"مصدر" .. 14 عاما من الريادة في مجال الاستدامة

"مصدر" .. 14 عاما من الريادة في مجال الاستدامة

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 30 أبريل 2020ء) يجسد تأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في أبريل عام 2006 رؤية الدولة الاستشرافية للمستقبل ويرسخ ريادتها في مجال الاستدامة وقطاع الطاقة ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الطاقة.

وتستعرض وكالة أنباء الإمارات في التقرير التالي مسيرة "مصدر" التي تحتفي بمرور 14 عاما على تأسيسها وتواصل أداء دورها الرائد في قطاع الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة والتطوير العمراني المستدام.

وعملت "مصدر" - المملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار - خلال السنوات الماضية على الاستثمار في مشاريع التكنولوجيا النظيفة ذات الجدوى التجارية والمرتكزة على مخرجات التعليم والتطوير ونشر الوعي وتوفير منصة لدعم نمو الطاقة المتجددة والاستدامة مما جعلها تضطلع بدور رئيس في دفع عجلة تطوير هذا القطاع الاستراتيجي محليا وإقليميا وعالميا.

(تستمر)

وساهمت في وضع إمارة أبوظبي في طليعة رواد البحوث والتكنولوجيا الخاصة بقطاع الطاقة النظيفة وتوسعت في أنشطتها ومشاريعها لتنتشر في أكثر من 30 دولة حول العالم وتفوق قيمتها الإجمالية 13.5 مليار دولار "49.6 مليار درهم" وتتجاوز قدرتها الإنتاجية 6 جيجاواط وتساهم في تفادي إطلاق 5.4 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً سواء المشاريع قيد التطوير أو التي دخلت حيز التشغيل كما تخطط لتنفيذ مشاريع تتجاوز ضعف هذه القدرة.

وحظيت مسيرة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل بمحطات مهمة ففي عام 2008 انطلقت أعمال إنشاء "مدينة مصدر" في رحلة جريئة نحو تطوير إحدى أكثر مدن العالم استدامة و اليوم ومن خلال الاستثمارات الذكية نجحت مدينة مصدر في تقديم نموذج رائد للتصاميم الذكية التي تمكن المدن من استيعاب ومواكبة التوجه المتسارع للعيش في المدن مع التركيز أيضا على خفض مستويات استهلاك الطاقة والمياه وإنتاج النفايات.

ووضعت مدينة مصدر معايير محددة للتنمية المستدامة بحيث تضمن تحقيق فوائد اجتماعية وبيئية واقتصادية وتتميز المدينة بتبنيها لمنظومة فريدة للابتكار تقوم على الجمع بين التعليم والبحث والتطوير والعمل والاستثمار.

وتضم مدينة مصدر مجمعا متناميا منخفض الكربون وقائم على التقنيات النظيفة وتم تصميم المباني بشكل فريد حيث ينخفض فيها استهلاك الطاقة والمياه بنسبة تفوق 40 في المائة مقارنة بنسبة الاستهلاك الاعتيادية.

وتحتوي المدينة على مجمع تكنولوجي متعدد الاستخدامات ومنطقة حرة تعد الأسرع نموا في أبوظبي وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والتي تعد أول جامعة في العالم للدراسات العليا تختص في الذكاء الاصطناعي حيث جاء اختيار المدينة لاحتضان الجامعة ليؤكد أهميتها كمركز متقدم للابتكار بالإضافة إلى كونها منطقة سكنية متنامية تضم العديد من المرافق والمنتزهات.

وأنجزت "مصدر" في مارس 2013 محطة " شمس " التي تعد إحدى أكبر المحطات قيد التشغيل للطاقة الشمسية المركزة في العالم وأكبر مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط.

وتعاونت "مصدر" في إنشاء هذه المحطة الحرارية الشمسية البالغة استطاعتها 100 ميجاواط مع شركات رائدة عالميا في هذا المجال.

ويسهم مشروع "شمس" في دعم جهود تنويع مزيج الطاقة في الدولة والحد من بصمتها الكربونية حيث يساعد على تفادي إطلاق 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا أي ما يعادل تأثير زراعة 1.5 مليون شجرة أو وقف استخدام 15 ألف سيارة.

ونجحت "مصدر" في إنجاز المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاواط في دبي التي جرى تطويرها من خلال ائتلاف تقوده "مصدر" بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي وشركة "اي دي اف رينوبلز" وقد تم اختيار الائتلاف في عام 2016 بعد أن قدم أقل سعر تعرفة للطاقة الشمسية في العالم آنذاك وتم توقيع اتفاقية شراء الطاقة الخاصة بالمرحلة الثالثة في نوفمبر من العام ذاته كما تم مؤخراً وضع هذا المشروع في الخدمة.

كما حفلت مسيرة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل بالعديد من الإنجازات العالمية ففي عام 2011 تم تدشين "محطة خيما سولار للطاقة الشمسية المركزة " في إسبانيا وتولى بناؤها شركة "توريسول إنرجي" التحالف الاستراتيجي بين مجموعة "سينير" الإسبانية الرائدة للهندسة والإنشاءات و"مصدر".

وتعد المحطة أول مشروع للطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية في العالم يتم فيه الجمع بين نظام استقبال الطاقة الشمسية في البرج المركزي وتقنية تخزين الحرارة باستخدام الملح المصهور التي تمكن المحطة من توليد الكهرباء على مدار 24 ساعة.

وفي مجال طاقة الرياح يبرز عدد من المشاريع الرائدة التي تنفذها "مصدر" في أماكن مختلفة حول العالم حيث أطلقت الشركة ثلاثة مشاريع في المملكة المتحدة تشمل " مصفوفة لندن" التي تعد إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم قيد التشغيل وتقوم بتلبية احتياجات الكهرباء لأكثر من نصف مليون منزل وتساهم في منع انبعاث 925 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.

ومحطة "هايويند سكوتلاند" أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة على مستوى تجاري في العالم وتساهم المحطة البالغة قدرتها الإنتاجية 30 ميجاواط في تزويد حوالي 6600 منزل بالكهرباء وتفادي انبعاث 63 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.

فضلا عن محطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية التي تتألف من 67 توربينا وتبلغ قدرتها الإنتاجية 402 ميغاواط وتوفر الكهرباء النظيفة لحوالي 410 آلاف منزل وتساهم في تفادي إطلاق 893 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.

وفي صربيا طورت "مصدر" محطة "شيبوك 1" التي تعد أكبر محطة طاقة رياح تجارية على مستوى المرافق الخدمية في الدولة ومنطقة غرب البلقان وتضم المحطة - التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 158 ميجاواط - 57 توربين رياح من إنتاج شركة "جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة" وتلبي احتياجات حوالي 113 ألف منزل من الكهرباء النظيفة والمستدامة فضلاً عن الحد من انبعاث 370 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.

وعلى صعيد المنطقة العربية ... طورت "مصدر" محطة "الطفيلة لطاقة الرياح" في المملكة الأردنية الهاشمية وتساهم في زيادة القدرة الإجمالية لإنتاج الكهرباء في المملكة بنسبة 3 في المائة وتوفر إمدادات تكفي لتلبية احتياجات 83 ألف منزل.

وفي سلطنة عُمان نفذت محطة "ظُفار لطاقة الرياح" وستوفر المحطة البالغة قدرتها الإنتاجية 50 ميجاواط الكهرباء النظيفة لـقرابة 16 ألف منزل وتسهم في الحد من انبعاثات ما مقداره 110 آلاف طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وسجلت وحدة خدمات الطاقة التابعة لإدارة الطاقة النظيفة في "مصدر" رقما قياسيا في تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة الصغيرة والمتوسطة في المجتمعات الريفية النائية في مناطق مختلفة من العالم وأحيانا في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد وحتى الآن تبلغ القدرة الإجمالية للمشاريع التي دخلت حيز التنفيذ أو في المراحل النهائية من التطوير في 21 دولة أكثر من 100 ميجاواط وقد أجرت وحدة خدمات الطاقة دراسات تحليلية لأداء الطاقة في عدد من المباني أفضت إلى توفير هذه المباني لـ 40 ألف ميجاواط ساعي من الكهرباء سنويا.

وعلى صعيد المشاريع الجديدة تقوم مصدر ببناء محطة متطورة تقنيا لتحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة عبر "شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة" التي تأسست وفق شراكة بين "مصدر" وشركة "بيئة" وستساهم المحطة في معالجة ما يصل إلى 300 ألف طن سنوياً من النفايات الصلبة بدلاً من تحويلها إلى مكبات النفايات مما سيساهم في دعم تحقيق رؤية 2021 والمتمثلة في معالجة 75% من النفايات الصلبة بدلاً من تحويلها إلى مكبات النفايات.

وفي المملكة العربية السعودية .. تطور "مصدر" محطة "دومة الجندل لطاقة الرياح" التي تعتبر المحطة الأولى من نوعها في المملكة والأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط وتبلغ قدرتها الإنتاجية 400 ميجاواط بالإضافة إلى تطوير مشروع محطة "بينونة" وهي أكبر محطة للطاقة الشمسية في المملكة الأردنية الهاشمية وتبلغ قدرتها الإنتاجية 200 ميجاواط.

وفي المملكة المغربية تطور "مصدر" محطة "نور ميدلت" الهجينة للطاقة الشمسية ويعد هذا المشروع الذي تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية 800 ميجاواط أول مشروع محطة هجينة متطورة للطاقة الشمسية في العالم تستخدم مزيجاً من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة.

واستحوذت "مصدر" على حصة في محطة "إيست روكينجهام لمعالجة الموارد" بقدرة 29 ميجاواط في أستراليا بالإضافة إلى تطوير أول محطة طاقة شمسية عائمة في أندونيسيا تبلغ قدرتها الإنتاجية 145 ميجاواط كما قامت في نوفمبر 2019 باستثمار استراتيجي في شركة "فيوتشر هيرو انرجيز" الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا النظيفة وأكبر الشركات المطورة لمشاريع الطاقة النظيفة في شبه القارة الهندية.

وأصبحت "مصدر" أول المساهمين في صندوق للاستثمار في تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية الذي أطلقته وزارة الخزانة البريطانية كما تعد الممول الرئيس لمركز الابتكار في هندسة الجرافين الواقع في مبنى مصدر بجامعة مانشستر.

ونظرا لأهمية سوق الولايات المتحدة الأمريكية استحوذت الشركة مؤخرا على حصص في محطتين لطاقة الرياح هما محطة "روكسبرينغز" في تكساس ومحطة "سترلينغ" في نيومكسيكو.

ودأبت "مصدر" منذ تأسيسها على عقد المنصات المعرفية وإقامة الفعاليات والمبادرات لتعزيز الوعي بقضايا الاستدامة ولعل أبرزها أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه "مصدر" سنويا كإحدى المنصات المهمة التي تسهم في رسم ملامح مستقبل الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة محلياً وإقليميا وعالميا.

وفي عام 2008 تم إطلاق جائزة زايد للاستدامة بهدف تكريم المبدعين والرواد في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة ضمن خمس فئات هي الطاقة والغذاء والمياه والصحة والمدارس الثانوية العالمية.

وكرمت الجائزة منذ انطلاقتها 86 فائزا ساهمت مشاريعهم وحلولهم المستدامة بشكل مباشر أو غير مباشر في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكبر من 335 مليون شخص حول العالم.

وأكد محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لـ"مصدر" أن ما حققته "مصدر" من إنجازات مهمة على مدى الأربعة عشر عاما لا يمثل سوى البداية خصوصا في ضوء التحديات الراهنة التي تواجه العالم .. مشددا على أن "مصدر" ستواصل بما اكتسبته من خبرات فنية وعملية وما تمتلكه من إمكانات وكفاءات في قيادة تطوير قطاع الاستدامة في العقد القادم.

وأشار إلى أن مسيرة الشركة الناجحة في مجال الطاقة المتجددة تواصلت هذا العام من خلال العديد من الإنجازات التي شملت بدء تشغيل المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في دبي وإعادة تمويل حصتها في محطة "مصفوفة لندن" لطاقة الرياح وتقديم أقل سعر ضمن مناقصة لتطوير مشروع جديد للطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية.

وأعرب الرمحي عن فخره بقيادة هذه الشركة الرائدة والعمل مع طواقمها التي تضم نخبة من الكفاءات المميزة وعن تطلعه قدما لتحقيق المزيد من الإنجازات الاستثنائية والاستمرار في جعل الطاقة المتجددة جزءا أساسيا من مزيج الطاقة في مختلف أنحاء العالم وتعزيز جهود ابتكار وتسويق التقنيات النظيفة وتحفيز الصناعات الجديدة والمساهمة الفاعلة في دفع عجلة التنمية المستدامة في الإمارات والعالم من أجل خير الإنسانية.

أفكارك وتعليقاتك