فرنسا..​​​.الباريسيون في ظل حجر صحي جديد بين مؤيد ومعارض

فرنسا..​​​.الباريسيون في ظل حجر صحي جديد بين مؤيد ومعارض

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 19 مارس 2021ء) ابتداء من منتصف ليل اليوم الجمعة، سيضطر الباريسيون مجدداً وللمرة الثالثة خلال عام لاحترام قواعد الحجر الصحي الذي فرضته السلطات.

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستيكس، يوم أمس الخميس، عن فرض حجر صحي جزئي في 16 إقليماً في البلاد ضمنهم العاصمة باريس وضواحيها، بسبب التفشي السريع لفيروس كورونا.

وقال كاستيكس، أمس، إن عدد المصابين ارتفع خلال الأسابيع الأخيرة كما ارتفع عدد الذين يقبعون في العناية المركزة "بسبب المتحور البريطاني الذي أصبح يشكل ثلاثة أرباع نسبة المصابين".

ورغم أن الحجر الصحي الذي فُرض هذه المرة لمدة شهر لا يعدّ صارما مقارنة مع الحجرين الأول والثاني، إلا أن الامتعاض بات واضحا لدى جزء كبير من الفرنسيين الذين ضاقوا ذرعا من الوضع الحالي.

(تستمر)

وحسب القرار الجديد سيتم إغلاق جميع المتاجر باستثناء محلات المأكولات ( علما أن المطاعم والمقاهي والمسارح والمتاحف وقاعات السينما مغلقة منذ أكثر من خمسة أشهر ) كما سيتم منع التنقل بين المناطق الفرنسية المختلفة.

لكن وللمرة الأولى مقارنة مع الحجرين السابقين سيتم السماح للمواطنين بالخروج من منازلهم للتنزه أو شراء البضائع أو الذهاب للعمل من دون الحاجة لملئ استمارة تبرر تنقلهم كما سيتم السماح لهم بالتنقل ضمن مسافة لا تتعدى 10 كيلومترات من مكان سكنهم ( مقارنة مع 2 كيلومتر في السابق).

وتعبّر "مانون" وهي طالبة جامعية في باريس، تدرس علم النفس، تعبّر عن سخطها من الوضع الحالي "الذي طال جدا وبات غير محتملاً".

وتقول لسبوتنيك : "ظننا بدايةً أن سنة 2021 ستكون أفضل من الماضية لكننا أخطأنا الظن. السلطات باعتنا الأحلام ؛ قالوا لنا إن الوضع سيتحسن مع بدء حملة التلقيح، لكن أنظروا ماذا حدث. ما زلنا متأخرين جداً في عملية التلقيح والناس أصبحوا أصلا يخافون من اللقاحات بسبب كل الجدل الدائر حولها".

وتتابع :"أعيش في حالة اكتئاب منذ سنة ولا أرى النور في نهاية النفق. الإجراءات التي اتخذت أمس ستزيد من كآبتي".

وعلى الرغم من القيود الإضافية التي فُرضت وتأثيرها على الاقتصاد والحياة الاجتماعية، إلا أن البعض يراها شراً لا بد منه لمكافحة وباء كورونا وإنقاذ حياة البشر.

وبحسب "أرنو" وهو باريسي يعمل في شركة في قسم الموارد البشرية فإن الحجر الصحي الجديد "ضروري لأن لا حل آخر في الوقت الحالي".

وفي هذا الصدد يقول أرنو لسبوتنيك :"لا خيار آخر سوى فرض الحجر الصحي خاصة في ظل بطء عملية تسليم اللقاحات. الناس تعبت صحيح ، لكن إذا كان فرض الحجر الصحي يساهم بإنقاذ الأرواح وتخفيف الضغط على المستشفيات فليكن ذلك."

من جهته يرى "أرتور" وهو شاب في بداية مسيرته المهنية كموظف حكومي أن الإجراءات الجديدة "ليست لها قيمة إضافية لأن فرنسا تعيش أصلاً في حجر جزئي منذ أكثر من خمسة أشهر."

ويشرح قائلا :"نحن نعيش منذ مدة حظرا للتجوال، والمطاعم والمقاهي مغلقة، وارتداء الكمامات في الشارع وفي كل مكان إجباري ، وقواعد التباعد الاجتماعي مشددة...أين الفرق إذاً؟"

ويتابع : "القيود الجديدة لن تؤثر سلبا على حياتنا الاجتماعية لأن هذه الحياة انتهت أصلاً منذ بداية الجائحة. بالنسبة لي خبر إعلان الحجر الصحي كان كأي خبر عادي آخر".

هذا وتسعى السلطات الفرنسية إلى تلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين بهدف إيقاف انتشار الفيروس إلا أن بطء تسليم اللقاحات من قبل الشركات المصنعة حال دون الإسراع في العملية، ما أجبر السلطات الصحية على إعادة حساباتها وفرض حجر صحي وهو أمر سعى الرئيس ماكرون إلى تجنبه دون أن ينجح بذلك.

أفكارك وتعليقاتك