاعات المناسبات والضيافة بالفنادق والمنازل بشكل مؤقت .

الإجراءات الاحترازية انسحبت أيضا على جميع الهيئات والمؤسسات الرياضية بالدولة من أجل حماية المجتمع وتقليل فرص الإصابة بفيروس كورونا سواء بتأجيل المسابقات أو إلغاء البعض منها، أو تعليق البعض الآخر حتى إشعار آخر، كما تم وقف أنشطة صالات ألعاب التسلية والترفيه والألعاب الالكترونية وصالات عروض الأفلام "السينما" بشكل مؤقت.

وقررت الإمارات إغلاق الحدائق والمتنزهات العامة والشواطئ وكل المراكز التجارية ومراكز التسوق والأسواق المفتوحة التي تشمل بيع الأسماك والخضار واللحوم، على أن يستثنى "في أسواق الأسماك والخضار واللحوم" التعامل مع شركات التوريد والبيع بالجملة، كما تستثنى منافذ بيع المواد الغذائية "الجمعيات التعاونية والبقالة والسوبرماركت" والصيدليات، كما تقرر تقيّد المطاعم بعدم استقبال الزبائن والاكتفاء فقط بخدمة تسليم الطلبات والتوصيل المنزلي.

واتخذت جميع الجهات والمؤسسات التي لم تشملها قرارات الاغلاق و التوقف كافة التدابير الاحترازية والوقائية اللازمة لتحقيق التباعد الاجتماعي في استقبال الجمهور وتنظيم الدور بين العملاء.

واعتبارا من الساعة الثامنة من مساء اليوم الخميس تطلق الإمارات "برنامج التعقيم الوطني" لإجراء التعقيم الكامل لكافة المرافق والنقل العام وخدمة المترو والتي تستمر حتى الساعة السادسة صباح يوم الاحد الموافق 29 مارس الجاري، وسيتم طوال هذه الفترة تقييد الحركة المرورية وحركة الجمهور، وإيقاف وسائل النقل العامة وخدمة المترو.

وأهابت وزارتا الصحة والداخلية بالجمهور البقاء في منازلهم طوال فترة برنامج التعقيم الوطني، وعدم الخروج إلا لشراء الاحتياجات الغذائية والدوائية أو للضرورة الصحية أو العمل من فئات القطاعات الحيوية.

ويمكن القول أن المجتمع الاماراتي أظهر خلال الفترة الماضية، التزاما كبيرا في تطبيق قواعد " التباعد الاجتماعي" بفضل ما يتحلى به من حس عال بالمسؤولية الوطنية.

وتجني دولة الإمارات اليوم ثمار خططها المستقبلية ورؤيتها الاستباقية التي جعلتها قادرة على تطبيق العمل عن بعد وتقديم كافة أنواع الخدمات الذكية للجمهور في هذه الظروف الطارئة الأمر الذي ساهم في تحقيق مستوى عال من "التباعد الاجتماعي" من دون التأثير على سير طبيعة الحياة اليومية فيها.

أفكارك وتعليقاتك