الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة .. رعاية وتطوير منذ عهد الملك عبدالعزيز

الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة .. رعاية وتطوير منذ عهد الملك عبدالعزيز

الرياض ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 23 يوليو 2020ء) أولت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جل اهتمامها وعنايتها بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة لضيوف الرحمن، وذلك ابتغاء لمرضاة الله وأداء للأمانة العظيمة .

وذكرت وكالة الأنباء السعودية " واس " في تقرير أوردته اليوم أن المملكة بذلت الغالي والنفيس في سبيل عمارة وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتقديم أرقى الخدمات العصرية لحجاج بيت الله الحرام ‏والزائرين والمعتمرين، وذلك استشعارا للمسؤولية والشرف العظيم الذي خص الله به المملكة لرعاية الحرمين الشريفين.

(تستمر)

وتعد خدمة الحرمين الشريفين من أهم أولويات قيادة المملكة التي يتشرف بها ملوك هذه البلاد الطاهرة، وواجبا يتفانون في أدائه تقربا إلى الله وأداء لدورهم الريادي والقيادي في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد سعوا طوال العهود المتعاقبة إلى توفير سبل الراحة وتيسير أمور الحج والزيارة وتسهيل جميع الإجراءات وتقديم أرقى الخدمات ليؤدي ضيوف الرحمن عباداتهم في روحانية وسهولة ويسر وأمن وأمان.

وقد بادر الملك عبد العزيز ‏منذ دخوله مكة المكرمة وتوليه أمر الحرمين الشريفين، بكل اهتمام وعزم إلى عمارة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما، وكان من أبرز ما قام به الأمر بترميم المسجد الحرام ترميما كاملا ، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وترخيم المسجد الحرام وتجديد الألوان، وذلك في سنة 1344هـ، كما أمر بترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام ورحباته في سنة 1370هـ، ووضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حر الشمس سنة 1345هـ، كما أصلح مظلة إبراهيم، وقبة زمزم، و/شاذروان/ الكعبة المشرفة سنة 1346هـ.

كما أمر الملك المؤسس، بنصب سرادقات بصحن المطاف، وعمل مظلات ثابتة في أطراف الصحن مثبتة بالأروقة، تنشر وتلف عند الحاجة، وبقيت سنوات عديدة وتجدد باستمرار، وفي عام 1346هـ أمر بإنشاء أول مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وتبليط المسعى بالحجر الصوان المربع وأن يبنى بالنورة، وكان ذلك أول مرة في التاريخ، كما أمر الملك عبدالعزيز، بإنشاء إدارة الأمن، وجعل مقرها الرئيس بمكة المكرمة تعزيزا للأمن وتعظيما للبلد الحرام، ووجه بإزالة نواتئ الدكاكين التي ضيقت المسعى، فصار المسعى في غاية الاستقامة وحسن المنظر، وأمر بعمل سبيلين لماء زمزم مع تجديد السبيل القديم، وأمر بإصلاح الحجر المفروش على مدار المطاف، وإصلاح أرض الأروقة.

وفي عام 1354هـ أمر بإزالة الحصباء القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، كما أمر في عام 1366هـ بتجديد سقف المسعي، وكانت مظلة السقف ممتدة بطول المسعى من الصفا إلى المروة ما عدا ثمانية أمتار مقابل باب علي رضي الله عنه، وأمر بعمل باب جديد للكعبة مغطى بصفائح من الفضة الخالصة، محلاة بآيات قرآنية، نقشت بأحرف من الذهب الخالص.

بعد ذلك توالى أبناء الملك عبدالعزيز بالعناية والاهتمام بخدمة الحرمين الشريفين، حيث وجه الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم في سنة 1373هـ، وإنشاء بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم في سنة 1374هـ، بعد بناء المسعى بطابقيه، وتوسعة المطاف، وصار بئر زمزم في القبو، وقد زود قبو زمزم بصنابير الماء ومجرى للماء المستعمل.

كما أمر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود بترميم الكعبة المشرفة في عام 1377هـ، حيث غٌير سقفا الكعبة العلوي والسفلي بالكامل، وعولجت أحجار الكعبة التي تعرضت للشقوق وتراكم التراب عليها.

وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز واصل إنجاز توسعة المسجد الحرام التي بدأت في عهد الملك سعود، ومما تم في عهده إزالة البناء القائم على مقام إبراهيم توسعة للطائفين، ووضع المقام في غطاء بلوري عام 1387هـ، ووجه ببناء مبنى لمكتبة الحرم المكي الشريف، وذلك في عام 1391هـ، وببناء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في موقعه الجديد في أم الجود، وتوسيع أعماله.

كما افتتح مصنع الكسوة بعد تمام البناء والتأثيث، وذلك عام 1397هـ، وتوسعة المطاف سنة 1398هـ، وفرش أرضيته برخام مقاوم للحرارة، ونقل المنبر والمكبرية، وتوسيع قبو زمزم، وجعل مدخله قريبا من حافة المسجد القديم في جهة المسعى.

وفي عام 1399هـ في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود غير باب الكعبة المشرفة إلى باب من الذهب الصافي، صنعه شيخ الصاغة آنذاك أحمد بن إبراهيم بدر، وقد استخدم 280 كجم من الذهب الخالص في صناعته، ويعده البعض أكبر كتلة ذهب في العالم، وهو الباب الموجود هذه الأيام، وعمل باب داخل الكعبة للصعود من داخلها، يسمى باب التوبة.

وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، عام 1417هـ جرى الترميم الشامل والدقيق على أعلى المواصفات العمرانية العصرية للكعبة، حيث مكثت الكعبة نحو 375 عاما بدون ترميم شامل، وفي العهد السعودي الزاهر عمر المسجد الحرام ثلاث مرات ووسع توسعات عمرانية تاريخية لم يشهد لها التاريخ مثيلا عبر عصوره المتعاقبة.

وأمر الملك عبد الله ‏بن عبدالعزيز، بالتوسعة السعودية الثانية التي يشهد تنفيذها الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث إن عمارة المسجد ‏الحرام الأولى وجه بها الملك عبد العزيز وأمر بتنفيذها وشرع في تنفيذها بعهد الملك سعود بن عبدالعزيز، وانتهت في ‏عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، والتوسعة الثانية كانت في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، فيما بدأت التوسعة السعودية الثالثة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولا تزال مستمرة ‏بأمر وتوجيه ومتابعة ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وصدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بتغير مسمى مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة وذلك في عام 1439هـ.

وشهد المسجد الحرام في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، توسعة كبيرة في عام 1403هـ، نـزع فيها ملكيات عقارات السوق الصغير غرب المسجد الحرام، تهيئة لتوسعة كبرى للمسجد الحرام أمر بها الملك فهد بن عبدالعزيز، وقد بلغت مساحة أراضي العقارات المنزوع ملكياتها 30 ألف متر مربع، فهيئت كساحات مؤقتة للصلاة قبل البدء بأعمال البناء عليها.

وفي عام 1406هـ، أمر الملك فهد بن عبد العزيز، بتبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة، وبإنشاء 5 سلالم كهربائية بالمسجد الحرام؛ وبناء 5 جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول، وفي عام 1409هـ وضع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية وكانت توسعة عظيمة.

وفي عهد الملك عبد الله بن عبدالعزيز، بدأت ‏التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي، التي تعد أكبر توسعة على مر العصور والتاريخ، وتتضمن توسعة الحرم المكي، لترتفع الطاقة الاستيعابية بعد إنهاء أعمال التوسعة إلى مليوني مصل.

وتشتمل توسعة الساحات الخارجية، على دورات مياه وممرات وأنفاق ومرافق أخرى مساندة تعمل على انسيابية الحركة في دخول المصلين وخروجهم، وتتضمن منطقة الخدمات المتعلقة بالتوسعة وخدماتها التكييف ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وغيرها.

واهتم ملوك المملكة بالمشاعر المقدسة، وذلك بعمارة مسجد نمرة في عرفات والمسجد الحرام في مزدلفة ومسجد الخيف في منى، وتوفير البنية التحتية ‏والمرافق الخدمية الصحية والبيئية والأمنية والمواصلات والاتصالات وشبكة الطرق بين المشاعر المقدسة وإلى مكة المكرمة وعمل الخيام المضادة للحريق في منى وجسر الجمرات العملاق وقطار المشاعر المقدسة.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تستمر الرعاية والعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ‏ومن ذلك‏ أمره باستكمال التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي والمسجد النبوي ‏ورعايته ومتابعته مشروعات ‏تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والارتقاء بالخدمات المقدمة لأهالي الحرمين وقاصديهما.

وأولى خادم الحرمين الشريفين المقدسات الإسلامية عنايته والحفاظ على أمنها، كما هو شأن قادة هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبنائه الملوك من بعده إلى هذا العهد الزاهر الذي وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل، ومن ذلك الأمر بإنشاء الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وإنشاء شركة المشاعر المقدسة، ‏وتدشين قطار الحرمين، والأمر بإنشاء مطار الطائف الجديد خدمة لمكة المكرمة وبوابة أخرى للحجاج، ‏والتوجيه باستكمال جميع مشروعات تطوير المدينتين المقدستين.

كما أن رئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتفقده ‏الكعبة المشرفة ومشروعات المسجد الحرام ومكة المكرمة والمدينة المنورة، يأتي في إطار حرصه واهتمامه وعنايته بتطوير الحرمين الشريفين، ‏والانتقال بمدينتي مكة ‏المكرمة والمدينة المنورة ومستوى المرافق والخدمات فيهما، وفق أهداف رؤية المملكة 2030.

أفكارك وتعليقاتك