بدور القاسمي.. جهود حثيثة للارتقاء بصناعة النشر و تأسيس بيئة حاضنة للإبداع

بدور القاسمي.. جهود حثيثة للارتقاء بصناعة النشر و تأسيس بيئة حاضنة للإبداع

الشيخة بدور أكدت بمبادراتها و مشاريعها الثقافية مكانة الشارقة الثقافية حول العالم.

الشارقة في 28 أغسطس / وام / يحتفي " يوم المرأة الإماراتية " في كل عام بمسيرة كل النساء في الدولة و يقدم نماذج من القياديات والشخصيات التي شكلت جهودهن وتجاربهن علامات مضيئة في مختلف المجالات وباتت تجارب ملهمة للأجيال الجديدة من الفتيات و الشابات.

و على المستوى الثقافي كرست الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين مؤسس جمعية الناشرين الإماراتيين جل جهودها من أجل الارتقاء بصناعة النشر و تأسيس بيئة حاضنة للإبداع لتقود بذلك واحدة من التجارب الرائدة في دعم سوق الكتاب والنهوض بمهارات العاملين فيه على المستوى المنطقة والعالم.

وعبر طموحات وأفكار واعدة ترجمت خلال سنوات إلى فعل على أرض الواقع وضعت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي خارطة طريق واضحة المعالم للنهوض بقطاع النشر وصناعة الكتاب عربيا وعالميا وذلك بعد توليها منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين كأول امرأة عربية تتواى هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد في العام 1896 لتكون بذلك ثاني امرأة بعد آنا ماريا كابانيلاس ولتبدأ مرحلة جديدة من الاهتمام بالكتاب.

(تستمر)

جمعية الناشرين الإماراتيين.. بيئة حاضنة لصناعة الإبداع.

و انطلقت تجربة الشيخة بدور القاسمي في الاتحاد الدولي للناشرين من واقع جهودها لإحداث نقلة نوعية في واقع النشر الإماراتي بعدما أسست جمعية الناشرين الإماراتيين في العام 2009 و تولت رئاستها حتى العام 2013 ونجحت في فتح آفاق جديدة و واعدة تخدم الارتقاء بهذا المجال وعملت على دعم أعضاء الجمعية ومساندتهم في مختلف الخطط والاستراتيجيات التي ترتقي بمجالات أعمالهم.

و شكلت هذه الجهود التي تجلت في التنامي الملحوظ لأعداد الناشرين الإماراتيين وتوسع سوق النشر الإماراتي على المستويين العربي والعالمي خطوة كبيرة في مسيرة الشيخة بدور القاسمي ووضعتها ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في قطاع الأعمال العائلية الصادرة عن "مجلة فوربس الشرق الأوسط" كما كرمتها المجلة في العام 2014 تقديرا لدورها الريادي في تعزيز الثقافة والأدب والمعرفية بين مختلف فئات المجتمع خاصة الأطفال والشباب.

و لأنها ترى أن الغرس الجيد يثمر في المستقبل طاقات وإبداعات اهتمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بثقافة الأجيال الجديدة فأسست في العام 2007 دار "كلمات" للنشر المتخصصة بإصدار كتب الأطفال ذات الجودة العالية باللغة العربية والتي انتقلت في العام 2013 لتصبح "مجموعة كلمات" وتضم تحت مظلتها دار "كلمات" للنشر ودار "حروف" المعنية بتطوير برامج تعليمية مبتكرة تدعم التعليم باللغة العربية إلى جانب دار "روايات" المتخصصة بأدب الشباب والكبار" و دار "كومكس" لنشر الروايات والقصص المصورة باللغة العربية.

ولم يتوقف جهد الشيخة بدور للارتقاء بنشر كتاب الطفل العربي عند هذا الحد وإنما أسست المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وتولت منصب رئاسته الفخرية ليكون الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين المنظمة غير الربحية التي تمثل شبكة عالمية من الأشخاص الذين تعهدوا بتأمين الكتب للأطفال ليتسنى لهم الاستفادة مما تقدمه من معارف وخبرات.

و هذا الحراك الثقافي الذي دفع عجلة التنمية الثقافية المجتمعية في الإمارة ورفد مشروع الشارقة الثقافي الكبير الذي أسس له صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ساهم بشكل كبير في تأكيد مكانة الشارقة ودورها المحوري على خارطة الفعل الثقافي العربي والعالمي و كان مساهما وشريكا في إيصال الإمارة لنيل لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019 أرفع الألقاب في مجال الثقافة الذي توجتها به منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة "اليونيسكو" لتتولى الشيخة بدور رئاسة اللجنة الاستشارية للشارقة العاصمة العالمية للكتاب وتقود من جديد سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تعبر عن مكانة الإمارة ومشروعها الثقافي.

و لا ينفصل العمل الإنساني عن الثقافي في الشارقة بل هي جهود واحدة تصب في مصلحة الارتقاء بحياة الإنسان فكان أن أسست الشيخة بدور القاسمي في العام 2016 "مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال" بهدف تحقيق جملة من المبادرات الرامية لتوفير الكتب والمواد القرائية للأطفال في المناطق البعيدة والمتأثرة بالنزاعات والتي يصعب الوصول إليها بالكتب.

و ساهمت المؤسسة في العديد من المبادرات الرائدة والنوعية أبرزها مبادرة "أرى" الهادفة إلى نشر الوعي بقضايا الأطفال المكفوفين وضعاف البصر فوقفت إلى جانبهم و ساندتهم في المدارس و المراكز المجتمعية والمكتبات العامة ووفرت لهم كتب بلغة "برايل" و أخرى مسموعة ومطبوعة بأحرف كبيرة لتسهيل القراءة على الأطفال الذين يعانون من صعوبات.

و مضت "كلمات لتمكين الأطفال" في توفير الكتب للأطفال العرب واللاجئين ممن يعيشون في مناطق فقيرة وتضرروا جراء الحروب والصراعات التي طالت بلدانهم فعملت على إطلاق مبادرة "تبنى مكتبة" ووفرت العديد من الكتب للأطفال في كل من الأردن و تونس وأرمينيا وفرنسا والبرازيل وإيطاليا والسويد وغيرها من الدول ليكون رفيقا يوميا للطفل ونافذة تعبر به إلى مستقبل أكثر ازدهارا واشراقا.

واليوم وبعد كل الجهود المثمرة التي جعلت من الشارقة منارة علم وثقافة وإبداع لا تزال الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي حريصة على أن يحظى الكتاب ببيئة تدعم صناعته و ترتقي به وأن يصل للأجيال الجديدة ليكون مرشدا ومحركا للنهضة والبناء.

أفكارك وتعليقاتك