وكالة السودان للأنباء تكشف: ترشيح أول فيلم سوداني لنيل جائزة أوسكار في تاريخ السودان

وكالة السودان للأنباء تكشف: ترشيح أول فيلم سوداني لنيل جائزة أوسكار في تاريخ السودان

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 30 ديسمبر 2020ء) كشفت وسائل إعلام رسمية في السودان، اليوم الأربعاء، عن ترشيح فيلم سوداني لنيل جائزة أوسكار العالمية، الحدث الذي يعتبر الأول في تاريخ السودان.

وذكرت وكالة "السودان" للأنباء، أن تلفزيون (ام بي سي) الأميركي ، تناول في تقرير له الأسبوع الماضي، ترشيح فيلم سوداني لأول مرة في تاريخ السينما السودانية​​​.

وحسب الوكالة السودانية، إن تقرير التلفزيون الأميركي ، تناول :" بعد ما يقرب من عامين على الإطاحة بالرئيس عمر البشير، يخطو السودان خطوات للانضمام إلى المجتمع الدولي، الذي كان منبوذًا فيه منه لفترة 30 عاما، بما فيها صناعة السينما، للمرة الأولى في تاريخه ، تقدم السودان بطلب لجوائز الأوسكار ، بترشيح فيلم "ستموت في العشرين"، وهو فيلم من إنتاج "كونسورتيوم" من الشركات الأوروبية والمصرية، ولكن مع مخرج وممثلين سودانيين حيث ينافس في فئة أفضل فيلم روائي طويل دولي".

(تستمر)

وتشير وكالة السودان للأنباء ، أن " قصة الفيلم تدور حول شاب تم التنبؤ بوفاته عن عمر 20 عامًا بعد ولادته بفترة قصيرة، ما يلقي بظلاله على سنوات تكوينه ، ويوازي الأعباء الملقاة على عاتق جيل من شباب السودان"، وأضافت أن" القصة مأخوذة من عمل للكاتب والروائي السوداني ، حمور زيادة "، و يقول النقاد إنها" تثبت المشهد الثقافي في السودان بدأ يستيقظ من جديد بعد عقود من القمع".

ويذكر أن ، إنتاج الفيلم تم خلال مظاهرات حاشدة ضد الرئيس السابق عمر البشير الذي أطاحت به انتفاضة شعبية اندلعت في 19 ديسمبر 2018 بعد حكم البلاد قرابة 30 عامًا.

وقال المخرج أمجد أبو العلاء لوكالة أسوشيتد برس: "لقد كانت مغامرة". "كانت هناك احتجاجات في الشوارع تحولت إلى ثورة مع بداية التصوير".

اندلعت انتفاضة السودان في أواخر عام 2018 ، ومع تضخم عدد الأشخاص في الشوارع ، وكثير منهم من الشباب ، تدخل الجيش وأطاح بالرئيس الإسلامي. منذ ذلك الحين ، شرعت البلاد في انتقال هش إلى الديمقراطية ، منهية سنوات من الحكم الثيوقراطي الذي حد من حريات الفنانين.

وأشارت وكالة الأنباء السودانية إلى أنه تم الإعلان عن تقديم الفيلم في نوفمبر الماضي من قبل وزارة الثقافة السودانية ، قبل شهر من الذكرى الثانية لبدء الانتفاضة.

وتعرف وكالة سونا ، بأن قصة الفيلم:" تؤرخ لحياة طفل في الستينيات في قرية نائية تقع بين نهري النيل الأزرق والأبيض حيث يؤمن سكانها إلى حد كبير بالمعتقدات والتقاليد الصوفية القديمة "، وتابعت" يبدأ الفيلم عندما تأخذ أم ابنها حديث الولادة إلى حفل صوفي في ضريح قريب كبركة عندما يباركه الشيخ ، يقوم رجل بملابس تقليدية برقصة تأمليّة ، ويتوقف فجأة بعد 20 لفة على الأرض، كنذير شؤم ، وهنا تقوم الأم الخائفة لتناشد الشيخ أن يقدم تفسيرا، لكنه يقول ، "أمر الله حتمي." في هذه المرحلة ، يفهم الجمهور أن هذه نبوءة بموت الطفل في سن العشرين، و يشعر الأب بالذهول والإحباط

، ويترك زوجته وابنه ، المسمى مزمل ، لمواجهة مصيرهما وحدهما".

ويكبر مزمل تحت العين الساهرة لوالدته شديدة الحماية ، التي ترتدي اللون الأسود تحسبا لـ وفاته المبكرة، فالنبوءة تطارده حتى الأطفال الآخرين يسمونه "ابن الموت".

وعلى الرغم من ذلك ، يثبت المزمل أنه فتى فضولي مليء بالحياة، تسمح له والدته بالذهاب لدراسة القرآن، وينال الثناء على حفظه وتلاوته للآيات ثم تأتي نقطة تحول ، يعود المصور السينمائي سليمان إلى القرية بعد سنوات من العمل في الخارج ، مزمل ، الذي يعمل الآن كمساعد لصاحب متجر في القرية ، يتعرف عليه من خلال توصيل الكحول إليه ، وهو من المحرمات الاجتماعية، حسب وكالة سونا.

سليمان الذي يعيش "حياة فاسدة" يفتح عيون مزمل على العالم الخارجي، من خلال مناقشاتهم ، بدأ يشك في النبوءة التي حكمت حياته حتى الآن ومزقت عائلته، ومع بلوغه التاسعة عشرة من عمره ، يأخذ مزمل على عاتقه أن يقرر ما يعنيه أن يكون على قيد الحياة ، حتى مع اقتراب الموت.

وتبين الوكالة السودانية أن الفيلم حصل على آراء إيجابية من النقاد الدوليين ، و تم عرضه لأول مرة في القسم الموازي لمهرجان البندقية السينمائي الدولي لعام 2019 ، أيام البندقية، وفاز بجائزة أسد المستقبل لأفضل فيلم أول - أول فيلم سوداني يفعل ذلك ، منذ ذلك الحين ، فاز بما لا يقل عن 20 جائزة في مهرجانات الأفلام في جميع أنحاء العالم.

و يقول أبو العلاء إن فريقه تصدى للعقبات في صنع الفيلم ، التي أطلقتها نفس البيئة المحافظة التي تصورها ، ويلقي باللوم على البيئة التي خلقها الرئيس السابق البشير ، الذي وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري مدعوم من الإسلاميين عام 1989، وتحت حكمه ، كانت الحريات الشخصية المحدودة تعني أن الفن كان ينظر إليه بارتياب من قبل الكثيرين.

وأضاف أبو العلاء، أن أحد التحديات الرئيسية هو أن السكان المحليين في موقع التصوير الأولي اعترضوا على وجودهم ، اضطر الطاقم إلى التحرك ، لكنهم ثابروا، ويواصل أبو العلاء حديثه : "اعتقدنا أنه يجب القيام بذلك تحت أي ظرف من الظروف". يقول إنه كان محظوظًا لأن فترة إنتاج الفيلم تزامنت مع لحظة التحول الثقافي للانتفاضة، لأن الحكومة السابقة لم تكن مؤيدة لعمله ،كما لقي الفيلم إشادات من داخل المنطقة.

وكتب عن الفيلم الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي "إنه فيلم حقيقي ومحلي للغاية يجعل الجمهور يشعر بكل تفاصيله أينما كان وأيا كان".

والفيلم هو الثامن فقط الذي يتم إنتاجه داخل السودان، يقول أبو العلاء" إن اختياره يظهر أن السودان لديه قصص لا حصر لها لا تزال غير مروية.

أفكارك وتعليقاتك