محمية أشجار القرم والحفية بمدينة كلباء ..تنوع حيوي وبيئي فريد

محمية أشجار القرم والحفية بمدينة كلباء ..تنوع حيوي وبيئي فريد

من علياء بن درويش الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 26 اكتوبر 2020ء) تعتبر محمية أشجار القرم والحفية في مدينة كلباء من المناطق الغنية بتنوعها الحيوي، بسبب التنوع في الموائل الطبيعية في المنطقة من سواحل وسبخات وجبال، بالإضافة إلى غابات القرم، وتتميز المحمية بكونها موطناً رئيسياً لأنواع كثيرة من الكائنات الحية المهددة بالانقراض، مثل السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر، إذ تعتبر بيئة ملائمة لعيشها بحيث أنها تتغذى على الاسفنج والنباتات البحرية والطحالب والسرطانات البحرية.

وتمتاز المحمية باحتوائها على العديد من النظم البيئية الخصبة والمتنوعة، تتمثل في البيئات الساحلية لأشجار القرم والمستنقعات والسبخات الملحية والطينية، وتلعب دوراً رئيسياً في توفير البيئة الملائمة لتكاثر عدة أنواع من الكائنات الحية.

(تستمر)

وقالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة في تصريح لوكالة أنباء الامارات " وام" إنه تم الإعلان عن محمية أشجار القرم والحفية في مدينة كلباء، محمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم 27 لسنة 2012، الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي من أهم المواقع الإيكولوجية في الدولة، والتنوع الايكولوجي والبيولوجي فيها يجعلها معقدة بيئياً، وبالتالي ذات أهمية عالية، وتعد المحمية ملاذاً لعشاق الطبيعة، وهي موطن لأقدم غابات القرم الطبيعية في المنطقة، وملاذاً للعديد من الطيور النادرة والأنواع البحرية الفريدة التي توجد في هذا الموقع.

ولفتت إلى أن عدد أشجار القرم التي تمت زراعتها في المحمية من خلال فرق الهيئة وشركائها الاستراتيجيين بلغ 200 ألف شجرة، وتسند زراعة القرم في المحمية إلى خبرة عريقة وتجربة ثرية تمتلكها إمارة الشارقة عموماً، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية خصوصاً، وهي تمتد على مساحة 4,997 كيلومتر مربع، وتمتاز بأنها أرض رطبة ذات أهمية دولية ، حيث تم اعتماد تسجيلها ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة /رامسار/ سنة 2013، بسبب دعمها لفصائل مهددة من الكائنات الحية، كما أنها تمتلك أهمية عالمية كبيئة مهمة لتكاثر العديد من أنواع الطيور النادرة، حيث تميزت بانفرادها كموقع تكاثر لطائر الرفراف المطوق العربي.

وأشارت إلى أن أشجار القرم تعتبر بيئة مهمة لتكاثر أنواع من الطيور الساحلية المحلية، ومحطة أساسية للطيور المهاجرة في فصل الشتاء، وتنمو هذه الأشجار في تربة ذات معدلات أكسجين منخفضة، وتتحمل ملوحة مياه البحر، ولها دور كبير في المساعدة على استقرار الساحل، عن طريق الحد من عوامل التعرية التي تسببها العواصف والتيارات والأمواج، كما تقوم بامتصاص وتخزين "الكربون الأزرق" بشكل مستمر وبمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية، وتعمل على تخزين الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يسهم في التخفيف من آثار تغير المناخ والاحتباس الحراري.

و أضافت هناك أهمية طبيعية وإيكولوجية لموقع محمية أشجار القرم والحفية، بالإضافة إلى أهميتها التاريخية والتراثية، حيث يوجد بالقرب من موقع المحمية العديد من المواقع التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، من بينها الحصون والمدافن ومجموعة من الأعمال الفنية والرسوم والنقوش المحفورة على الجدران الصخرية للجبال.

ويتكون النظام البيئي للمحمية من قسمين، الأول: بيئة غابات أشجار القرم التي تمتاز بارتفاعها الشاهق وصلابتها، حيث تنمو هذه الأشجار في التربة ذات معدلات أكسجين منخفضة، وتعرف أيضاً بتحملها لملوحة مياه البحر حيث أنها تتلائم مع الحرارة المرتفعة وتساعد أشجار القرم كذلك على استقرار الساحل عن طريق الحد من أضرار عوامل التعرية التي تسببها العواصف والأمواج، والتيارات، والمد والجزر. والثاني: البحيرة المتصلة التي أنشئت صناعياً، وتتميز بكثافة تكاثر الطحالب المهمة والضرورية في إتمام عملية التمثيل الضوئي، لتوفير الغذاء الوفير للأحياء البحرية.

و تعتبر محمية أشجار القرم والحفية موطناً للكثير من الفصائل المختلفة للأسماك في مراحل مبكرة من النمو، وعلى ضوء البحوث والدراسات التي قام بها فريق العمل من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الخور تم تحديد 90 نوعاً من الأسماك، ومن أشهر الأسماك الموجودة في المحمية سمك النهاش والشبوط وغيرهما من الأسماك المحلية التي لها قيمة اقتصادية عالية، بالإضافة إلى سرطان البحر، ومن الملاحظ أن معظم الأسماك الموجودة في المحمية في مراحل النمو المبكرة وستهاجر بعد نضوجها ما يدعم الصيادين المحليين. كما لوحظ زيادة في الأسماك المفترسة مثل القروش والراي /الرقطية/ والعقام والتي تحتاج إلى مناطق شائعة تتوافر فيها الأسماك بكثرة حتى تتغذى عليها، وأظهرت الدراسات التي قام بها فريق البحث العلمي في الهيئة وجود تنوع كبير في أصناف اللافقاريات الموجودة في محمية القرم والحفية، منها الرخويات، ذوات الصدفتين وقنافذ البحر وسرطان البحر والروبيان والحبار التي تعتبر مصدر غذاء لكثير من الحيوانات مثل الأسماك والطيور والسلاحف.

وتعد المحمية الموطن الوحيد لتكاثر طائر الرفراف المطوق العربي، وهو أحد الطيور المهددة بالانقراض حسب المنظمة الدولية لصون الطبيعة، ويتم إجراء مسوحات لتعداد طائر الرفراف المطوق العربي خلال موسم التزاوج /أبريل-أغسطس/ وقد أظهرت المسوحات أن كثافة طيور الرفراف المتواجدة في مدينة كلباء جيدة وطبيعية، بالإضافة إلى كون محمية القرم محطة أساسية للطيور المهاجرة في فصل الشتاء.

وسجل الباحثون أول وجود لكائن خيار البحر في المحمية، وهو يعتبر من الكائنات اللافقارية التي تنتمي إلى فصيلة الشوكيات، وهو أحد الكائنات الحية المهددة بالانقراض، ويحظى هذا الحيوان بأهمية اقتصادية كبيرة، وقد جرى تعرض هذا الكائن لخطر التهديد والاستغلال التجاري، إلّا أن تم تصنيفه كأحد الكائنات الحية المهددة بالانقراض.

أفكارك وتعليقاتك