مستشار أردوغان يرى أن الاتحاد الأوروبي فشل في مواجهة أزمه كورونا

مستشار أردوغان يرى أن الاتحاد الأوروبي فشل في مواجهة أزمه كورونا

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 26 مارس 2020ء) سماهر قاووق. أكد مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، اليوم الخميس، أن حلف شمال الأطلسي، منظمة تعطي الأولية للمهام العسكرية والأمنية وأنها غير مجهزة لمكافحة الجوائح، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي الذي كان متوقعا منه النجاح في مكافحة فيروس كورونا، فشل في هذه المهمة​​​.

وقال أقطاي، في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك:" تقدمت جائحة فيروس كورونا حالياً، على جميع التهديدات العسكرية والأمنية في العالم، وبالتالي من الطبيعي أن تتعاون وتتضامن دول العالم على جميع الأصعدة، من أجل مكافحته، مشيراً إلى: "ضرورة تضامن وتعاون الدول الأعضاء في الناتو مع أعضاء الاتحاد الأوروبي والدول الإسلامية، فيما بينهم لتخطي هذه الأزمة".

وأضاف: "أخذ فيروس كورونا يتوسع وينتشر في جميع أنحاء العالم، لذا باتت الأزمة عالمية".

(تستمر)

وتابع: "من الطبيعي أن تطلب إسبانيا المساعدة من الناتو، التي هي عضو فيه لمكافحة الفيروس، لأن أي طرف يواجه مشكلة قد يطلب المساعدة من الأسرة التي ينتمي إليها في البداية، وإذا كانت الأسرة تعاني من مشاكل مشابهة فقد تلجأ هذه المجموعة إلى مجموعة أخرى لطلب المساعدة، ولكن في الوقت الحالي يبدو أن لا أحد أفضل من أحد وجميع الدول تعاني من هذا الفيروس ".

وأكد أقطاي "على ضرورة تقاسم جميع الدول المعلومات المتوفرة لديها حول أساليب مكافحة فيروس كورونا الذي يعتبر العدو المشترك في الوقت الحالي، وألا تكتفي باتخاذ التدابير الذاتية لحماية نفسها من أي ضرر يأتيها من الخارج، بل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أي ضرر و خطر يمكن أن ينتقل إلى الآخرين، في حال أدرك العالم بأسره المسؤوليات المترتبة عليه بهذا الخصوص".

وحول سبب عدم تحرك الناتو منذ بداية انتشار فيروس كورونا، قال أقطاي: "حلف الشمال الأطلسي (الناتو) معني بالقضايا والمهام العسكرية والأمنية ومهمته ليست التدخل بمثل هذا النوع من الأزمات، إلا أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أهم من الناتو في مثل هذه الأزمات ومواجهتها، لأنه ليس منظمة للتعاون العسكري والأمني فقط، بل منظمة وُجدت لتقاسم المعايير الديمقراطية وفتح الحدود واعتبار أي مشكلة يعاني منها أي عضو في الاتحاد مشكلة مشتركة للاتحاد، ولكن الاتحاد الأوروبي فشل في هذا الاختبار".

واستطرد أقطاي: "لذا علينا ألا نعول على الناتو كثيرا في موضوع مكافحة كورونا، لأن مهمته عسكرية وأمنية وموضوع الصحة ليس من أولوياته، لكن بعض الدول مثل إسبانيا تذكرت الناتو ولجأت إليه عندما لم يتمكنوا من الحصول على المساعدات اللازمة من الدول التي طرقوا أبوابها".

وأضاف: "الناتو ليس مستعداً لأحداث الأوبئة والجوائح بتجهيزاته وأن معداته مجهزة وفق مهمته العسكرية والأمنية وليس الأوبئة والجوائح".

وأكد أقطاي: "أن جائحة فيروس كورونا تؤثر على جميع دول العالم واقتصادها وشركاتها، لذا يجب أن تكون أولويتنا تشكيل وعي مشترك في العالم ضد جائحة كورونا، وهذا الوعي قد بدأ يتشكل، لأن هناك مشكلة مشتركة تعني جميع الدول وهذا العدو المشترك يجب أن يوحد الناس ويزيد من شعور التضامن لديهم وأن يساهم في حل المشاكل العالقة بين الدول".

وتابع:" لدينا مشكلة صحية وبقاء ووجود هذه المشكلة تطغى على مشكلة النفوذ والصراع من أجله".

ورأى أقطاي: "أن الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي مجبرة حالياً، على إيجاد استراتيجية دفاع مشتركة لمكافحة فيروس كورونا الذي وحد العالم أجمعه، لذا ليس لدى أي أحد الوقت للتفكير بالخلافات التي تفرق هذه الدول، وأولوية جميع هذه الدول هي تجاوز المحنة التي يعاني منها العالم بأسره" لافتا "إلى ضرورة أن تتقاسم الدول المعنية المعلومات حول الأدوية واللقاحات المضادة لفيروس كورونا وعدم احتكاره من قبل بعض الدول وشركات الأدوية من أجل تحقيق مكاسب مالية، لأن هذه المشكلة مشكلة عالمية تواجهها كافة الدول، لذا على جميع الدول التعاون من أجل

ه1ا ويتعرض الاتحاد الأوروبي إلى الكثير من الانتقادات بسبب الفشل الذريع في مسألة التنسيق المشترك بين دول الاتحاد للتصدي لفيروس كورونا المستجد، وبدأ الخبراء يوجهون انتقادات قوية إلى هياكل الاتحاد الأوروبي بسبب التأخر في اتخاذ إجراءات فعالة لمحاصرة الفيروس، ويستغربون كيف اهتمت المفوضية بالقضايا الاقتصادية وأهملت الوضع الصحي للمواطنين الأوروبيين.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، تعكس شبكات التواصل الاجتماعي في إيطاليا امتعاض المواطنين من تصرفات الأوروبيين، خاصة عدم المساعدة بالكمامات الطبية والسوائل المضادة للفيروس والبكتيريا.

وبعدما بدأ الجميع بغلق الحدود في وجهها ولم يقدم مساعدات طبية، لتجد الصين وروسيا وكوبا فقط تهرع لنجدتها بدل فرنسا وألمانيا.

وكذلك أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إيلاب" أن أكثر من 70 بالمئة من الفرنسيين، يرون أن حكومة البلاد تبنت في وقت متأخر الإجراءات التقييدية لمكافحة وباء فيروس كورونا.

وصنفت منظمة الصحة العالمية، في 11 آذار/مارس الجاري، فيروس "كورونا" وباء عالميا، مؤكدة أن أعداد المصابين تتزايد بسرعة كبيرة عبر الحدود الدولية.

وأجبر الوباء العديد من دول العالم، وعلى رأسها دول كبيرة بإمكانياتها وعدد سكانها، على اتخاذ إجراءات استثنائية في بلادها، تنوعت من حظر الطيران إلى إعلان منع التجول وعزل مناطق بكاملها، وحتى إغلاق دور العبادة، لمنع تفشي العدوى القاتلة.

أفكارك وتعليقاتك