صباح بيروت ..​​​. صدمة ما بعد الكارثة

صباح بيروت ..​​​. صدمة ما بعد الكارثة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 05 أغسطس 2020ء) كاتيا طعمة. اكثر من مئة قتيل.. آلاف الجرحة.. مئات آلاف من المشردين، هذا طان صباح بيروت في الخامس من أغسطس بعد انفجار هز العاصمة اللبنانية ليغير في ثواني مشهد مدينة تداعب البحر لتودع شمس المغيب، ليتحول الى رماد ودخان وحطام.

عمليات البحث تحت الانقاض مستمرة حتى اللحظة، والمستشفيات بين التي تحطمت والتي لم تعد تتسع للمرضى والمصابين، في وقت تتزايد فيه اعداد القتلى والمصابين  جراء الانفجار كما المصابين بفيروس الكورونا.

" هي كارثة بكل ما تعنيه الكلمة .." يقول عبد عنتر مسؤول "الانقاذ الشعبي" في صيدا لوكالة "سبوتنيك".

وأضاف عنتر:" ارسلنا أمس على الفور فريقين ميدانيين للتدخل في مكان الحدث، كان هناك مساهمة في نقل الجرحى وبعض المتوفين الي المستشفيات، وبقي الفريق حتى الليل يعمل على نقل المرضى ايضا من المستشفيات التي وقعت فيها اضرار الى مستشفيات اخرى اكثر امانا".

(تستمر)

مع ارتفاع اعداد المصابين والقتلى كما مع ضخامة الكارثة التي اعلنت اثرها بيروت "مدينة منكوبة"، وتضر عدد من المستشفيات في الانفجار، برزت ازمة حقيقية في امكانية تسريع عمليات البحث وانتشال المصابين والجثث، ما دفع بعدد من المنظمات المدنية بارسال متطوعيها وعناصرها وتسخير كافة امكانيتها الى جانب مؤسسات الدولة.

من بين هذه الجمعيات والمنظمات، جمعية الهلال الاخضر الفلسطينية، اذا يؤكد رئيسها منير المقدح، على قناعته بأن اسعاف الشعب اللبناني في هذه المحنة واجب لا نقاش فيه.

وقال المقرح في حديث لوكالة "سبوتنيك":" واجبنا كمؤسسة لديها مستشفى وعدة مراكز بان تقوم بواجبها لإجلاء الجرحى والشهداء ومؤازرة اخواننا اللبنانيين وايضا هناك مؤسسات عديدة مثل الهلال الاحمر الفلسطيني والدفاع المدني، كل المؤسسات تحركت الي بيروت ولا تزال موجودة بين اهلنا واشقائنا ومنازلنا مفتوحة لأهلنا في بيروت المتضررين المخيمات الفلسطينية ومستشفياتنا جاهزة، وقمنا بتوجيه نداء ل اعلنت للتبرع في الدم وتوجه عدد كبير من الشباب لتقديم لازم لأهلنا في لبنان".

لم تتوان امس اي جمعية،  كما لم يتوان اي فرد عن شغل مكانة في عملية الانقاذ الكبيرة التي لا تزال حتى اليوم مستمرة.

في هذا الصدد قال عنتر:" الاجهزة المختصة كدفاع مدني واطفائية والذين لديهم علاقة بأمور الانقاذ والذين يبحثون تحت الانقاض لا يزالون مستمرون اما نحن فقد انتهى دورنا، لان الجميع اصبحوا في المستشفيات . نحن دورنا كان في اجلاء المرضى والاسعاف الميداني في محيط الحدث".

وتابع بنبرة يملؤها الاسى ولا تخلو من حس المفاجأة كما ولو ان الحدث وقع للتو: "صراحة هي كارثة بكل ما تعنيه الكلمة بحسب امتداد وتوسع الرقعة الجغرافية للحدث. ونحن بانتظار البيان الرسمي للدولة حولها...".

من جانبه شدد المقدح ان الهلال الاخضر فتح كامل امكانياته امام اللبنانيين :"مستشفيات بيروت التابعة للهلال استقبلت عددا من الاصابات، في بيروت الاستيعاب كان صعبا والمستشفيات كتير تضررت جدا نتيجة الانفجار لذلك تم توزيع الجرحى على المستشفيات الفلسطينية".

وأضاف:" في منطقة صيدا تم التبرع بالدماء وتوجه عدد كبير من الشباب الفلسطيني، ايضا مؤسساتنا تقوم بالبحث عن المفقودين الي جانب الدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني".

"الهلال الاخضر" لم يكن الجمعية الوحيدة التي فتحت ابوابها لاحتواء ما بوسعها من مأساة الكارثة.

يقول الطبيب خليل مخاوش، مدير مستشفى حيفا التابعة للهلال الاحمر الفلسطيني لوكالة سبوتنيك:" نحن في مستشفى حيفا قمنا باستقبال 46 حالة من  الحالات التي كانت موجودة في المرفأ نتيجة الانفجار، والاصابات التي وصلت الى هنا اصابات مختلفة منها بليغة ومنها متوسطة واصابات خفيفة".

وأضاف:" تم التعامل مع كل الحالات والاصابات الموجودة في قسم الطوارئ في حيفا، الذي كان بحاجة لصور اشعاعية تم اجراء ما يلزم له وتقديم كل الخدمات العلاجية لهم".

وعما اذا كان المشفى لا يزال حتى اللحظة يستقبل الجرحى :" لم يعد هناك جرحى بس نحن طبعا كمستشفى حيفا والهلال الأحمر الفلسطيني وجهنا سيارة اسعاف الى مكان الحدث حتى تساعد في اجلاء الجرحى واستقطابهم الى مستشفى حيفا ومعالجتهم".

وكان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان أعلن، ليل  أمس الثلاثاء، بيروت مدينة منكوبة، موصياً بإعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين، وذلك بعد الكارثة التي تسبب بها انفجار مواد كيميائية في مرفأ بيروت.

صباح اليوم ليس اعتياديا لبيروت قاومت الحرب، والاجتياح .. هذا الصباح كان لبيروت صباح نكبة تختلف روايات منبعها.. وبانتظار ما ستؤول اليه التحقيقات "بيروتيون" و"بيروتيات".. "لبنانيون" و"لبنانيات" يواجهون ضربات واحدة تلو الاخرى ... وما التالي؟

أفكارك وتعليقاتك