لا يمكن تعويض الفائدة التي يحققها طلبة الأردن في صفوفهم وأدعو إلى التعليم المدمج–وزير سابق

لا يمكن تعويض الفائدة التي يحققها طلبة الأردن في صفوفهم وأدعو إلى التعليم المدمج–وزير سابق

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 14 مايو 2020ء) أكد وزير التربية والتعليم الأردني الأسبق والعضو الحالي في لجنة الأوبئة، عزمي محافظة، اليوم الخميس، أنه من غير الممكن تعويض الفائدة التي يحققها الطلبة في الغرفة الصفية (في الصف)، مشيراً إلى أن التعليم عن بعد كان خياراً لا بد منه لإنقاذ العام الدراسي من الضياع، وبعيداً عن أزمة وباء كورونا يعتبر محافظة أن الحل في المستقبل يجب أن يتمثل بالتعليم المدمج الذي يجمع بين الغرفة الصفية والتعلم عن بعد، القائم على تطوير مهارات الطلبة الذاتية في إنتاج المعلومات.

وقال محافظة في تصريح لوكالة "سبوتنيك" حول تجربة التعليم عن بُعد بأنه "لا يمكن تعويض الغرفة الصفية، لذلك قلت الحل في المستقبل يكون في التعليم المدمج، يعني أن يحضر [الطالب] الدرس في الصف ويناقش الأستاذ ويعطيه الواجب ليطور مهاراته ويتعلم ويبحث وعندما يذهب إلى البيت يناقش الأستاذ عبر الإنترنت ، ومن ثم يعود إلى الصف ويناقش [ما توصل إليه]"، ويعتبر محافظة أن "هذا يُمكّن الفرد من التعلم"​​​.

(تستمر)

وحول ما إذا كان ما يقصده محافظة هو إمكانية أن يصبح التعليم عن بُعد وسيلة مساندة للتعلم الصفي يقول "نعم وما أقوله بأنه يجب أن نطور استراتيجياتنا إلى ما يسمى التعليم المدمج"، ويتطرق إلى أعداد الطلبة الكبيرة على مقاعد الدراسة الجامعية، مشيراً إلى أن الأستاذ الجامعي عندما يقف في الشعبة أمام 250 طالب، ويقول إنه "وأمام هذه الأعداد للأسف نحن بحاجة حلول، والحلول قد تكون موجودة [في التعليم عن بعد]".

ويشرح محافظة بأن "هذا أمر تربوي، فمنذ ما يزيد على المائة عام ظهر مصطلح التعلم بدل التعليم، ما تتعلمه أنت يرسخ في ذهنك وما يعلموك إياه لا يرسخ في ذهنك، فالتلقين لا يرسخ في الذهن" مبيناً أن "العملية التعليمية يجب أن تكون متمركزة حول الطالب". ويشير إلى أن "هذا في صفوفنا غير موجود بصراحة، التعلم غير موجود، لكن هنالك تعليم تلقين"، معتبراً أن التعليم عن بعد قد يكون "فرصة مفيدة"، ويشرح "أن نعطي الطالب فرصة كي يتعلم"، ويؤكد محافظة انه لا يتحدث في هذا السياق عن الطريقة المنفذة حالياً في التعليم عن بعد، لكنه يتحدث "عن تعليم يكون الطالب فيه مشاركاً وهو ما ي�

�مى بالتعليم المدمج".

ويعتبر محافظة أن التعليم المدمج إنما "هو خطوة متقدمة عن التعلم عن بعد"، مبيناً أن "التعلم عن بعد أصلا وجد لأشخاص لديهم عمل أو يسكنون بعيدا وغير قادرين على الذهاب إلى الجامعات، فأصبح هنالك التعلم البيتي أو التعلم عن بعد في الدول المتقدمة".

وفي سياق حديثه عن الجمع بين الاثنين؛ التعلم الصفي والتعليم عن بعد يقول محافظة "الآن يجب أن نستفيد من الاثنين، نتحدث في المستقبل أن منتصف الطلاب يمكن أن يأتوا إلى المدرسة في أيام ونصفهم في أيام أخرى – نحن نتحدث عن المستقبل وربما تكون الآن الفكرة غريبة - وبالتالي لا يصبح هنالك حاجة للابنية الضخمة"، وبما يخص الأبنية المتاحة حالياً يشير محافظة إلى أن الدولة يمكن أن تقوم بتطويرها وتحسين بيئتها وأن تزودها بالانترنت.

وأكد محافظة "برأي هنالك سلبيات وفوائد، لا شك الغرفة الصفية مفيدة جداً والتكنولجيا مفيدة ومن الممكن تطوير قدراتنا وهذه التجارب كلها تجارب عالمية يجب أن نستفيد منها".

تجدر الإشارة إلى أن الأردن مثل باقي الدول في العالم توجه خلال أزمة كورونا لخيارات العمل والتعليم عن بعد، وثمة ملاحظات عديدة من الأهل والمعلمين حول التجربة، وحول ذلك يقول محافظة بأن الحكومة الأردنية كانت أمام خيارين؛ إما أن ينتهي العام الدراسي، أو أن تفعل شيئاً، مشيراً إلى أنهم قاموا بعمل شيء لم يكن مثالياً لكن يمكن البناء عليه.

ويضيف "التعليم عن بُعد لم يكن خيارا لكنه فرض على الأردن وعلى العالم"، وشرح "عندما فرض على الأردن، لم يكن هنالك وقت كافي للاستعداد وكان معهم أسبوع أو 10 أيام ليجدوا حلاً للتعويض ما أمكن عن العام الدراسي وأنا لو كنت وزيراً [للتربية] سأذهب لهذا الخيار".

ويقول محافظة "الآن أصبح هنالك عبء على الأهل بالمشاركة في التدريس فكل هذه الأمور مطروحة يجب أن نجد حلولاً تربوية لتحسين التعليم عن بعد، وهو الخيار الوحيد المتاح حاليا". ويضيف "حتى لا نضطر في مرات قادمة – فربما تتكرر هذه الأوبئة – يجب على العالم أن يطور التعليم عن بُعد بطريقة كبيرة، يجب أن نفكر بشكل مختلف، يجب أن نفكر بطريقة للمستقبل تتلائم مع التطورات المتعلقة بالأمراض والإجازات".

وأكد محافظة "نحن لا نتحدث عن الأردن[فقط]، لكن في العالم كله، التعليم سوف يختلف شكله عن الشكل الحالي، [هذا] إجباري لا يوجد حل".

أفكارك وتعليقاتك