الشباب العربي يُجمِع على ثلاث أولويات تشكّل أساس التنمية

الشباب العربي يُجمِع على ثلاث أولويات تشكّل أساس التنمية

في دراسة نشر نتائجها مركز الشباب العربي عشية اليوم العالمي للشباب .

- الشباب العربي يُجمِع على ثلاث أولويات تشكّل أساس التنمية.

- الدراسة قيّمت مستويات أهمية 11 أولوية أساسية للشباب العربي.

- ما يقارب ثلاثة أرباع المشاركين أجمعوا على أولوية الاستقرار والأمان.

أبرز توصيات الدراسة: o تعزيز الاستقرار لخلق فرص أفضل للشباب.

o توسيع آفاق العمل التطوعي للشباب العربي.

o بناء المراكز والمرافق الشبابية .

o الإنفاق الحكومي على مجانية التعليم وتطوير المناهج وربطها بسوق العمل .

o الارتقاء بأنظمة الرعاية الصحية .

o تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتوفير فرص عمل جديدة .

o زيادة الاستثمارات في البنية التحتية التكنولوجية.

o تعزيز مبادرات الحفاظ على البيئة والاستدامة.

(تستمر)

o الاستثمار في البنية التحتية الخضراء .

أبوظبي فى 11 أغسطس / وام / أجمع الشباب العربي على ثلاث أولويات رئيسية في دراسة "أولويات الشباب العربي" التي نشر نتائجها مركز الشباب العربي عشية اليوم العالمي للشباب الموافق 12 أغسطس من كل عام، بعد أن شكّلت تلك الأولويات الخيارات الأولى التي اتفق عليها أكثر من 60% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع في 21 دولة عربية.

وتم إعلان القائمة الكاملة لأولويات الشباب العربي ضمن 11 قطاعاً رئيسياً خلال "مؤتمر أولويات الشباب العربي" الذي نظمه "مركز الشباب العربي"، الذي يترأسه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، عشية "اليوم العالمي للشباب".

واختار الشباب العربي الاستقرار، ثم التعليم، ثم الصحة في المراكز الثلاثة الأولى على قمة أولوياته في المرحلة الراهنة ضمن الاستطلاع الذي رصد أهم القضايا التي تعني الشباب العربي في الوقت الحاضر والمستقبل القريب.

وجاءت أولوية الأمان والاستقرار في المركز الأول بعد أن سماها ما يقارب ثلاثة أرباع المشاركين في رأس قائمة الأولويات بنسبة 73% من اختيارات إجمالي عدد الشباب المشاركين في الاستطلاع. وركّز المشاركون على عوامل رئيسية ضمن هذه الأولوية أهمها العيش في محيط اجتماعي آمن وبيئة خالية من الصراعات والحروب والعنف بكافة أشكاله.

وحازت معايير ثلاثة ضمن هذه الأولوية على أعلى النسب في الاستطلاع وهي العيش في أحياء آمنة بواقع 55% من عدد المشاركين، والعيش في بيئة خالية من الصراعات والحروب بواقع 41%، والعيش في مجتمعات خالية من العنف الأسري بواقع 40%.

وكان المركز الثاني ضمن أولويات الشباب العربي من نصيب التعليم الذي اختاره 70% من مجموع من شملتهم الدراسة، حيث أعربوا عن تطلعهم إلى تعزيز جودة المنظومة التعليمية ومخرجاتها وتحسين المناهج، وضمان مجانية التعليم، وربط المناهج الدراسية مع الاحتياجات الفعلية والمستقبلية المرتقبة لسوق العمل وأنماطه المتغيرة.

وكانت العناصر الثلاثة الأبرز ضمن هذه الأولوية جودة وتحسين المناهج بواقع 71%، ومجانية التعليم بواقع 55%، وربط المناهج الدراسية مع حاجة سوق العمل بواقع 33% من إجمالي عدد المشاركين.

وجاء في المرتبة الثالثة ضمن أولويات الشباب العربي الرعاية الصحية، والتي اختارها أكثر من 62% من الشباب الذين شاركوا في الدراسة. وركّز هؤلاء في هذا السياق على تعزيز جودة الرعاية الصحية ورفع مستوى الثقة بها، وتوفير خدمات صحية مجانية، وتوفير الأدوية وبأسعار مناسبة.

وضمن أولوية الرعاية الصحية، اختار المشاركون أبرز ثلاثة عوامل لتطويرها بما في ذلك جودة الرعاية الصحية والثقة بها بواقع 67% من عدد المشاركين، والحصول على خدمات صحية مجانية بواقع 59%، والقدرة على توفير الأدوية وبأسعار مناسبة بواقع 40% من المشاركين في الاستطلاع.

وتشابهت بشكل عام أولويات الشباب العربي باختيار الأمن والسلامة، والتعليم، والرعاية الصحية، فيما تنوّعت النتائج داخل كل قطاع باختلاف المؤشرات الاقتصادية والأوضاع المعيشية للشباب في كل بلد، فيما رسمت الدراسة للاقتصاد العربي الذي يوازي حجمه حالياً 2.8 تريليون دولار توقعات إيجابية بنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المتوقع بنسبة 2.7% للسنوات الخمس المقبلة.

وخلص التقرير إلى أن أخذ أولويات الشباب العربي في الاعتبار خلال وضع استراتيجيات وسياسات وخطط عمل الجهات الحكومية العربية والمؤسسات المعنية بالعمل الشبابي، سينعكس إيجاباً على الاستفادة من القدرات الهائلة التي يمتلكها الشباب العربي، والذي يمثل ضمن الفئة العمرية من 15 إلى 35 سنة أكثر من ثلث عدد سكان البلاد العربية بواقع 34% من إجمالي التركيبة السكانية.

وجاء في المركزين الرابع والخامس على التوالي ضمن أولويات الشباب العربي كلٌ من تعزيز مصادر الدخل وتوفر فرص العمل بنسبة 31% لكليهما، وشملت اقتراحاتهم توفير دعم حكومي لتأمين الاحتياجات المعيشية الأساسية، وتقديم حوافز مادية للراغبين بتأسيس مشاريع خاصة وشركات ناشئة، وتعزيز آليات الحصول على دخل إضافي، فيما اختار عدد منهم الوظيفة التي توفر دخلاً ثابتاً وتناسب مجال الدراسة أو الاهتمام أو الخبرة، مع أخذ توفير فرص عمل لأصحاب الهمم بعين الاعتبار.

ففي أولوية مصادر الدخل اختار المشاركون ثلاثة عناصر أساسية هي الحصول على إعانة حكومية لتوفير أساسيات المعيشة بواقع 50% من المشاركين، والحصول على دعم مادي لتأسيس عمل خاص أو شركة ناشئة بواقع 45%، والحصول على دخل إضافي بواقع 43% من عدد المشاركين.

وفي أولوية فرص العمل حدد المشاركون أبرز ثلاثة عوامل وهي الحصول على وظيفة كريمة توفر دخلاً ثابتاً في بيئة ملائمة بواقع 64% من عدد المشاركين، والعثور على وظيفة مناسبة في مجال الدراسة أو الاهتمام أو الخبرة بواقع 46%، وتأمين فرص عمل مناسبة لأصحاب الهمم بواقع 30% من إجمالي المشاركين.

وحل في المركز السادس أولوية بناء الشخصية وتطوير الذات، والتي اختارها 17% من مجموع المشاركين، بما تشتمل عليه من عناصر بناء علاقات متينة صحية مع الأسرة والأصدقاء، وتطوير المواهب والقدرات واكتساب المهارات، والاندماج مع المحيط الاجتماعي.

وضمن هذه الأولية جاءت ثلاثة عوامل في المقدمة بالنسبة للمشاركين هي القدرة على الحفاظ على علاقات صحية وقوية مع الأسرة والأصدقاء بواقع 60% من المشاركين، وتشجيع وتطوير المواهب بواقع 43%، وسهولة الاندماج وفرص التعرف على أشخاص جدد بواقع 40% من المشاركين.

وجاء في المركزين السابع والثامن كلٌ من أولويات البيئة والبنى التحتية بنسب 12% و11% على التوالي. فعلى مستوى البيئة، رأى الشباب العربي المشارك في الاستطلاع أهمية تحسين طرق التخلص من النفايات، والحفاظ على الموارد الطبيعية. فيما ركز في البنى التحتية على تلبية الطلب على السكن الشبابي، وتحسين وسائل النقل، وضمان استدامة المرافق مثل المياه والكهرباء والوقود.

وضمن أولوية البيئة، اختار المشاركون ثلاثة عوامل رئيسية هي تحسين طرق التخلص من النفايات بواقع 55% من المشاركين، والحد من استنزاف المصادر الطبيعية بواقع 47%، والقدرة على تدوير النفايات وفرزها على نحو صحيح بواقع 41% من الشباب الذين حددوا أولوياتهم.

وضمن أولوية البنى التحتية والمرافق، ركز المشاركون على بناء مساكن جديدة تتناسب مع الاحتياجات المحلية والطلب بواقع 54%، وتحسين وسائل النقل وتطويرها بواقع 42%، وتوفير المرافق الخدمية مثل المياه والكهرباء والوقود بواقع 42% من المشاركين.

أما المركز التاسع ضمن أولويات الشباب العربي فكان للتمكين الاجتماعي بنسبة 10%، حيث ركز الشباب على أهمية تمكين كافة فئات المجتمع، وتقليل التفاوت في الدخل بين الشرائح الاجتماعية المختلفة، وتخطي الممارسات التي تؤثر على بنية المجتمع وتماسكه.

وشملت أولوية الجوانب الاجتماعية عناصر أساسية للشباب أهمها تمكين كافة فئات المجتمع وتوفير الفرص لها بواقع 59% من المشاركين، وتقليل التفاوت في الدخل بين الطبقات الاجتماعية بواقع 42%، وهجر العادات والتقاليد الاجتماعية البالية بواقع 32% من عدد المشاركين.

وجاء في المركز العاشر التطوير التكنولوجي بنسبة 8%، إذ أكد الشباب على تعزيز جودة الاتصال بشبكة الإنترنت وسرعتها وشموليتها وسهولة الاتصال بها، وتوفيرها بأسعار معقولة لكافة الفئات تعزيزاً لمقومات التحول الرقمي واقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والمعلومات.

وضمن أولوية التطوير التكنولوجي، اختار الشباب ثلاثة عوامل بارزة لتحقيقها وهي جودة الاتصال بشبكة الإنترنت وسرعة الشبكة بواقع 65%، وسهولة الاتصال بشبكة الإنترنت في كافة الأماكن بواقع 63%، والوصول إلى شبكة الإنترنت بسعر معقول، والتي اختارها 45% من المشاركين.

وحل في المركز الحادي عشر الترفيه حيث أشار 6% من الشباب المشاركين في الدراسة إلى ضرورة توفير أماكن ترفيهية كافية ومرافق رياضية متاحة للشباب ودعم أنشطة السياحة والسفر بالاستفادة من الحوافز والإعفاءات الحكومية.

وفي أولوية الترفيه، ركز المشاركون على ثلاثة عناصر مهمة بالنسبة لهم هي توفير الأماكن الترفيهية بواقع 46% من المشاركين، وتوفير المرافق الرياضية وسهولة الوصول إليها بواقع 46%، وتوفير حوافز في قطاع السياحة والسفر بواقع 35% من عدد المشاركين.

وتم تقسيم الاستطلاع خلال مرحلة تصميمه إلى ثلاثة مكونات؛ اجتماعية، واقتصادية، وبيئية، غطت القطاعات الـ11 التي شملها لتحديد أولويات الشباب العربي. وضم المكون الاجتماعي أولويات الأمان والاستقرار، وتطوير الذات، والاندماج المجتمعي، والترفيه. فيما ضم المكون الاقتصادي أولويات التعليم، والصحة، والدخل، وفرص العمل، والتطوير التكنولوجي. وغطى المكوّن البيئي كلاً من أولويات البيئة والبنية التحتية.

وخلصت الدراسة التي تم إعلان نتائجها برعاية جامعة الدول العربية إلى جملة توصيات رئيسية وفق ثلاثة محاور اجتماعية واقتصادية وبيئية حول آليات المساهمة في تحقيق أولويات الشباب العربي.

وضمن المحور الاجتماعي، أوصت الدراسة بضرورة تعزيز الاستقرار كمكون أساسي لخلق فرص أفضل للشباب، مع ضرورة توسيع آفاق العمل التطوعي للشباب العربي بالتعاون مع الجامعات والمدارس والمنظمات المدنية والقطاع الخاص، وتعزيز بناء المراكز والمرافق الشبابية.

أما في المجال الاقتصادي، فأوصت نتائج دراسة أولويات الشباب العربي بأهمية الإنفاق الحكومي على تعزيز مجانية التعليم وتطوير المناهج وربطها باحتياجات سوق العمل، والارتقاء بأنظمة الرعاية الصحية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتوفير فرص عمل جديدة للشباب، فضلاً عن زيادة الاستثمارات في البنية التحتية التكنولوجية لما للتكنولوجيا من دور في تقليص الفجوة بين الشرائح الاجتماعية المختلفة وتعزيز الفرص المتاحة أمام الشباب بغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.

وعلى المستوى البيئي، أوصت الدراسة بتعزيز مبادرات الحفاظ على البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، والاستثمار في البنية التحتية الخضراء الصديقة للبيئة للمساهمة في ترشيد نفقات توفير خدمات الكهرباء والماء وتفعيل الاعتماد على المصادر المتجددة كالطاقة الشمسية.

وقام مركز الشباب العربي بإجراء استطلاع أولويات الشباب العربي بالتعاون مع شركة "يوجوف" العالمية للأبحاث ليشمل ما يقارب 7000 شاب وشابة في 21 دولة عربية لمعرفة أولويات الشباب وتحليل نتائج الدراسة، ومن ثم وضعها في متناول صناع القرار في المنطقة العربية للمساهمة في توفير المعلومات والبيانات التي تؤسس لسياسات وبرامج تساعد في تحقيق أولويات الشباب العربي.

واعتمد الاستطلاع منهجية الدراسة الكمية القائمة على كلٍ من الاستبيانات عبر الإنترنت والمقابلات الشخصية باللغة العربية، فيما تم اختيار العينة بشكل عشوائي لتمثل الشباب العربي ضمن الفئة العمرية من 15 إلى 34 عاماً.

ويهدف مركز الشباب العربي من دراسة أولويات الشباب العربي وغيرها من المنتجات البحثية والمعرفية التي يعمل على تصميمها وتنفيذها بمجهود الشباب إلى المساهمة في رسم صورة دقيقة لأبرز احتياجات الشباب وتطلعاته، وتقديم خارطة واضحة لصنّاع القرار والقائمين على العمل الشبابي في مختلف البلدان العربية لوضع استراتيجيات وبرامج ومبادرات شبابية مثمرة تسهم في إحداث فارق إيجابي ودعم تحقيق التنمية على مختلف المستويات.

أفكارك وتعليقاتك