جامعة الإمارات تحقق إنجازا علميا جديدا بمجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء

جامعة الإمارات تحقق إنجازا علميا جديدا بمجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء

العين ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 25 يونيو 2020ء) توصل باحثون في مركز خليفة للهندسة الوراثية و التقانات الحيوية بجامعة الإمارات العربية المتحدة إلى اكتشاف وتحديد جينات ذات أهمية كبيرة في جينوم سوسة النخيل الحمراء ما يمهد الطريق للتغلب على هذه الآفة الضارة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته الجامعة اليوم "افتراضيا" بحضور الدكتور خالد أحمد الأميري مدير المركز و الدكتور خالد هزروري الأستاذ المساعد للأبحاث بالمركز.

وأكد المشاركون في المؤتمر أن علماء من مركز خليفة قاموا بتحليل جينوم سوسة النخيل كاملا بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في سياق استراتيجية تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على هذه الآفة التي تسبب كوارث بيئية واقتصادية تؤثر على انتاج النخيل باعتبار أن النخيل يعد من محاصيل الفاكهة الرئيسية في المنطقة و بالذات دولة الإمارات العربية المتحدة.

(تستمر)

فمن جانبه قال الدكتور خالد أحمد الأميري الباحث الرئيسي مدير مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية بجامعة الإمارات إن الجامعة تركز على منظومة البحث العلمي ودعم الابتكار بهدف إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات .. ونجحت في تبني الرؤية الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة بأحدث طرق الابتكار العلمي.. مشيرا إلى أن مركز خليفة يعتبر الوحيد في الدولة و المنطقة الذي يطبق استراتيجية بحثية في مجال آليات النباتات الصحراوية و المحاصيل الزراعية تماشياً مع مستهدفات الأجندة الوطنية للدولة واهتمامها بمستقبل الزراعة والأمن الغذائي في الدولة.

و أضاف أن هذه الدراسة على جينوم سوسة النخيل و التي استهدفت التعرف على الجينات المهمة تعتبر الحجر الأساس لخارطة الطريق للحد من هذه الآفة المدمرة .. لافتا إلى أن الدراسات الجينية تعتبر الخطوة المهمة على طريق توفير حلول لتحديات الأمن الغذائي ومنها القضاء على هذه الآفة.. ويستخدم الباحثون في مركز خليفة بالتعاون مع جامعة نيويورك في أبوظبي هذه المعرفة لتعديل سوسة النخيل جينيا لجعلها غير قادرة على الإنتاج.

و أشاد بالدعم الكبير المقدم من سعادة سلطان ضاحي الحميري وكيل وزرارة شؤون الرئاسة لقطاع الخدمات المساندة لتحقيق هذا الإنجاز العلمي واهتمامه ومتابعته المستمرة لهذا النوع من الأبحاث العلمية.

و أوضح أن هذه الدراسة رسمت الخارطة الجينية لسوسة النخيل الكاملة و أظهرت الآلية الجينية التي تستخدمها سوسة النخيل في انتشارها وبقائها..

منوها إلى أن هذه النتائج ستكون المصدر المعرفي للجينات وستمكن الباحثين من مكافحة سوسة النخيل.

ويعمل مركز خليفة للهندسة الوراثية والتقانات الحيوية حاليا علي تعديل سوسة النخيل وراثياً باستخدام التقنية الحديثة" Crisper/cas9" التي تسمي بالتحرير الجينومي .

ومن شأن الأبحاث المتقدمة التي تجري تمهيد الطريق أمام استخدام التقنية الحديثة "Crisper/cas9" أو التحرير الجيني لتثبيط وظائف الجينات والحد من تكاثر هذه الآفة وستكون طريقة التعديل الجيني خطوة ضخمة ومهمة للمساعدة في القضاء على الآفة نهائياً.

من جانبه أكد الباحث الأول الدكتور خالد هزروري قدرة سوسة النخيل على التكيف مع المبيدات الحشرية ومقاومتها و ذلك من خلال عملية التطور الجيني السريع.. وقد تمكنا من خلال هذه الدراسة من التعرف على جميع الجينات لسوسة النخيل ومنها الجينات المهمة لحاسة الشم والتغذية وهما العاملان المهمان لسوسة النخيل في تدمير النخيل في فترة قصيرة نسبياً.

وقال إن هذه الدراسة أظهرت التركيبة الوراثية لسوسة النخيل وآلية تعزيز الجينات مثل تضاعف عدد تلك الجينات وعملية تنقلها ما جعل سوسة النخيل حشرة قوية في اختراق ونهش قلب النخلة.

جدير بالذكر أن هذا البحث المهم تم نشره في المجلة العلمية " كميونكيشن بيولوجي " " communication Biology" تحت عنوان جينوم سوسة النخيل الحمراء و يكشف عن مجموعات جينية تلعب دورا فاعلا في التفاعل ما بين الآفة والنبات وذلك بالتعاون مع جامعة نيويورك في أبوظبي وتم الإعلان عن هذا الإنجاز العلمي يوم أمس.

وتساعد دراسات وأبحاث المركز بشكل كبير في تفادي حدوث فجوة غذائية بسبب تزايد عدد السكان مستقبلاً، إضافة إلى أنه يعمل على تحسين أداء وفعالية القطاع الزراعي ورفع الإنتاجية الزراعية، من خلال إدخال مختلف التقانات الزراعية الحديثة و الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي على المستوى المحلي.

ويعزز المركز القدرات التسويقية في مجال السلع الزراعية، فضلاً عن دعمه التكامل الاقتصادي في الميدان الزراعي وتوفير البيئة الزراعية المتطورة بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية والرؤى المستقبلية للتنمية الزراعية في الدولة بشكل خاص وعلى المستويين الإقليمي والعالمي بشكل عام.

وتعتبر سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل في جميع الأعمار لكنها تفضل شجرة النخيل التي يقل عمرها عن 20 سنة باعتبار أن جذعها يكون غضاً وسهل الاختراق.. وأخطر الإصابات التي تكون في قلب النخلة حيث يتجدد جريد النخلة ويصعب اكتشافها مبكرا خاصة في الأشجار العالية.

وتعتبر هذه السوسة العدو الخفي لأنها لا تصيب إلا شجرة النخيل و تقضي جميع نمو أطوارها داخل جذع الشجرة و الضرر الحقيقي الذي تحدثه هذه الآفة للنخلة هو موتها.

وتعيش أطوار الحشرة غير الكاملة داخل أنفاق تصنعها بنفسها داخل النسيج الخشبي وتعتبر مأوى لتواجد الحشرة التي لها المقدرة على الطيران لمسافات بعيدة تتراوح ما بين 800-1200م طيرانا متواصلا دون توقف ولعدة كيلو مترات طيرانا متقطعا مما يساعد على سرعة انتشارها إضافة إلى صعوبة الكشف المبكر للإصابة والتي تحتاج لمعرفة جيدة وخبرة عملية طويلة كما أنها تصيب الهيكل الأساسي " الجذاع الرئيسي" للأشجار ولها عدة أجيال في السنة تصل إلى ثلاثة أجيال.

أفكارك وتعليقاتك