انفتاح السودان على العلاقات الخارجية يحفز نحو تحالف استراتيجي مع مصر والسعودية - خبراء

انفتاح السودان على العلاقات الخارجية يحفز نحو تحالف استراتيجي مع مصر والسعودية - خبراء

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 14 مارس 2021ء) شهد السودان مؤخرا، تحركات ملموسة تهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات الخارجية والتنسيق مع دول الجوار، والتي تمثلت في زيارات رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الخارجية، واستقبال سفن حربية أميركية وروسية في موانئ السودان.

يرى خبراء سودانيون أن انفتاح الخرطوم على العلاقات الخارجية، دفع مصر والسعودية إلى السعي نحو تعزيز العلاقات مع السودان وتكوين تحالفات -ربما- في المستقبل القريب لخدمة التعاون الاقتصادي والتجاري بينها، فضلا عن سعي القاهرة والرياض إلى التنسيق المشترك لحفظ الأمن والاستقرار في البحر الأحمر​​​.

أكد عميد معهد الدراسات السودانية والدولية في جامعة "الزعيم الأزهري"، حاتم صديق، أن "زيارة رئيس الوزراء السوداني ومعه وفد وزاري إلى القاهرة، الخميس الماضي، وقبلها زيارة الرئيس المصري، للخرطوم، تشير إلى انفتاح الخرطوم على العلاقات الدولية وهو من شأنه إحداث تغييرات بالمنطقة".

(تستمر)

وأضاف صديق، في تصريحات لسبوتنيك، اليوم السبت أن "مصر تسعى إلى تعزيز التعاون مع السودان، خاصة بعد التقارب الأخير للحكومة الغربية مع الخرطوم، ومنها زيارات السفن الحربية الروسية والأميركية إلى المياه الإقليمية السودانية خلال الأسابيع الماضية".

وقال صديق، إن "الحكومة المصرية لاحظت التسابق الدولي نحو دفع العلاقات مع السودان، ما جعلها تبحث عن موضع قدم في الخرطوم".

وأشار إلى أن "الرئيس المصري يريد خلق علاقات جيدة مع السودان، ولعب أدوار أكبر في شواطئ البحر الأحمر، فضلا عن الاطمئنان على حدود مصر الجنوبية".

وأوضح صديق، أن "العلاقات بين الدول تقوم على المصالح المشتركة في المقام الأول"، لافتا إلى أن "الإمكانيات الكبيرة للسودان في مختلف المجالات، يجعله محط أنظار وتنافس إقليمي".

من جانبه، أكد المدير السابق لهيئة الموانئ البحرية السودانية، جلال الدين شلية، أن "قاع البحر الأحمر غني بالذهب والنفط والمعادن النفيسة التي يمكن أن تحدث نقلة اقتصادية كبيرة حال النجاح في الاستفادة منها، والتي لن تتحقق إلا بتوافر الأمن الكامل".

وقال شلية، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، اليوم السبت إن "أمن البحر الأحمر مهم جدا للسعودية وهناك ارتباط التاريخي بين مينائي سواكن السوداني وجدة السعودي، إذ يعتبر ممر رحلات يومية بين البلدين سواء كانت لنقل الركاب أو البضائع".

وفي سياق متصل، أكد قائد عسكري سوداني رفيع، رفض ذكر اسمه، أن "البحر الأحمر يعد بؤرة لتقاطع العديد من المحاور العالمية التي تريد السيطرة عليه باعتباره الممر المائي الأهم على مستوى العالم".

وأوضح المصدر العسكري في تصريحات لوكالة سبوتنيك، اليوم السبت أن "اهتمام السودان والسعودية وتنسيق مواقفها تجاه أمن البحر الأحمر ربما يقرأ في هذا التوقيت تحديدا بأنه ميل تجاه المحور الأميركي، وربما يكون مدخلا لتعميق نفوذ إسرائيل فيه من واقع التقارب الذي حدث مؤخرا بين الكيان الصهيوني وعددا من الدول العربية برعاية أميركية، ما جعلنا نرى وصول سفن حربية أميركية متتالية إلى شواطئ بورتسودان في أزمنة متقاربة".

وأكد المصدر العسكري أن "التنسيق بين السعودية والسودان فيما يتعلق بأمن البحر الأحمر يمكن أن يقرأ في اتجاهات أخرى أيضا خاصة في الجوانب الاقتصادية إذ أنه يقطع الطريق أمام التطرف الإسلامي والحركات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين والتي أفردت لنفسها حيزا كبيرا في البحر الأحمر من خلال مشروعات تنفذها تركيا على البحر في السودان منها مشروع إعادة ترميم جزيرة سواكن".

وأضاف أنه "يقرأ أيضا التقارب السعودي السوداني، في اتجاه الاستفادة الاقتصادية من البحر الأحمر بإعادة بعث مشروعات مشتركة بين البلدين مثل مشروع (كنز البحر الأحمر لتعدين الذهب من باطن البحر)، فضلا عن مشروع قلب العالم الذي بدأت خطوات لتنفيذه في وقت سابق في جزيرة مقرسم السودانية المقابلة لشواطئ البحر شمال ميناء بورتسودان".

وأكد المصدر العسكري أن "زيارة رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك إلى السعودية لمناقشة أمن البحر الأحمر يمكن أن يقرأ مباشرة مع زيارة نفذها بعد بيوم واحد إلى القاهرة والتي التقى فيها الرئيس المصري، وناقش معه عديد من الملفات منها بالتأكيد ملف البحر الأحمر"، لافتا إلى أن "التنسيق حاليا ربما تجاوز البلدين لينضم اليهما مصر وربما ضم دولا أخرى ليكون حلفا من الدول المشاطئة لبسط السيطرة والهيمنة على المعبر المائي المهم".

أفكارك وتعليقاتك