"كلمة" يطلق سلسلة ترجمات عن الأوبئة

"كلمة" يطلق سلسلة ترجمات عن الأوبئة

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 01 أغسطس 2020ء) أطلق مشروع "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مبادرة لترجمة مجموعة من الكتب التي تتناول الأمراض والأوبئة، في الماضي والحاضر، بهدف زيادة الوعي الصحي، وتطوير المعارف المتعلّقة بالأمور الصحيّة، وتحفيز الجمهور على اتباع نمط حياة صحي مستدام ينعكس إيجابياً على المجتمع، والتأكيد على دور الإنسان في حماية نفسه ومجتمعه من مخاطر العدوى، وإلقاء الضوء على الجوانب الإيجابية والدروس المستفادة من هذه التجارب.

 وبالتعاون مع مطبعة جامعة أكسفورد البريطانية، حصل مشروع "كلمة" للترجمة على حقوق ترجمة أربعة كتب عن الأوبئة من سلسلة أكسفورد الشهيرة "مقدمات موجزة". والكتب الأربعة هي "الطاعون" للمؤلف بول سلاك، و"الأوبئة" لكريستيان دبليو ماكميلين، و"جهاز المناعة" لبول كليرمان و"الأمراض المعدية" لمارتا واين وبنجامين إن بولكر.

(تستمر)

‪ ‬كما بادر مشروع "كلمة" إلى العمل على ترجمة كتاب صدر خلال المرحلة الأولى من ظهور فيروس كورونا في إيطاليا بعنوان "في العدوى" للكاتب الإيطالي باولو جوردانو.

 ومن الكلاسيكيات اختار مشروع "كلمة" ترجمة كتاب بعنوان "مجلة عام الطاعون" للكاتب دانيال ديفو، سعياً إلى التعرف على تاريخ المرض والسبل التي ساعدت على التصدي له وأدت إلى اختفائه. وفيما يلي نلقي الضوء على ما تم إنجازه من هذه الكتب، والكتب التي ستصدر قريباً.

‪ ‬ كتاب تأمّلي في تداعيات الجائحة، يمزج فيه مؤلفه بين السرد الروائيّ واليوميات والشرح العلميّ والتفكير الفلسفيّ والتوثيق للأحداث والواقع بجوانبه الاجتماعية والعاطفية. مؤكداً حقيقة الترابط والتواصل بين بني البشر مهما تباعدت الفضاءات. يحمل الكتاب رسالة سامية تؤكد أن البشر في العدوى كائن واحد، وأن التضامن هو السبيل الأوحد للتغلب على المرض.

‪ ‬ يتحدث الكتاب عن حالة الجائحة التي شملت العالم بأكمله تقريباً، وما ترتّبت عليها من عدوى. ويعكس الكتاب واقعاً فرضه الوباء، وما رافق لحظات المفاجأة الأولى من تخبّط، وخوف، وذهول، وتناقض. يتألّف الكتاب من فصول قصيرة، هي بالأحرى تأمّلات مقتضبة يقود كلّ منها إلى غيره. تطرح تساؤلات يدعونا باولو جوردانو ألّا نتجاهلها، كي لا تذهب تضحياتنا وتنازلاتنا وخسائرنا خلال الوباء سدًى. كما يتضمّن الكتاب تأمّلات متعلّقة بمسؤوليتنا عمّا يحدث، حول العدوى، وحول الفيروس.

‪ ‬ اختار الكاتب كلمة "العدوى" عنواناً لعمله، لِما في ذلك من ترابط وتواصل بين البشر مَهْما تباعدت الفضاءات وعَلت الحدود الفاصلة بين الدول والمجتمعات. فالوباء ينتشر، أمّا العدوى فتنتقل، من شخص إلى آخر.

وهو ما يجعلنا في علاقة متبادلة مع البيئة بكل ما في ذلك من معنى. إذ كشف الفيروس أنّ ما نمرُّ به له طابع يتجاوز الهوية والثقافة. فرأينا أنفسنا مرتبطين بالآخرين بشكلٍ غير منفصلٍ، وأنه يجب علينا أن نأخُذَ بعينِ الاعتبار وجودهم في اختياراتنا الفرديّة. في العدوى نحن كائنٌ واحدٌ، نعود لنكون جماعةً. في العدوى غياب التضامن هو قبل كلّ شيء عيبٌ في التخيّل.

‪ ‬ "الأمراض المُعدية: مقدمة موجزة" .

‪ ‬ ويستعرض هذا الكتابُ الخصائصَ الوبائية الأساسية للأمراض المُعدية، ومن ضمنها معلومات عن طبيعة أمراض مثل الإنفلونزا ونقص المناعة البشرية والكوليرا والملاريا والمتلازمة التنفُّسية الحادة الوخيمة /سارس/، وإنفلونزا الخنازير، وفيروس إيبولا، كما يوضِّح طرقَ انتقالها والوقاية منها. وعبرَ سلسلة من دراسات الحالة المثيرة للاهتمام، يقدِّم مؤلِّفا الكتاب الأفكارَ الأساسية المتعلقة بالأمراض المُعدية بطريقة واضحة وعميقة، مع التشديد على المبادئ العامة للعدوى، وسُبلِ إدارةِ الأوبئة والجوائح عبرَ سياساتٍ مثل الحجر الصحي.

‪ ‬ يوضِّح المؤلِّفان أن البشر حقَّقوا بعض النجاحات العظيمة؛ إذ قضينا تماماً على مرض الجدري وطاعون المواشي، وبِتْنا قريبِين من القضاء التام على شلل الأطفال والحصبة. ومع ذلك فقد خسرنا بعضَ المكاسب المتحققة أيضاً؛ إذ عاوَدَ السُّل الظهورَ، خاصةً بالترافُق مع فيروس نقص المناعة البشرية، وما زالت أمراضٌ جديدة مثل فيروس غرب النيل وإنفلونزا الخنازير والفيروسات التاجية تواصِلُ الانتقالَ من الحيوانات إلى البشر.

‪ ‬ وفي النهاية، يَخلص المؤلِّفان إلى أن المستقبلَ الخالي من الأمراض المُعدية غيرُ واقعيٍّ ببساطة؛ فالكائنات الحية يتطفَّل بعضها على بعض منذ بدء الحياة نفسها، ولا يمكن لأيِّ قدرٍ من التدخُّل أن يغيِّر ذلك.

وستواصِلُ الأمراضُ الجديدة الظهورَ نتيجةَ الطفراتِ أو امتزاجِ أمراضٍ موجودة بالفعل أو الانتقالِ من الحيوانات إلى البشر، كما ستواصِلُ الأمراضُ الموجودة بالفعل التطوُّرَ بهدفِ الهرب من وسائل المكافَحة التي نستخدمها. غير أنَّ الشيء الممكن تحقيقه هو تقليلُ تأثيرِ الأمراض إلى أدنى حدٍّ مع استيعابِ حقيقةِ أنها ستظل موجودةً معنا على الدوام.

فبإمكاننا إبطاءُ الجوائح أو وقْفُها، وبإمكاننا تقليلُ عددِ الوَفَيات وتقليلُ المعاناة التي تسبِّبها الأمراض، حتى لو لم نكن قادرين على قهْرِ هذه الأمراض بالكامل. فليس بوسعنا أن نأمل في العيش في عالَم خالٍ من الأمراض المُعدية، لكن إذا تصرَّفنا بحكمة، سنتمكَّن من العيش في أمان أكبر.

تستكشف هذه المقدمة القصيرة التأثير التاريخي للطاعون على مر القرون، والطرق التي تم تفسيره بها، والصور القوية التي خلفها في الفن والأدب. يقيّم المؤلف بول سلاك أسباب الوباء، ويبحث في الأسباب المحتملة لاختفائه بشكل دوري من قارات بأكملها. ويوضح ما يعنيه الطاعون لأولئك الذين عانوا منه، وكيف بدأت الحكومات في محاربته وبفعل ذلك ظهرت مفاهيم حديثة للصحة العامة. ينصب تركيز الكتاب على كيفية تعامل الناس مع الموت والمرض في الأزمات الوبائية.

‪ ‬ تصف هذه المقدمة الموجزة الأوبئة الرئيسة على مدار التاريخ - الطاعون والسل والملاريا والجدري والكوليرا والإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز - تسلط الضوء على كيفية تأثير الخصائص البيولوجية لكل مرض على تطور الوباء. ويناقش ماكملين استجابات الدولة للأوبئة، مثل الحجر الصحي، والعزل، وقيود السفر، وأشكال أخرى من السيطرة الاجتماعية، ويولي اهتمامًا خاصاً لارتفاع درجة الوعي بالصحة العامة وكثرة البحوث والنظريات الطبية التي ظهرت في أعقاب الأوبئة.

‪ ‬ يعتبر الجهاز المناعي محورياً لصحة الإنسان ومحوراً لكثير من الأبحاث الطبية. في هذه المقدمة الموجزة يصف بول كلينرمان جهاز المناعة، وكيف يعمل في الصحة والمرض. ويركز بشكل خاص على جهاز المناعة البشري، مع الأخذ في الاعتبار كيفية تطوره، والقواعد الأساسية التي تحكم سلوكه، والتهديدات الرئيسة التي تشكل خطراً على سلامته. كما يبحث في كيفية تطوير العلاجات المناعية واللقاحات لحمايتنا من أهم أمراض القرن الحادي والعشرين.

‪ ‬ يؤرخ هذا الكتاب بلغة تسجيليَّة دقيقة لجائحة الطاعون، الذي دُعي بوباء لندن العظيم"1665". وقد صدر الكتاب في عام 1722، وهو عبارة عن المشاهدات والخيالات التي علَّمت طفولة التاجر والرّوائي الشهير دانييل ديفو؛ مؤلف رواية روبنسون كروزو، التي تُعدُّ واحدة من النصوص الرفيعة في تاريخ الأدب.

أفكارك وتعليقاتك