باحث جزائري: تركيا تملك مشروع جيوسياسي موجه لكل شمال إفريقيا

(@FahadShabbir)

باحث جزائري: تركيا تملك مشروع جيوسياسي موجه لكل شمال إفريقيا

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 05 يونيو 2020ء) علق الباحث في الشؤون السياسية عادل أورابح في حديث مع وكالة سبوتنيك على تصريحات أردوغان أمس حول " تعزيز التعاون بين تركيا وليبيا خاصة فيما يخص البحث والتنقيب عن الغاز والنفط"، قائلا " الأهداف الإقتصادية من وراء دعم تركيا لحكومة السراج كانت واضحة منذ البداية، من خلال العقود الإقتصادية والعسكرية الموقعة مع حكومة السراج بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، بالإضافة إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية المثير للجدل"، اتفاق يرى أورابح أنه " يتيح لتركيا إمكانية التنقيب عن النفط في أجزاء واسعة من مياه شرق المتوسط، وهو الإتفاق الذي قايض

ت به تركيا تدخلها العسكري الذي أنقذ حكومة السراج من هزيمة عسكرية شبه أكيدة".

وهذه الأهداف الإقتصادية يضيف محدثنا، "تندرج على ما يبدو ضمن مشروع جيوسياسي تركي أوسع موجه لشمال إفريقيا، فميدانيًا التدخل العسكري التركي قلب موازين القوى، بفرضه تراجعًا لقوات حفتر وإتاحته لوضعية هجومية لصالح قوات الوفاق لم تكن مُتخيلة قبل بضعة أشهر​​​.

(تستمر)

"

ورغم هذه الوضعية يعتقد الباحث أورابح أن " الحسم العسكري لصالح طرف على حساب لن يحدث قريبا، خاصة وأن قوات حفتر لازالت تسيطر على مواقع بترولية مهمة وتحظى بدعم إماراتي، مصري وفرنسي وبتواطؤ أميركي رغم كل الشكوك التي تحوم حول استراتيجيته العسكرية التي أثبتت حدودها لحد الآن، خاصة وأنه فشل في دخول طرابلس التي تمثل إلى جانب رمزيتها السياسية مقرا للبنك المركزي الذي يستقبل كل مداخيل بيع النفط بالعملة الصعبة".

بالنسبة للموقف الجزائري يقول عادل أورابح " الجزائر تملك فعلاً ميزة القدرة على التحاور مع جميع الأطراف بفضل انعزالها التقليدي عن سياسة المَحاور، خاصة مع عودة الجهاز الدبلوماسي للعمل من جديد" لكن السؤال المطروح حسب أورابح، هو هل تملك الجزائر فعليًا إمكانية تجسيد سياستها؟ "خاصة وأن دورها ورغم حياديته لا يحظى دوما بقبول الدول الغربية الكبرى، وهو ما أثبته الرفض الأميركي لتعيين رمطان لعمامرة كممثل أممي في ليبيا".

وعن التوتر الكبير الحاصل حاليا في ليبيا اضاف محدثنا "الجزائر متخوفة كثيرًا من حرب أهلية في طرابلس ستزيد حتما من انكشاف الحدود التونسية-الليبية الهشة أصلاً، وهي منقسمة من جهة بين ضرورة التقبل براغماتيا للتدخل التركي الذي أنقذ طرابلس وتخوفها المشروع من حضور مستدام لتركيا في المنطقة ولترويجها لمشروع إيديولوجي لا يتناغم كثيرا مع مصالح الجزائر، ومن جهة أخرى تبدو مضطرة للتوفيق بين مخاوفها من استراتيجية حفتر العنيفة جدا، وضرورة عدم الدخول في شقاقات كبيرة مع الإمارات العربية المتحدة ومصر ".

هذه الديناميكيات المتسارعة يعتقد أورابح أن لها دور جلي "في سعي الجزائر من خلال وثيقة الدستور المقبلة لتغيير عقيدتها العسكرية وجعلها أكثر مرونة من حيث القدرة على التدخل العسكري خارج حدودها".

أفكارك وتعليقاتك