"الاتحادية للشباب" تستضيف سارة الأميري في جلسة "مسيرة الأمل"

شما المزروعي: سارة الأميري نموذج للشباب الطموح ومصدر فخر لكل شباب الوطن.

- سارة الأميري: أدعو الشباب لاقتناص فرص التعلم وتنمية مهاراتهم لتتحول مع الوقت إلى كنز ثمين لخدمة الوطن والمجتمع".

دبي في 25 أغسطس/ وام / استضافت المؤسسة الاتحادية للشباب أمس معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة في جلسة تحت عنوان "مسيرة الأمل"، عبر تقنية البث المباشر "يوتيوب" ضمن جلسات برنامج "100 موجه أحد برامج المؤسسة الاتحادية للشباب، وذلك في إطار جهود المؤسسة لإلهام الشباب ونقل خلاصة خبرات الشخصيات الإماراتية القيادية في كل المجالات.

وتأتي مشاركة معالي سارة الأميري في الجلسة كأحد أبرز القيادات في حكومة الإمارات، وما تتمتع به من خبرة عملية وشخصية قيادية مُلهمة للشباب الإماراتي والعربي تثابر على تشجيعه على العمل والمبادرة من خلال نقل خبراتها وتجاربها العملية والعلمية إلى الشباب، خصوصا فيما يتعلق بتجربة عملها كقائد للفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" في مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي شكل انطلاقه نقلة نوعية في مسيرة الإمارات العلمية.

(تستمر)

وبجانب منصبها الحالي تشغل معاليها منصب رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، حيث يركّز عملها على المساهمة في الجهود الوطنية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والبحث والتطوير.

وفي إطار حديثها على الاستضافة، أكدت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب.. أن برنامج "100 موجه" مستمر في تأهيل شباب دولة الإمارات من خلال عقد جلسات توجيهية مع الشخصيات الإماراتية القيادية وإبراز وحصاد خبراتهم وتجاربهم في سبيل الوطن وتشجيع الشباب على المضي قدماً إلى الأمام ومساعدتهم على اختيار طريق النجاح والمساهمة في تحقيق المزيد من الإنجازات في كل ربوع الوطن.

وقالت معاليها.. " سعدنا بمشاركة معالي سارة الأميري في جلسة مسيرة الأمل؛ فمعاليها نموذج للشباب الطموح ومصدر فخر لكل شباب الوطن. ونعول عليها وعلى كافة النماذج الشبابية المشرفة أن يكونوا جزء من منظومتنا لتأهيل الشباب وصقلهم بالمهارات والمعرفة وإعدادهم ليكونوا هم قادة المستقبل".

وأضافت " سنستمر بدعم من القيادة الرشيدة في تقديم كل سبل الدعم والممكنات للشباب ورفدهم بالتجارب والخبرات الضرورية وإحداث قفزة على المستويين الشخصي والمهني لجميع الشاب من أجل الاستفادة من طاقاتهم اللامحدودة في منظومة البناء والتنمية، وتصدير قصص نجاحهم لتكون مصدر إلهام لكل شباب العالم".

وخلال جلسة "مسيرة الأمل" تم مناقشة العديد من المستجدات والتحديات، والتي كان أبرزها جهود مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد ، حيث تم تسليط الضوء على تجربة دولة الإمارات التي تعاملت مع هذه الجائحة وفق أعلى معدلات الجاهزية، وإطلاق مسبار الأمل ودخول الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف كوكب المريخ.

وفي بداية حديثها، توجهت معالي سارة الأميري بالشكر للمؤسسة الاتحادية للشباب على المبادرة المهمة وعلى جهود الشباب القائمين على هذه المؤسسة ، بقيادة معالي شما المزروعي.

وخلال حديثها أكدت معالي الاميري أن مسيرة الأمل الأولى كانت من خلال تأسيس دولة الإمارات، على يد الآباء المؤسسين، مشيرة إلى أن الدولة في ظل القيادة الرشيدة تستكمل مسيرة البناء والتنمية وفق رؤية استشرافية رائدة.

وقالت الأميري.. " أشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" على ثقته في فريق الشباب ومنحه الفرصة ليترأس مشروع مهم كمسبار الأمل. كما أشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، لحرصه الدائم على تمكين شباب الإمارات وثقته بأنهم أداة التغيير الحقيقي وهم من سيصنعون الفارق في مسيرة الوطن في الاستعداد للخمسين".

وأضافت " لقد كان عام 2020 تحد كبير واختبار لكافة دول العالم، ولكن هذه التحديات علمتنا الكثير، وألهمتنا الحلول لنواجه جميع الصعوبات وأن نواصل مسيرة البناء والتطور في كل الأوقات. وقد نجحت الإمارات في هذا الاختبار الصعب، والذي تمثل في إطلاق مسبار الأمل الذي كان رسالة تحدي ونجاح لكل شعوب العالم".

وبالإشارة إلى طموح دولة الإمارات للوصول إلى المريخ، استرجعت معالي سارة الأميري أول يوم عمل لها والذي وافق إطلاق ثاني قمر صناعي يصممه ويطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو دبي سات 2، وأوضحت أن فريق العمل بدأ منذ تلك اللحظة في العمل على تعزيز إمكانات دولة الإمارات من أجل الوصول إلى المريخ.

وقالت معاليها.. " كان الوصول إلى المريخ رحلة مليئة بالتحديات، وبفضل الدعم اللامحدود من قيادتنا، أصبحنا أول شباب في المنطقة يبدؤون العمل على مشروع لاستكشاف الفضاء الخارجي، وهو يعتبر من المشاريع الصعبة جداً، ويحتاج للصبر وبعد نظر في التخطيط والتصميم وفي إدارة المخاطر".

وأضافت " لقد كانت جائحة كورونا تحدِ كبير أمام إنجاز مشروع مسبار الأمل خاصة خلال نقل المسبار قبيل انطلاقه إلى قاعدته في اليابان، ولكن بفضل العمل المكثف مع فريق العمل استطعنا تنفيذ وعدنا وإطلاق المسبار بنجاح ليكون شاهداً على إنجاز تاريخي وملهم للأجيال القادمة".

وتحدثت معاليها عن رحلتها لدراسة الجامعة، وتخصصها في هندسة الحاسوب، وأكدت أن الجامعة هي أفضل سنوات التغيير والاختبار والتجارب ونمو الشخصية.

وقالت إن البيئة المحيطة تعطي الشخص الأدوات الأساسية للتعلم والاستكشاف. ولابد لكل شخص أن يدرس المجال الذي يحبه ويرغب في تعلمه..

مؤكدة أن جميع التخصصات مهمة، ولكن هناك أولويات خاصة لبعض الدول والمجتمعات، وعلى كل شاب أن يخلق التوازن بين ما يحب وما يحتاجه وطنه.

وعن رحلة العمل بعد التخرج، أشارت معالي سارة الأميري، إلى أنها امتلكت شغف العمل في مجال التطوير والتصميم ولكنها لم تضع مكانا محددا هدفا للعمل حتى لا تقيد نفسها، مشيرة إلى أن الإنسان لابد أن يفكر دائما في البصمة التي يريد أن يتركها في عمله.

وفي بداية عملها في مركز محمد بن راشد للفضاء، أوضحت معاليها أنها بدأت كمبرمجة في إحدى المشاريع لدبي سات 1 في نهايته قبل إطلاقه، كما شهدت بدايات مشروع دبي سات 2، حيث اكتسبت خبرة كبيرة في تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية، ودمج الأقمار الصناعية والطائرة بدون طيار.

وأشارت معاليها، إلى أن بعد ذلك بدأ العمل في مشروع مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، حيث شهدت خبرتها تطورات جذرية، مؤكدة أن المسبار كان تحد كبير خصوصاً في الفترة الزمنية اللازمة لإطلاقه، مؤكدة أنه بالعمل الجاد حلق مسبار الأمل في الفضاء وقطع الآن أكثر من 100 مليون كلم في طريقه نحو المريخ أي نحو 20 – 30% من مساره.

وأكدت أن المسبار يتمتع بتقنية عالية وكفاءة تضاهي التكنولوجيا المستخدمة في كل الدول المتقدمة من مصنعي الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية في العالم، حيث تم العمل على مسبار الأمل بأياد إماراتية مدربة بالتعاون مع خبراء يمتلكون خبرات تمتد لعقود في هذا المجال.

وتوجهت معالي سارة الأميري في ختام حديثها إلى الشباب بنصيحة وهي اقتناص فرص التعلم وتنمية مهاراتهم، لأنها كنز ثمين سيدركون قيمته مع مرور الوقت في سوق العمل، مؤكدة أن العمل خدمة للمجتمع والوطن.

وأكدت أن هناك 3 عوامل ينبغي للشباب التركيز عليها، وهي أن العمل متعة وشغف ويحب تطويره، وأن العمل طاقة وهدف، وأنه دائماً يمثل تحدي.