نصرالله يتهم أميركا بالوقوف وراء أزمة الدولار في لبنان ويعتبر "قيصر" آخر أسلحتها ضد سوريا

نصرالله يتهم أميركا بالوقوف وراء أزمة الدولار في لبنان ويعتبر "قيصر" آخر أسلحتها ضد سوريا

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 17 يونيو 2020ء) اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، اليوم الثلاثاء، الولايات المتحدة بمنع نقل الدولار إلى لبنان وممارسة ضغوط لمنع ضخ العملة الأميركية في السوق اللبنانية، كما اعتبر أن "قانون قيصر" هو آخر الأسلحة الأميركية ضد سوريا، مؤكداً أن حلفاء دمشق لن يتخلون عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية.

وقال نصرالله، في كلمة تلفزيونية، إن "المسألة الأساسية في ارتفاع الدولار هو قانون العرض والطلب مثل أي سلعة، وكثرة الطلب لا حل لها، وذلك بسبب الدولرة التي حصلت في الاقتصاد اللبناني، لتبقى المشكلة في قلة العرض، فلماذا الدولار قليل في السوق؟"​​​.

وأضاف نصرالله أن "هناك معلومات أكيدة رسمية أن الأميركيين يمنعون نقل الكميات الكافية من الدولار إلى لبنان"، مشيراً إلى أن "الأميركيين يتدخلون لدي مصرف لبنان لمنع ضخ الدولار بكمية كافية في الأسواق، بحجة أن الدولار يجمع من السوق ويؤخذ إلى سوريا".

(تستمر)

وتابع "هل حزب الله يجمع الدولار من الأسواق لأخذه إلى سوريا؟ نحن نأتي بالدولار  إلى لبنان ولا نجمعه".

وأوضح "هناك من يُخرج الدولار من لبنان وليس الى سوريا"، لافتاً إلى أن "أحد المصارف جمع منذ آب/اغسطس الماضي عشرات ملايين الدولارات وأخرجها من لبنان وهذا المصرف محمي من جهات سياسية".

ولفت الى أنه "خلال جلسات رسمية، قيل من قبل مسؤولين أنه منذ أيلول/سبتمبر عام 2019 أي قبل حركة تشرين الأول (بدء الاحتجاجات الشعبية) حتى شباط/فبراير 2020 تم اخراج 20 مليار دولار من لبنان ليس الى سوريا ولا ايران وليس من قبل حزب الله وحركة أمل".

وتساءل "من أخرج هذه الأموال؟ عندما يخرج من البلد 20 مليار دولار، وهناك مصرف يشتري عشرات الملايين نقدا، فهل يغض النظر عنه؟ أليست هذه المشكلة؟".

واعتبر نصر الله أن "موضوع الدولار مؤامرة على لبنان وعلى الشعب اللبناني والاقتصاد والشعب اللبناني قبل أن يكون مؤامرة على سوريا".

وتشكلت حكومة دياب في كانون الثاني/يناير الماضي على وقع أزمة سياسية حادة تلت استقالة سلفه سعد الحريري على اثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة بدأت في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على الأوضاع الاقتصادية-الاجتماعية.

وتشهد البلاد أزمة اقتصادية كبيرة وخرجت مظاهرات كبيرة في لبنان بسبب معاناة اقتصادية بينها نقص الدولار الأميركي، وتأخر البنوك في صرف الرواتب.

وتطرق نصرالله في كلمته أيضًا إلى الأزمة السورية، واعتبر أن "قانون قيصر هو آخر الأسلحة لمحاصرة سوريا والضغط عليها وتجويع الشعب السوري وضرب الليرة".

وأضاف "أؤكد للشعب السوري أن حلفاء سوريا الذين وقفوا معه في الحرب العسكرية والسياسية لن يتخلوا عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية ولن يسمحوا بسقوطها".كما لفت نصرالله إلى أن "الدولة السورية تقوم بأقصى جهدها لاستيعاب مفاعيل هذا القانون، والشعب السوري معني بالتضامن والصبر والتكافل".

ولفت إلى أن "المستهدف من القانون هو الشعب السوري وعودة الحرب الأهلية الى سوريا"، مضيفاً أنه "لقطع الطريق على هذه الأهداف يجب التكافل والتضامن وبذل أقصى الجهود لنكون إلى جانب الشعب السوري الذي قدم الدم و الشهداء والتضحيات لكي تبقى سوريا موحدة".

وحذر نصرالله من أن "قانون قيصر يلحق الأذى باللبنانيين كثيراً"، لافتاً إلى أن "سوريا هي المنفذ البري الوحيد للبنان، ومن يدعو إلى إغلاق الحدود مع سوريا سيدعونا إلى فتح الحدود مع إسرائيل. وهذه الحدود تفتح مع بعض الدول العربية علناً".

وأشار نصرالله إلى أن "سوريا في الحاضر والمستقبل تمثل الفرصة الأكبر للشركات اللبنانية للمشاركة بإعادة الإعمار".

وختم قائلاً "لا أقول إن على الحكومة أن تصارع أميركا لكن ما أطالب به هو أن لا نخضع لقانون قيصر، فهذا القانون يستهدف لبنان كما سوريا، ويريد تجويع لبنان كما يجوع سوريا".

كانت الإدارة الأميركية أقرت، مؤخرا، قانون قيصر الذي يدخل حيز التنفيذ هذا الشهر، ويحمل اسما مستعارا لشخص سوري، "حول ممارسات لا إنسانية للحكومة السورية بحق شعبها".

ويستهدفُ القانون بالإضافة إلى الحكومة السورية، جميع الأفراد والشركات الذين يقدمون التمويل أو المساعدة  لسوريا كما يستهدفُ عددًا من الصناعات السورية بما في ذلك تلك المُتعلِّقة بالبنية التحتية والصيانة العسكرية وإنتاج الطاقة.

أفكارك وتعليقاتك