محافظ حمص: عملية إخراج المقيمين بمخيم الركبان توقفت بدرجة كبيرة بسبب القوات الأميركية

محافظ حمص: عملية إخراج المقيمين بمخيم الركبان توقفت بدرجة كبيرة بسبب القوات الأميركية

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 25 أبريل 2020ء) محمد معروف. قال محافظ حمص طلال البرازي إن عملية إخراج المقيمين في مخيم الركبان توقفت بدرجة كبيرة لجملة من الأسباب في مقدمتها منع القوات الأميركية العائلات من الخروج​​​.

وقال البرازي، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، "عملية إخراج المتواجدين في مخيم الركبان توقفت لأكثر من سبب، لكن السبب الأساسي هو سيطرة قوات الاحتلال الأميركية عليه ومنع بعض العائلات الراغبة بالخروج بسبب وجود النية في أن يبقى هذا المخيم بؤرة للإرهاب"، متوقعا أن يكون هناك آلاف الإرهابيين لا يزالوا في هذه المنطقة يحاولون إبقاء جزء من المدنيين ليفرضوا طابعا إنسانيا لاستغلاله في المحافل الدولية أو من أجل أن يكونوا دروعا بشرية لضمان استمرار وجودهم".

(تستمر)

وحول عدد المقيمين في مخيم الركبان حاليا ونسبة الأطفال والنساء بينهم، قال محافظ حمص "العدد غير معروف بالنسبة لنا، لكن بعض المنظمات الدولية قدرت أعدادهم بحدود 40 ألفا، ومنظمات أخرى قدرت العدد بنحو 35 ألف".

وأردف البرازي "العدد مجهول فعليا لأن مخيم الركبان تحت سيطرة قوات الاحتلال الأميركية في التنف وبعض المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في المنطقة".

وأضاف "العام الماضي تم، على دفعات متعددة ومتابعة من الجهات الأمنية المختصة والأصدقاء الروس إخراج عدة قوافل وصلت إلى مدينة حمص وتمت استضافتها بمراكز الايواء، وتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية وبعض الوثائق لهم وغادر كل إلى منطقته".

وتابع "حوالي 19080 شخص خرجوا جميعا، وبقى شخصان فقط وصلا متأخرين في فترة انتشار وباء كورونا، وبالتالي بمجرد إنهائهما لفترة الحجر وهي 14 يوما سيلتحقان بأسرتيهما، وبالنسبة للدفعات التي وصلت سابقا إلى مراكز الإيواء، وتم إعادتها إلى مناطق سكنها سواء في ريف حمص أو في محافظات اخرى كانت فترة مكوثهم في هذه المراكز مؤقتة عبارة عن يومين أو ثلاثة ريثما تتم معالجة أمورهم المدنية والصحية وبعض القضايا الاجتماعية ومعالجة بعض القضايا القانونية لبعض منهم لكن بالشكل العام جميع الذين وصلوا من مخيم الركبان على عدة دفعات في الغام الماضي عادوا الى مناطق سكنهم با�

واستطرد محافظ حمص قائلا "الاحتلال الأميركي موجود في تلك المنطقة ويحاول، مستغلا هؤلاء الإرهابيين، تنفيذ بعض العمليات للإخلال بالأمن على المناطق السورية الحدودية والإبقاء على بؤرة مفتوحة لكن ما زل هذا الموضوع قيد المعالجة سواء عن طريق الجيش العربي السوري، أو القوى الأمنية أو من خلال لجنة المصالحة الروسية بعملية استكمال خروج الأهالي والضغط باتجاه إعادتهم ورعايتهم في مناطق سيطرة الدولة وأماكن سكنهم الأساسية".

وأضاف أن "العمل مستمر بهذا الاتجاه لكن الوضع الصحي متزامن مع فترة انتشار وباء كورونا، وبالتالي هناك حاجة لتدقيق الأوضاع الصحية والذي يفرض على الانتقال ان يكون حذرا من وجود انتشار ما وباء كورونا في تلك المناطق".

وعن  الوضع الصحي داخل المخيم حاليا قال محافظ حمص "لاتوجد معلومات دقيقة حول هذا الموضوع لكن الدفعة الأخيرة التي خرجت مع فترة انتشار الوباء في العالم يتم وضعها في الحجر الصحي وتقديم الرعاية لهم ريثما يتبين فيما إذا كانت هناك إصابات ويتم اتباع البرتوكولات الخاصة بالظروف البيئية والصحة وفي حال لم يكن هناك إصابات يسمح لهم بالعودة الى مناطق سكنهم بعد انقضاء مدة الحجر".

وأضاف أن "جميع العائدين قدمت لهم نفس الرعاية التي قدمناها للأهالي الذين عادوا إلى مناطق سكنهم ليس فقط من الركبان وإنما من أي منطقة تم تحريرها من الإرهاب وتم إعادة الحياة الطبيعية والمدنية لهم حيث عاد العمال إلى أعمالهم والمزارعون إلى أراضيهم والحرفيين إلى أعمالهم، والطلاب إلى مدارسهم".

وتابع البرازي "تم هذا في أكثر من منطقة وهذا ينطبق على السورين المتواجدين في مخيم الركبان، حيث يتم تقديم لهم كافة أشكال الرعاية، ويجري تدقيق أوضاعهم حال وصولهم إلى مراكز الإيواء من شؤون مدنية حيث يتم منحهم وثائق عائلية للحصول على الخدمات الأساسية الموجودة وثم الدعم الإنساني المقدم من الحكومة السورية والمؤسسات الاجتماعية ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية ويمارسون أعمالهم الاعتيادية".

وقال إن "نسبة الأطفال من بين من غادروا المخيم، والذي بلغ عدد 19080، أكثر من 50 بالمئة ومتوسط أفراد العائلة  5 أو 6 أشخاص يكون عدد الاطفال بين ثلاثة وأربعة، وعندما نقول إن اكثر من  19 ألف شخص عادوا فهم بالطبع عائلات بينهم أطفال ونساء وبعض الرجال المسنين الذين تقدم لهم رعاية خاصة".

وبحسب  البرازي "في العام الماضي جاءت اكثر من 20 دفعة على التوالي ليس فقط من الركبان وانما ايضا العائدون من لبنان والذين نقدم لهم نفس الخدمات والرعاية".

وحول سبب توجه هؤلاء الأهالي إلى مخيم الركبان على الرغم من أن معظم من عادوا منه هم مؤيدون للدولة السورية، رأى محافظ حمص أنه "عندما كانت هناك عمليات إرهابية أدت إلى شلل مناطق في ريف حمص، والبادية السورية عموما سواء في حمص أو ريف دمشق أو حماة أو دير الزور وكان الكثير من الأهالي يطلبون الأمان وأحيانا يذهبون بأي اتجاه حتى إلى الحدود لعدم استطاعتهم الوصول إلى مناطق سيطرة الجيش السوري فاتجه بعضهم إلى الحدود اللبنانية والبعض الآخر إلى الحدود الأردنية والعراقية، وهؤلاء تجمعوا في أماكن معينة بشكل أو بآخر انتقلت هذه المناطق إلى سيطرة (تنظيم) داعش (ال�

�رهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، وفيما بعد بنيت القاعدة الأميركية في التنف وشكلوا مجتمعا سيطر عليها الارهابيون وبالتالي بقوا في معظمهم محتجزون لدى الدواعش والأميركان وبدأت هذه الورقة تستغل بالابتزاز السياسي والإنساني والاجتماعي وتجنيد الشباب والأطفال بمجموعات مسلحة و أدلجتهم  لاتخاذ موقف عدائي وتشكيل عصابات".

وأضاف "لكن لاحظنا حصول ضغط باتجاه مخيم الركبان وتعاون روسي سوري من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في البادية وتعاون البعض من المجتمع المحلي والأهالي، وجدنا أن هذا المخيم بدأ يتفكك وأول مجموعة خرجت كانت عبارة عن 37 شخصا، وثم أصبحت المجموعات تخرج بالمئات وبعدها بالألوف الى ان وصلنا الى 19080 شخصا".

وتابع البرازي قائلا "ربما يكون المخيم يضم حاليا 10 آلاف أو 20 ألف شخص لا أحد يعلم بالضبط. لكن بدأ هذا المخيم يتفكك وبدأت ظاهرة السيطرة الأميركية أيضا مشكوك فيها بمعنى أن قدرة الجيش العربي السوري على تأمين البادية ومحاصرة قوات الاحتلال الأميركية في منطقة محددة وإضعاف تحركات داعش وقطعانها في البادية كل ذلك أدى إلى إضعاف القوة المسيطرة في المنطقة وبالتالي بدأ يتفكك مخيم الركبان ويتاح للأهالي والسوريين الهروب من هذا المعتقل الجماعي الكبير والوصول إلى أماكن سيطرة الدولة إضافة إلى أن هناك الكثير من المسلحين هم من المرتزقة والذين يبتزون المواطني

ن للحصول على المال مقابل إخراجهم من المنطقة إلى مناطق سيطرة الدولة السورية".

وختم بالقول "في حقيقة الأمر هذا ملف كبير يتابع من جميع النواحي الإنسانية والاجتماعية والأمنية والعسكرية".

وفي 23 نيسان/ابريل الجاري أعرب ديفيد سوانسون من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن قلق المنظمة البالغ إزاء الوضع في مخيم "الركبان" للاجئين في سوريا، بسبب نقص الغذاء والمساعدة الطبية.

أفكارك وتعليقاتك