قادة الصناعة : الإجراءات الحكومية السريعة دعمت الاقتصادات العالمية بمواجهة كورونا

قادة الصناعة : الإجراءات الحكومية السريعة دعمت الاقتصادات العالمية بمواجهة كورونا

- الإجراءات الحكومية السريعة دعمت الاقتصادات العالمية ومن المحتمل أن تظهر تداعياتها في السنوات اللاحقة.

- حزم التحفيز الحكومية أدت دورا هاما في التعامل مع آثار الوباء.

- الشباب العالمي يواجه مخاطر البطالة في ظل تراجع نمو الاقتصاد العالمي.

هانوفر في 5 سبتمبر/ وام / أكد قادة الشركات العالمية أن الاقتصاد العالمي يواجه مرحلة صعبة قبل التعافي الكامل من تداعيات وباء كورونا، رغم المكاسب التي تحققت للشركات الرائدة في مجال التقنيات المتقدمة.

و شدد قادة الشركات - خلال مشاركتهم في فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع - على ضرورة العمل على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا.. مثمنين الدور الهام الذي اضطلعت به حزم التحفيز الحكومية التي تم ضخها لدعم الاقتصاد العالمي والتي بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 10 تريليونات دولار .

(تستمر)

و أشاد الرؤساء التنفيذيون لكل من شركة مبادلة للاستثمار وسيمنس وهانيويل وشنايدر إلكتريك بالإجراءات الحكومية السريعة التي تم اتخاذها لحماية الوظائف والشركات وسط عمليات الإغلاق والحجر الواسعة التي تم اتخاذها في جميع أنحاء العالم للحد من انتشار وباء كورونا، إلا أنهم حذروا من أن حزم التحفيز الاقتصادية تؤدي على الأرجح إلى فترة من الركود الاقتصادي في العام 2021 وقد تستمر حتى العام 2022، مع احتمالية تعرض العالم لموجة ثانية أو ثالثة من موجات انتشار فيروس كورونا في المستقبل.

وفي هذا الصدد، قال معالي خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب لشركة مبادلة للاستثمار: "شهدنا جميعا ردود الفعل الاقتصادية الإيجابية على الخطوات المالية التي اتخذتها حكومات معظم الدول، لاسيما في الاقتصادات الكبيرة حول العالم.. وأعتقد أن استقرار النشاط الاقتصادي وعودة الأعمال لسابق عهدها سيستغرق بعض الوقت".

و أعرب معاليه عن تفاؤله بإمكانية تعزيز التعافي الاقتصادي من خلال التوصل للقاحات متعددة محتملة لفيروس كورونا وطرحها في السوق، بالإضافة إلى التقدم الذي يتم إحرازه للتوصل إلى مجموعة من العلاجات الأخرى..

وأضاف : " أعتقد أن العالم قد اقترب من ابتكار لقاح لفيروس كورونا".

ونوه إلى أن مبادلة عملت خلال السنوات القليلة الماضية على تركيز استثماراتها في مجال التكنولوجيا عوضا عن الاستثمار في بعض القطاعات التقليدية التي دأبت على الاستثمار فيها سابقا.. وقد بدأت الشركة في تسريع ذلك التوجه منذ ظهور جائحة "كوفيد 19".

و قال معالي خلدون المبارك : " حتى قبل ظهور الوباء كانت محفظتنا الاستثمارية تركز على القطاعات الواعدة وقطاعات المستقبل مثل الطاقة، والطاقة المتجددة، وتخزين الطاقة، والتنقل، والأتمتة، والروبوتات والذكاء الاصطناعي.. وتؤكد الأزمة التي نشهدها الآن أن توجهنا الاستراتيجي كان ولا يزال توجها سليما ولذلك سنواصل الاستثمار بقوة في هذه المجالات".

وأضاف : " أن قطاع الهيدروجين أحد القطاعات التي تركز عليها شركة مبادلة للاستثمار ويتميز بإمكانات هائلة للمساعدة في مكافحة التغير المناخي من خلال التخلص من انبعاثات الكربون في أنظمة توليد الطاقة والصناعة والتنقل " .

و قال معالي خلدون المبارك: "لقد تغير العالم كثيرا وعلينا أن نواكب التطورات من حولنا.. وسيعتمد النجاح في المستقبل على قدرة الشركات والدول والأفراد على مواكبة هذا التغير وإدراك آليات العالم الجديد استعدادا لمرحلة ما بعد الوباء".

من جانبه أكد داريوس أدامزيك، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة هانيويل، أن الحكومات قد تصرفت بسرعة و حسم و أن الاهتمام يجب أن ينصب الآن على تمويل حزم التحفيز الكبيرة التي استخدمت لدعم الاقتصاد العالمي.

وقال: "أطلقت الحكومات في الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي والاقتصادات الأخرى الكبيرة حزما تحفيزية كبيرة خلال أزمة الوباء..

وسيتعين على الحكومات في جميع أنحاء العالم إيجاد طريقة ذكية لتمويل هذه الحزم دون إلحاق الضرر بالاقتصادات في المستقبل".

و عملت شركة هانيويل على تطبيق مجموعة من المبادرات الاستراتيجية قبل وقت طويل من ظهور الوباء ركزت جميعها على البرمجيات والتكامل الرقمي وسلاسل التوريد .

و شدد أدامزيك على ضرورة تبني الشركات العالمية لهذه المبادرات..

وقال: "لا يمكن إنكار أن العالم يتجه و بقوة نحو التحول الرقمي، ولن تؤدي أية محاولة لمقاومة هذا التغيير إلى أية نتائج ملموسة " .. ونوه إلى أنه في حال تباطأت الشركات في التحول الرقمي، فإنها ستواجه خطر الفشل في مواكبة متطلبات العصر الحالي".

من جهته، حذر جان باسكال تريكوار، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك من تعرض الشباب حول العالم إلى شبح البطالة و مواجهته للكثير من الصعوبات في سبيل إيجاد فرص عمل في ظل حالة من الكساد الاقتصادي سيشهدها العالم في السنوات المقبلة.

و قال : " لقد ركزت الإجراءات الوقائية بشكل كبير على فئة كبار السن في مجتمعاتنا و تجاهلت خطورة البطالة التي تهدد جيلا كاملا من الشباب الذين يمثلون مستقبل عالمنا.. ونعمل عن كثب مع الحكومات والمؤسسات الأخرى لتدريب الكفاءات الشابة وإعدادها للمستقبل".

و أضاف: " يجب أن تشمل الحوافز الحكومية الشركات الصغيرة و المتوسطة التي هي شريان حياة الاقتصاد العالمي.. حيث تعتمد الشركات الكبيرة، بما في ذلك شنايدر إلكتريك، على نظام بيئي يضم العديد من الموردين والشركات الصغيرة ومن المهم أن نعمل على تقديم الدعم لهذه الشركات خلال الأزمة ومساعدتها على تحديث عملياتها وعلى التحول الرقمي".

من جهته، أكد جو كايسر، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس ضرورة استخدام حزم التحفيز الحكومية بشكل ملائم.. مشيرا إلى أنه رغم أهمية الدعم الحكومية وحزم التحفيز الاقتصادية الضخمة، لكن الأهم من ذلك كيفية استثمار هذه الأموال في صناعات المستقبل وليس الصناعات التقليدية ".

و اتفق الرؤساء التنفيذيون على أن الأزمة ستعزز من جهود التحول الرقمي في معظم القطاعات الاقتصادية بالإضافة إلى تكريس مفهوم الاستدامة، مؤكدين أن شركاتهم التي تستثمر في مجالات التكنولوجيا والابتكار قطعت خطوات كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف.

و تلعب شركة سيمنس دورا محوريا في تطوير الحلول القائمة على الهيدروجين، وفي هذا الصدد، قال كايسر: "سيشكل استخدام الهيدروجين لإنتاج الكهرباء تطورا هاما في مجال الطاقة ".

و قال تريكوار: " نلاحظ ازدياد الوعي بقضايا الاستدامة بعد ظهور وباء كورونا بعدما أدرك العالم أن الوباء والتغير المناخي يشكلان نتائج ثانوية للأنشطة البشرية والتحضر والنمو السكاني ".

و في كلمته التي تلت الجلسة، قال باتريس كين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة تاليس: " على الشركات والمؤسسات اكتساب ثقة الناس في قدرتها على أداء أدوارها و التصدي للتحديات المقبلة بنجاح خاصة أن العالم من الصعب التنبؤ بما سيواجهه في المستقبل ".

و أضاف: "نحتاج إلى تطوير وزيادة استثمارنا في رأس المال البشري لتحقيق النجاح.. ولا يمكن لكل من الدول والشركات أن تحتل موقع الريادة إلا إذا ركزت اهتمامها على التعليم والابتكار ".

جاءت مشاركة قادة الصناعة في الجلسة الافتتاحية ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع والتي حملت عنوان: "سؤال التريليون دولار: في عصر الثورة الرقمية، كيف يمكن للقادة توجيه اقتصاداتنا للتعامل مع حقبة ما بعد الأزمة؟".

أفكارك وتعليقاتك