فرنسا على أبواب موجة ثانية من كورونا والعناية المركزة بمستشفيات باريس مكتظة بالمرضى – طبيب

فرنسا على أبواب موجة ثانية من كورونا والعناية المركزة بمستشفيات باريس مكتظة بالمرضى – طبيب

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 06 اكتوبر 2020ء) أسامة حريري. عاد شبح الإغلاق ليطارد الباريسيين مجددا بعد أن قررت السلطات فرض حالة الإغلاق على كافة المقاهي والحانات والمسابح والنوادي الرياضية في العاصمة وضواحيها لمكافحة التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"​​​.

وقررت الحكومة الفرنسية الليلة قبل الماضية فرض مزيد من القيود في باريس وضواحيها ابتداء من صباح اليوم الثلاثاء بعد أن تم تصنيف العاصمة ضمن قائمة المناطق "أشد مراحل الخطورة" بسبب الزيادة الكبيرة والمتواصلة في أعداد المصابين بـ "كوفيد-19".

وقال الطبيب أنطوان أشقر المختص في الأمراض الصدرية في مستشفى دو فرنون غرب العاصمة باريس، لوكالة سبوتنيك، "فرنسا على أبواب موجة ثانية من الوباء بسبب التفشي السريع للفيروس وإن بشكل متفاوت بين المناطق".

(تستمر)

وتابع أشقر "نحن أمام موجة ثانية كانت منتظرة بعد رفع الحجر الصحي وبعد الاحتكاك الذي حدث بين المواطنين خلال فترة العطلات ومع بدء العام الدراسي الجديد وعودة الناس إلى أعمالهم".

وأضاف:"من جهة ثانية يجب ألا ننسى أن عدد فحوصات كورونا زادت حيث قامت السلطات خلال فترة الصيف بما بين 700 ألف ومليون فحص أسبوعيا وهذا ما يفسر أيضا ارتفاع أعداد المصابين."

وأشار الطبيب أنطوان أشقر إلى أن الوضع الصحي سيتضح أكثر بعد أسبوعين أو ثلاثة وهي فترة حضانة الفيروس.

وصنفت السلطات الصحية الفرنسية مختلف المناطق ضمن دوائر تتراوح فيها نسبة الخطر بين منخفضة الى مرتفعة ومرتفعة جدًا. وتم وضع جزيرة الغوادلوب ومدينة مرسيليا والعاصمة باريس مع ضواحيها ضمن قائمة أكثر المناطق خطورة من حيث انتشار الفيروس مما سمح للحكومة بفرض قيود صارمة.

ويعلق الطبيب أشقر على التفاوت في درجة انتشار الفيروس بين مختلف المناطق الفرنسية قائلا: "نسبة دخول المستشفيات متفاوت بحسب المناطق؛ فالمستشفيات بالعاصمة باريس وضواحيها وفي مدينة مرسيليا وضواحيها تشهد ضغطا كبيرا جدا من حيث عدد مرضى كورونا الذين يستدعي وضعهم العناية المركزة، ومن المتوقع أن يزيد هذا الضغط مع نهاية الشهر الجاري وبداية الشهر المقبل ولهذه الأسباب تم اتخاذ إجراءات وقائية صارمة في بعض المناطق مثل باريس".

وأكد الطبيب المختص في الأمراض الصدرية أن الاحتكاك بين الطلاب في المدارس والجامعات يشكل قرابة 40 بالمئة من بؤر انتشار الفيروس "ولهذا السبب قررت السلطات ابتداء من اليوم خفض عدد الطلاب بنسبة 50 بالمئة خلال الحصص الدراسية في العاصمة باريس وضواحيها".

وحول نفس الموضوع تابع قائلا :"الاحتكاك داخل مساحات العمل يشكل قرابة 20 بالمئة من بؤر انتشار الفيروس أمام الاحتكاك خلال الاحتفالات واللقاءات العائلية فيشكل 10 بالمئة".

وعبّر الطبيب أشقر عن أمله في أن تكون الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصحية "فعّالة" من أجل تخفيف الضغط عن المستشفيات مذكراً ان الحجر الصحي الذي فُرض في السابع عشر من آذار/مارس الماضي واستمر حتى الحادي عشر من أيار/مايو سمح بتخفيف الضغط وتراجع معدل الإصابات.

وحذر الطبيب أشقر من خطورة الوضع قائلا إن "عدد مرضى كورونا في العناية الفائقة زاد من 300 إلى قرابة 1800 خلال 15 يومًا"، مشيرا الى أن السلطات اليوم تتخذ إجراءات تدريجية لتجنب سيناريو حجر صحي كامل أسوة بما حدث شهر (آذار) مارس الماضي.

وعلى الرغم من خطورة الوضع اعتبر الطبيب أن الأوضاع ما زالت أفضل مقارنة مع شهر آذار/مارس الماضي "ولهذا السبب لم تعلن الحكومة حالة الطوارئ القصوى بعد بل تركت لمدراء الشرطة في المناطق الحرية باتخاذ إجراءات على مستوى محلي في حال كانت المستشفيات تعاني ضغطا شديدا".

وشرح الطبيب أشقر مفهوم معنى الضغط على المستشفيات قائلا :"يمكن القول إن المستشفيات تعاني ضغطا شديدا عندما تتخطى نسبة مرضى كورونا المتواجدين في العناية الفائقة 30 بالمئة من مجمل عدد المرضى في العناية الفائقة. في باريس تعاني المستشفيات اليوم ضغطا كبيرا لأن نسبة مرضى كورونا في العناية الفائقة تمثل قرابة 35 بالمئة من مجمل عدد المرضى الذين يستدعي وضعهم العناية المركزة. في مناطق أخرى يعد الضغط أقل بكثير لأن نسبة مرضى كورونا في العناية المركزة لا تتعدى 18 بالمئة".

وختاما قال الطبيب أنطوان أشقر إن المستشفيات في فرنسا أنشأت خلايا أزمة حيث يجتمع الأطباء أسبوعيا لتقييم الأوضاع مضيفا أن الوضع لم يصل بعد لمستوى الخطر الذي كان عليه شهر مارس الماضي وأن المستشفيات تستعد لكافة السيناريوهات.

هذا وأعلن مدير شرطة باريس، ديدييه لالمون خلال مؤتمر صحافي أمس الاثنين عن سلسلة إجراءات تطبق ابتداءا من اليوم الثلاثاء وتستمر لغاية 15 يوما بهدف تخفيف حدة انتشار الفيروس.

وقال لالمون في مؤتمر صحافي:"ابتداء من يوم غد الثلاثاء سنغلق جميع المقاهي والحانات في باريس وضواحيها".

وأضاف: "المطاعم ستُبقي على أبوابها مفتوحة لكن ضمن شروط صحية صارمة ومحددة".

وأشار لالمون إلى أن السلطات ستمدد الإغلاق المفروض على قاعات الرياضة كما ستمدد منع جميع التجمعات التي يتجاوز عدد المشاركين فيها عشرة أشخاص بالإضافة لتمديد منع جميع النشاطات الثقافية التي يتخطى عدد المشاركين فيها الألف شخص.

وفي نفس السياق أضاف قائلا: "سنفرض الإقفال على جميع المسابح والنوادي الرياضية لكننا سنجري استثناء عندما يتعلق الأمر بمشاركة القصّر بنشاطات رياضية".

وسجلت فرنسا أمس الاثنين 5084 إصابة خلال 24 ساعة ليبلغ إجمالي الحالات 624274 كما سجلت 70 حالة وفاة ليصل الإجمالي إلى 32299.

أفكارك وتعليقاتك