فيروس كورونا..​​​. فرنسا تبدأ رفع الحجر الصحي بعد 55 يوما من العزل

فيروس كورونا..​​​. فرنسا تبدأ رفع الحجر الصحي بعد 55 يوما من العزل

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 11 مايو 2020ء) أسامة حريري. استيقظ الفرنسيون، اليوم الاثنين، على أول أيام رفع الحجر الصحي بعد 55 يوما على فرضه في السابع عشر من آذار/مارس الماضي، بسبب تفشي مرض فيروس كورونا "كوفيد-19".

هذا وقد كانت الحكومة الفرنسية فرضت في السابع عشر من آذار/مارس الماضي حجرا صحيا على كافة أنحاء البلاد - أسوة بالجارتين إيطاليا وأسبانيا- بسبب تفشي وباء كورونا بشكل سريع وبعد أن تبين أن أعداد المصابين اقتربت من تخطي قدرة استيعاب المستشفيات.

وتطبيقا لقرار السلطات فتحت الحضانات والمدارس (المرحلة المتوسطة وما دونها) أبوابها حيث من المتوقع أن تكون نسبة الإقبال ضعيفة نظراً لعدم إجبارية الحضور ( ووفقا لاستطلاع للرأي أجراه معهد أودوكسا بيّن أن قرابة ثلثي الأهالي لن يرسل أولاده الى المدرسة في الحادي عشر كم أيار/مايو.

(تستمر)

واشترطت وزارة التعليم ألا يتخطى عدد الطلاب 15 في الصف الواحد لكي يتم فتح المدرسة. وأعطت الحكومة مزيدا من الصلاحيات لرؤساء البلديات لكي يشرفوا على فتح أو استمرار إغلاق المدارس في حال اقتضت الضرورة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأت المحال التجارية على أنواعها (باستثناء المراكز التجارية التي تفوق مساحتها ال40 ألف متر مربع ) بفتح أبوابها بعد إغلاق دام قرابة الشهرين أدى لخسائر مالية كبيرة مما دفع بالسلطات للإعلان عن حزمة مساعدات لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الشركات من الإفلاس.

وطلبت السلطات من أصحاب المحال التجارية اتخاذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة خلال ساعات العمل مثل تأمين الكمامات للموظفين وعدم السماح لعدد كبير من الزبائن بالدخول الى المحل في نفس الوقت حفاظا على قواعد التباعد.

هذا ومن المنتظر أن تفتح محلات الحلاقة أبوابها حيث يتحضر الحلاقون- الذين يتوجب عليهم وضع كمامة أثناء عملهم - لتهافت أعداد كبيرة من الزبائن خاصة الرجال منهم.

أما المطاعم والمقاهي ودور السينما والمسارح فستبقى مغلقة لأوائل شهر يونيو المقبل على الأقل كما سيستمر إغلاق جميع الشواطئ وسيمنع تنظيم أي احتفالات أو تجمعات دينية (قبل موعد الثاني من يونيو المقبل).

هذا وسيستمر منع الأنشطة التي يتخطى عدد المشاركين فيها ال5000 شخص لغاية شهر سبتمبر المقبل كما سيتم إلغاء المناسبات الرياضية لموسم 2019-2020 ومنها كرة القدم بحسب ما أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي.

وفي المواصلات شددت السلطات من إجراءاتها للتخفيف من الزحمة بهدف الحفاظ على حد أدنى من المسافات بين المواطنين كما فرضت وضع الكمامة التي تصل غرامة عدم ارتدائها الى 135 يورو.

أما في باريس فارتفعت وتيرة حركة المواصلات لتصل الى 75% عما كانت عليه من قبل. وطلبت السلطات من كل مواطن يريد أن يستقل وسائل النقل المشترك خلال ساعات الزحمة ( ساعات العمل) إثباتا خطيا من رب العمل يؤكد دافع التنقل وضرورته.

وعلى الرغم من الإجراءات الصحية الصارمة التي اتخذتها الحكومة للحد من الزحمة خاصة في قطارات الأنفاق ( المترو) في باريس، أظهرت صورا نشرتها قناة بي.اف.ام هذا الصباح زحمة شديد في المترو رقم 13 الذي يصل العاصمة بضواحيها الشمالية والجنوبية مما أثار موجة تساؤلات حول نجاعة خطة الحكومة.

وتستمر المرحلة الأولى من رفع الحجر الصحي لغاية أواخر الشهر الجاري على أن تبدأ المرحلة الثانية ابتداءا من الثاني من حزيران/يونيو المقبل.

وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب، الأسبوع الماضي، خلال عرضه لخطة "الخروج التدريجي والحذر من الحجر الصحي" أمام الجمعية الوطنية ، قال إن "فرنسا  مقسمة اليوم الى قسمين؛ قسم باللون الأخضر وهو يمثل المناطق التي استطعنا فيها إيقاف انتشار الوباء ، وقسم باللون الأحمر يمثل المناطق التي ما زالت نسبة انتشار الفيروس فيها مرتفعة".

وأشار فيليب إلى أن معظم المناطق في فرنسا تقع في الدائرة الخضراء ، أما المناطق الحمراء فعددها أربعة ضمنها العاصمة باريس وضواحيها. وشرح فيليب قائلا إن رفع الحجر الصحي سيتم بشكل مناطقي حيث ستكون مثلا الإجراءات الصحية في المناطق الخضراء أقل صرامة من تلك في المناطق الحمراء.

وابتداءا من اليوم سيحق للمواطنين الخروج  من منازلهم من دون الحاجة الى تبرير خطي (شهادة خطية فرضتها السلطات على المواطنين لتبرير سبب خروجهم : العمل أو شراء المأكولات)  لكن يجب ألا تتعدى المسافة ال100 كم عن المنزل وإلا سوف يتم تغريم المخالفين.

هذا ويحق للمواطنين الابتعاد لأكثر من 100 كيلومتر عن مكان سكنهم فقط في حال ضرورة الذهاب للعمل أو زيارة مريض أو المشاركة بمأتم.

وابتداءا من اليوم ستتبع السلطات سياسة جديدة في رصد الفيروس ومكافحته حيث وعد رئيس الوزراء فيليب الأسبوع الماضي بزيادة عدد الفحوصات الطبية (ضمن سياسة الحماية والفحص والعزل) لرصد فيروس كورونا ليصل العدد إلى 700 ألف فحص أسبوعي.

هذا وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية يوم أمس الأحد عن تسجيل 70 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا  ليصل إجمالي عدد الوفيات الى 26380 حالة منذ بداية الوباء.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد الوفيات الذي تم تسجيله أمس هو الأدنى منذ بدء الحجر الصحي في ال17 من شهر آذار/مارس. وشهدت فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة انخفاضا تدريجيا في أعداد الوفيات والمصابين الجدد بفيروس كورونا مما دفع بالسلطات لإعطاء جدول ،زمني يبدأ اليوم، للخروج التدريجي من الحجر.

أفكارك وتعليقاتك