خبير: تطبيع العلاقات بين السودان واسرائيل امر حتمي

خبير: تطبيع العلاقات بين السودان واسرائيل امر حتمي

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 21 أغسطس 2020ء) أثارت تصريحات مسؤول سوداني بنية الحكومة الانتقالية في السودان تطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال قنوات اتصالات جارية بالخفاء بين مسؤولين في البلدين، ردة فعل قوية وسريعة من قبل وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين الذي نفى في بيان صحفي مقتضب، عن أي مشاورات جرت داخل أروقة وزارة الخارجية السودانية تتعلق تطبيع العلاقات مع اسرائيل.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية حيدر بدوي صادق، صرح لوسائل إعلام دولية، يوم ( الثلاثاء) الماضية، أن حكومة بلاده وشعبها، يتطلعون تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل رسمي، وأضاف اذا تمت هذه الخطوة ستسهم في تحقيق السلام حقيقي بالمنطقة الشرق اوسطية، بجانب الثمار التي سيجنيها السودان اقتصاديا خاصة في القطاع الزراعة، لافتا الى خصوبة الارض السودانية و مساحاتها الواسعة بجانب امتلاك إسرائيل للتكنولوجيا المتطورة في هذا القطاع يستطيع البلدان عبر هذه البوابة الدخول في استثمارات ثنائية في الإنتاج الزراعي​​​.

(تستمر)

وفي نفس السياق وافق الرأي بضرورة التطبيع العلاقات بين السودان وا سرائيل الخبير السياسي النور حمد، اليوم الخميس، أثناء حديثه مع وكالة "سبوتنيك" وقال إن" لا أشك ستأتي لحظة أن الدول العربية جميعها سوف تطبع مع إسرائيل، لذلك من الأفضل أن تسحب الحكومات العربية، ومن بينها الحكومة السودانية، ملف التطبيع من تحت الطاولة وتضعه فوقها، فهذا أكرم لها وان يجعل الموضوع خاضعا للنقاش العام في العلن، وفقا لحسابات الربح والخسارة".

واشار حمد الى أن" الحكومات العربية لقد اعتادت على التعاطي مع إسرائيل من تحت الطاولة فالخطاب الناصري والبعثي لا يزال يسيطر على النخب الحاكمة رغم ذهاب الناصرية والآيديولوجيا البعثة إلى غياهب التاريخ، وكذلك رغم تعاطي الدول الراعية للإسلام السياسي في المنطقة العربية مثل تركيا وقطر مع إسرائيل منذ عقود".

واضاف" كما أن الفلسطينيين أصبحوا معترفين بإسرائيل بل وشركاء لها منذ اتفاقية أوسلو لذلك تعتقد هذه النخب العربية الحاكمة أن التعاطي مع إسرائيل تابوو لا ينبغي الإقتراب منه في العلن بظن أن ذلك يثير الشعوب على الحكومات. وهذا تخوف ليس في محله"، لافتا إلى أن" مصر وثقت علاقتها رسميا مع اسرائيل وكذلك الأردن ولم تقم فيهما الدنيا ولم تقعد ، أيضا تتعاطى النخب العربية الحاكمة مع شعوبها وكأنهم قاصرين لا ينبغي أن يجري تمليكه الحقيقة غير أنهم يتعاطون مع إسرائيل في الخفاء وتفضحهم إسرائيل في العلن".

وأبان حمد بقوله" وعلى سبيل المثال التقى رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في الخفاء في أوغندا ففضحت اللقاء من جانبها منفردة وخبر عبور طائرة العال الإسرائيلية أجواء السودان لحظة حدوثه كي يجري التطبيع في الخفاء بعيدا عن أعين الشعب".

واوضح" احتكر رئيس المجلس السيادي مفاوضات التطبيع، وأصبحت الخارجية السودانية خارج الصورة تماما، وهذا ما فضحه المتحدث باسم الخارجية السودانية وما النفي الذي صرح به السيد عمر قمر الدين، وزير الخارجية المكلف، سوى إعلان لجهل الخارجية بهذا الملف أو تجاهلها المعتمد له".

ويذكر ان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اجتمع في لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتيبي الاوغندية في شهر شباط فبراير الماضي مما اعلن وزير الاعلام والناطق باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح علم مجلس الوزراء بهذا اللقاء ولم يتم التشاور حولها.

وتابع حمد أن" من المهم أن يكون التطبيع والاعتراف ثمنا نقبضه، فلا يكون تطبيعا مجانيا بلا مردود، وعلى السودان أن يتصرف بمفرده في هذا الملف وألا يتلفت من فوق أكتافه ليرى ماذا صنع الغرب، وقد دعا الرئيس ترمب اليوم السعودية لكي تحذو حذو الإمارات، فلننتظر لنرى ما هي فاعلة".

وعبر حمد عن اسفه عن الطريقة التي يدير بها الحكام العرب العلاقات مع اسرائيل وقال" أصبح الإسرائيليون هم من يقررون حدوث التطبيع، بل ويحددون ميقاته ولقد أظهروا الحكومات العربية بالقصور وقلة الرشد، وإنها حقا كذلك حين يقول وزير المخابرات الاسرائيلي أن السودان سوف يطبع قبل نهاية العام، فإنه لا بد أن يكون قد بنى تصريحه على معلومات حقيقية الإسرائيليون لا يخادعون شعبهم كما يفعل قادتنا المخاتلون، غير الواثقين من شئ".

وكان وزير المخابرات الاسرائيلي عقب اعلان تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات واسرائيل بان دولا عربية ستعلن بداية علاقتها الرسمية مع إسرائيل قبل نهاية العام الجاري ومن تلك الدول السودان وهذا ما لم تنفيه أي مسؤول سوداني حتى جاء تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية حيدر صادق عن حقيقة اتصالات تجري بين البلدين بجانب قوله إن التطبيع مع اسرائيل سيعجل من ازالة اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب.

أفكارك وتعليقاتك