انطلاق قمة الساحل أول قمة واقعية في زمن كورونا

انطلاق قمة الساحل أول قمة واقعية في زمن كورونا

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 30 يونيو 2020ء) انطلقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، اليوم الثلاثاء، قمة رؤساء دول مجموعة الساحل الإفريقي الخمس، وهي أول قمة تنعقد واقعيا منذ بداية جائحة كورونا، ويشارك في القمة، إضافة إلى رؤساء مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد وموريتانيا، الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إضافة إلى عدد من رؤساء الحكومات وشخصيات أخرى سيشاركون في القمة عبر تقنية الفيديو، من بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي كيسيب كونت، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وتعوّل دول مجموعة الساحل الخمس على التنسيق بين أجهزتها لمواجهة التحديات الأمنية وتطوير شراكتها بعد مرور 5 سنوات على تشكيل مجموعة الساحل، ويسعى قادة المجموعة إلى تفعيل آليات التعاون بين الدول الأعضاء في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتكييف عمل المجموعة مع متطلبات المرحلة والتطورات العسكرية في منطقة الساحل الإفريقي​​​.

(تستمر)

ونجحت موريتانيا ومالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو في تشكيل قوة عسكرية مشتركة بدعم دولي مكونة من 10 آلاف جندي لتأمين الحدود ومواجهة الإرهاب خاصة في المنطقة الحدودية بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وإضافة إلى التعاون العسكري تطمح الدول إلى تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب مستفيدة مما وعدت به الدول المانحة والشركاء الدوليين والإقليميين.

وبالمقابل تسعى فرنسا إلى توسيع المشاركة الدولية في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل في إطار ما يسمى بـ"التحالف من أجل الساحل"، حيث نجحت في إقناع ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا بالمشاركة الفعلية بوحدات عسكرية في مكافحة المجموعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل الإفريقي ، كما نجحت في توفير دعم مالي دولي لتجنّب تشتيت المساعدات وتسريع وتيرة توزيعها لتشمل كافة المناطق الأكثر هشاشة.

ويضم التحالف من أجل منطقة الساحل حاليا فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وهولندا، إضافة إلى منظمات دولية وإقليمية أهمها الاتحاد الأوروبي ومصرف التنمية الإفريقي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبنك الدولي.

وقال وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن الكثير من الدول عبرت عن استعدادها للانضمام لهذا التحالف من بينها الصين والمغرب وبعض دول الخليج كالسعودية والإمارات .

ويرى مراقبون أن حرص قادة الساحل وداعميها من الدول الأوروبية على عقد القمة في موعدها المحدد سابقا رغم الحجر الكلي المطبق بسبب جائحة كورونا، يؤكد إصرار المشاركين في القمة على المضي في خطة مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل، وعدم إخلاء المنطقة للمجموعات الإرهابية.

ويعتبر المشاركون قمة نواكشوط فرصة لتجديد الدعوة للشركاء الدوليين إلى تجسيد الالتزامات التي قطعوها نهاية 2018 إبّان مؤتمر المانحين في نواكشوط، من أجل تنفيذ برنامج الاستثمار الأساسي للمجموعة ودعم القوة العسكرية المشتركة والتي يعوّل عليها المجتمع الدولي لتعويض التدخل الأجنبي بالمنطقة.

ولا يزال الوضع الأمني ​​غير مستقر في منطقة الساحل على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه مؤخرًا في دحر الجماعات المسلحة ونجاح قوة "برخان" الفرنسية في القضاء على زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال، الذي قتل في مطلع حزيران/ يونيو على يد الجيش الفرنسي خلال عملية في شمال مالي.

أفكارك وتعليقاتك