المفكر البرازيلي ويلياندر سالمون: الإمارات.. أيقونة الشرق ومصدر إلهام للمبدعين في العالم

المفكر البرازيلي ويلياندر سالمون: الإمارات.. أيقونة الشرق ومصدر إلهام للمبدعين في العالم

- "بين الماضي والحاضر والمستقبل".. رحلة في كتابين لمفكر برازيلي زار الإمارت وسجل تجربتها الحضارية.

- سالمون: شجاعة القرار قادت الإمارات إلى وضع رؤى استراتيجية تحاكي التطور وتجسد الابتكار .

- سالمون: هنا وطن للتسامح والعطاء والتعايش السلمي ممارسة وليس مجرد نظرية .

ريو دي جانيرو في 9 ديسمبر / وام / يوما بعد يوم.. وعاما بعد عام.. منذ تأسيس دولتها الحديثة في 1971.. تزداد صورة الإمارات بهاء مع بزوغ شمس كل يوم جديد.. وترسخ قدمها لحظة بعد أخرى على الخارطة العالمية نموذجا ملهما للمفكرين، وموطنا للإبداع، وقبلة للمبادرات، ومركزا دوليا للإشعاع الحضاري، ونجما قطبيا يقود الجميع إلى قيم العطاء والسلام والتسامح والتعايش.

ولا يمكن تفسير وقوع الكثير من الكتاب والمفكرين وأصحاب الرأي من مختلف دول العالم في عشق النموذج الإماراتي الحديث، إلا من خلال ربطه بالقوة الناعمة لتلك الدولة الفتية، وقدرتها على الإلهام، ومكانتها كمنصة عالمية للتميز والريادة في الكثير من المجالات.

(تستمر)

ولم يعد غريبا أن نجد كل يوم عالما أو مفكرا أو باحثا يحاول اكتشاف سر جديد من أسرار التميز والإبداع في الإمارات من زاويته الخاصة، ليضيف إلى بريقها سطوعا جديدا، ويرسم خطا على لوحتها المشرقة.. ومن هؤلاء المفكرين والباحثين الدكتور ويلياندر سالمون أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان في جامعتي ميناس جيرايس واتينا البرازيليتين، والمحاضر في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي بهولندا التابعة لمحكمة العدل الدولية، الذي ألف كتابين عن دولة الإمارات باللغتين البرتغالية والإنجليزية، الأول تحت عنوان" اكتشاف الإمارات.. تاريخ الدولة التي أصبحت واحدة من أقوى دول العالم"، والثاني تحت عنوان " أبوظبي – الماضي والحاضر والمستقبل".

ويتناول كتاب " اكتشاف الإمارات" تاريخ الدولة ما قبل الوحدة، وخلال حقبة زايد المؤسس، ثم المرحلة الحالية تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وثقافتها ومعالمها السياحية، والرموز الوطنية، ودور المرأة، والتقاليد والعادات والتراث، إضافة إلى الملامح الاستراتيجية التي قادت خطط الدولة للنمو والازدهار.

وأكد الكاتب أن هدفه هو توفير البنية الأساسية لأي مواطن لاتيني أو أوروبي، لاكتشاف دولة الإمارات والتعرف عليها عن قرب، خاصة أن معظم من تناولوها بالكتابة في تلك المناطق كان محور تركيزهم هو الاقتصاد والسياسة.

وقال : " هدفي هو تقديم الإمارات من كل الزوايا الممكنة، ورواية تاريخ دولة أصبحت واحدة من أقوى دول العالم، وأكثرها ازدهارا، ومما لا شك فيه أن الإمارات دولة عريقة لديها تاريخ طويل، وحضارة قديمة، وكان من الضروري أن أركز أيضا على مدى تطور الشعب الإماراتي من مجتمع كان يعيش وسط ظروف قاسية، ببنية تحتية بسيطة للغاية، وكيف تمكن هذا الشعب من إنشاء دولة حديثة باتت "أيقونة الشرق"، وأصبحت واحدة من أهم دول العالم جذبا للاستثمارات، واستقطابا للعقول والخبرات والكفاءات، ونموذجا عالميا في تحقيق الوحدة والنهضة في آن واحد، بعكس الكثير من دول العالم التي تملك الثروة والكثافة السكانية ، ولكنها لم تنجح في تحويل قدراتها الذاتية إلى دولة عصرية قوية مثلما فعلت الإمارات".

ويمثل الكتاب من صفحته الأولى إلى آخر سطر فيه دعوة لاكتشاف الإمارات، وأسباب قيام دولة الاتحاد، وشجاعة قادتها في وضع رؤى استراتيجية على مدى العقود الماضية، تحاكي التطور والابتكار، وتؤكد في كل لحظة أن كلمة المستحيل ليس لها وجود في مسيرة تلك الدولة.

أما الكتاب الثاني الذي خصصه الكاتب للعاصمة " أبوظبي..بين الماضي والحاضر والمستقبل"، فقد تناول حجم التطور الهائل الذي نقلها من مركز صيد صغير على صفحة الخليج العربي، إلى واحدة من أحدث عواصم العالم، مرورا بحكومتها وتاريخها، وقادتها واقتصادها، وتقاليدها وثقافتها ومناطق الجذب السياحي بها مثل متحف اللوفر، وقصر الإمارات، ومسجد الشيخ زايد، ومدينة مصدر، وبيت العائلة الإبراهيمي، والسفارات والقنصليات.

وركز الكاتب أيضا على التأثير الإقليمي، والاستراتيجيات السياسية للمستقبل، ورؤية أبوظبي 2021.. مؤكدا أنها من أفضل الأماكن للعيش والعمل والدراسة والترفيه في العالم، كونها مدينة هادئة ونابضة بالحياة، تقدم خيارات لا حصر لها من التراث الثقافي الذي يعد مزيجا من القيم العالمية مع التقاليد العربية الإسلامية.

وقال الدكتور ويلينادر سالمون في تصريحاته لوكالة أنباء الإمارات" وام": " كنت محظوظا بزيارتي للإمارات في يناير من عام 2017.. كنت قد قرأت وسمعت عنها الكثير.. لكنها كانت مختلفة تماما عند زيارتها، كانت أروع مما تخيلت.. حرصت على أن أرى أكثر مما قرأت في الكتب والمجلات.. وكنت أبحث في كل لحظة عن سر إبداع وتميز هذه الدولة.. زرت دبي والشارقة، وتنقلت بين البستكية وسوق الذهب والصحراء، وعبرت خور دبي بمركب شراعي، وتناولت العشاء في جميرا. ثم زرت أبوظبي فوجدت مدينة نابضة بالحياة، مليئة بالحدائق والساحات الخضراء والشواطئ البديعة، وعندما دخلت إلى مسجد الشيخ زايد، شعرت أنني بداخل قطعة من الجنة على الأرض".

وتابع: " عدت مرات أخرى إلى الإمارات عامي 2019 و2020 ، وزرت قصر الحصن، وقصر الوطن، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وقلعة القاسمي، وبرج خليفة، وفي كل مرة كان بإمكاني معرفة المزيد عن الدولة وشعبها وثقافتها وقيمها وتراثها وتقاليدها، لمست بيدي أنها موطن التسامح والسلام والتعايش "ممارسة وليست مجرد نظرية".. أما عن السبب وراء حبي للإمارات فهو هذا الاقتراب.. فلم أشعر بالغربة عن وطني البرازيل الذي أبتعد عنها 12 ألف كم مربع، بل على العكس شعرت بأنني في وطني وبين أصدقائي من أول وهلة، وسألت عن سر هذا الشعور، فأخبرني كل من سألته من المقيمين بها أنهم يملكون الشعور نفسه، كما أن تجربتها الحضارية، وسرعتها في النمو عابرة حدود الزمن كلها عناصر تلفت انتباه أي مفكر، وتجعله يتخيل أحيانا أنه قد تخلص من عنصر الجاذبية الأرضية، ويمكنه فيها أن يحلق في الفضاء بعيدا عن أي قيود.. كل هذه أسباب دفعتني لحب الإمارات والتعلق بها".

أفكارك وتعليقاتك