فرنسا.. إعادة فرض حجر صحي في جميع أنحاء البلاد بعد أن خرج وباء "كوفيد-19" عن السيطرة

فرنسا.. إعادة فرض حجر صحي في جميع أنحاء البلاد بعد أن خرج وباء "كوفيد-19" عن السيطرة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 29 اكتوبر 2020ء) أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء اليوم الأربعاء، فرض حجر صحي في جميع أنحاء البلاد ابتداءً من يوم الجمعة المقبل ولغاية الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، على أقل تقدير، وذلك لمكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الذي انتشر بسرعة أكبر من المتوقع.

وقال ماكرون، في كلمة متلفزة توجه فيها إلى الشعب الفرنسي قائلا إن "الجهود التي قمنا بها كانت مفيدة لكنها لم تكفي والفيروس ينتشر بسرعة كبيرة جدا أكثر مما كنا نتوقع"، مضيفا "اتخذنا قرارات صعبة وضرورية لكن تبين لنا أنها غير كافية للقضاء على موجة تجتاح كل أوروبا".

وأكد ماكرون أنه "لا حل سحري ولا يمكننا أن نخلق وضعا مختلفا في منظومتنا الصحية في عدة أشهر"، مشيرا إلى أنه "قررت وبعد استشارة الخبراء الصحيين والأحزاب السياسية أن أفرض حجرا صحيا في كامل البلاد ابتداءا من يوم الجمعة المقبل".

(تستمر)

ودافع ماكرون عن الاستراتيجية التي اتبعتها حكومته لمكافحة فيروس كوفيد-19 قائلا إن "فرنسا كانت من الدول الأوائل في أوروبا من حيث عدد فحوصات كورونا"، وأضاف "استراتيجيتنا لمكافحة الوباء كانت جيدة لكن يجب أن نعترف أنه وككل جيراننا الأوروبيين غرقنا في الموجة الثانية". 

وتابع "تعلمنا من الماضي ولدينا اكتفاء في الأقنعة والمعدات الطبية وقمنا بتهيئة 7000 ممرض جديد".

وشرح ماكرون للشعب الفرنسي خياره بفرض حجر صحي على كامل البلاد قائلا إن "فرض حجر صحي على كبار السن فقط لن يكفي لإيقاف الفيروس وإن زيادة عدد أسرة الإنعاش لن يكون بدوره كافيا لوقف تزايد أعداد المصابين ولهذا السبب الخيار الأنسب للسيطرة على الوباء هو إعادة فرض حجر صحي كما حدث في الربيع الماضي".

وأكد ماكرون أن فرض الحجر الصحي هو الحل الأنسب لأنه لولا ذلك "فعند منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ستمتلئ كل أقسام العناية الفائقة في مستشفياتنا بمرضى كورونا".

ورفض ماكرون اتباع استراتيجية مناعة القطيع لأنه وفي حال حدث ذلك "سيصل عدد الوفيات إلى 400 ألف وهذا أمر غير مقبول".

وحول الإجراءات الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من منتصف ليل الخميس/صباح الجمعة قال ماكرون إنه "سيتم منع التجمعات كما سيتم منع التنقلات بين المناطق"، متابعا "سيتم إقفال كل الأماكن التي تحدث فيها تجمعات مثل المطاعم والمقاهي..."

هذا استثنى ماكرون المدارس والحضانات والمصانع والمزارع والإدارات العامة وكل ما يساهم في سير العجلة الاقتصادية الأساسية في البلاد من قرار الحجر بهدف الحفاظ على الحد الأدنى.

وقال ماكرون إنه يمكن للمواطنين الخروج من منازلهم "فقط للتوجه للعمل أو لزيارة الطبيب أو لشراء المأكولات" داعيا إياهم للبقاء في منازلهم قدر المستطاع واحترام القواعد.

هذا وأشار ماكرون إلى أنه سيتم إقفال الحدود الخارجية للبلاد (خارج دول الاتحاد الأوروبي) لكن سيتم السماح لأي مواطن فرنسي مقيم في الخارج بالعودة إلى بلاده إذا شاء ذلك.

وأخيرا قال ماكرون إن السلطات ستقوم بتقييم للوضع الصحي كل 15 يوم لكي تقرر عندها تشديد القيود أو تخفيضها.

وختم قائلا "نعيش أزمة اقتصادية واجتماعية لا مثيل لها بسبب فيروس كورونا لكني كلي ثقة بأننا نستطيع النهوض مجددا"

يذكر أن فرنسا تشهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد الإصابات والوفيات اليومية بفيروس كورونا المستجد لتبلغ مستويات مشابه لتلك التي وصلت إليها أواخر شهر آذار/ مارس الماضي مما يؤكد على مخاوف السلطات التي تخشى وضعا "كارثيا".

وتأتي هذه الزيادة القياسية في عدد الحالات بـفرنسا، في الوقت الذي فرضت فيه دول في جميع أنحاء أوروبا قيودا شاملة، في محاولة لإبطاء معدلات الإصابة المرتفعة.

أفكارك وتعليقاتك