"زايد للدراسات" ينظم ندوة "التراث والإعلام"

"زايد للدراسات" ينظم ندوة "التراث والإعلام"

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 24 مارس 2021ء) نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات ضمن موسمه الثقافي أمس ندوة بعنوان "التراث والإعلام علاقة تفاعلية في تعزيز الهوية الوطنية"، تحدث فيها سعادة عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة المهرجانات والبرامج التراثية، وعيسى الميل الإعلامي المتخصص في البرامج التراثية، وحارب السويدي الإعلامي ومقدم البرامج التراثية، وناجية الكتبي الباحثة في التراث والإعلام، وأدار الندوة الدكتور محمد الفاتح الباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث.

وأكد سعادة عيسى سيف المزروعي في حديثه على دور الإعلام تجاه التراث وأهميته في حفظه وإبرازه، مشيراُ إلى أن التراث بدروه يخدم الإعلام بتوفير المادة والمحتوى، مضيفاً أن تشابه التراث الإنساني يجعل المادة التراثية تجد اهتماماً من مختلف الشعوب نسبة لتقارب العناصر التراثية.

(تستمر)

وشدد المزروعي على أن التعليم والإعلام وسيلتان أساسيتان لابد منهما لنشر التراث، منوهاً بأهمية الإعلام الموجه للأطفال في تشكيل هويتهم واهتماماتهم، وأكد أن البرامج والمبادرات التراثية يجب أن تنتقل من مرحلة التفعيل إلى مرحلة التدريس، متحدثاً عن تجربة كتاب السنع وتطبيقه في مدارس الدولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

وأشار إلى أن الدور الأهم للإعلام هو نشر ثقافة الدولة وتسليط الضوء على تراثها، قبل أن يتطرق إلى التحديات التي تواجه الإعلام بشكل عام في إنتاج المادة التراثية لكونها تحتاج إلى الوقت والصبر من أجل البحث والتوثيق.

وأكد عيسى الميل ما ذهب إليه المزروعي مشيراً إلى أن المادة التراثية تحتاج إلى تدقيق المعلومة والرجوع إلى مصادرها الأصلية مما يستهلك وقتاً أكبر في البحث، وأشاد بأهمية دور نادي تراث الإمارات في توفير المادة التراثية للإعلام داعياً إلى زيادة الإنتاج الإعلامي.

وقال الميل إن الهدف الأساسي للرسالة الإعلامية هو الجيل الحالي وأجيال المستقبل، ودعا إلى تقديم التراث إليهم إعلامياً بشكل جاذب وجميل بما يتناسب معهم، مشيراً إلى أن هناك فجوة بينهم وبين التراث حال تقديمه لهم كما هو .. ولفت إلى ضرورة فهم التراث، وأضاف "الحداثة لا تعني الجديد فقط، بل تعني أن نأخذ من الماضي لبناء حياتنا الجديدة ومستقبلنا".

ودعا حارب السويدي إلى الاهتمام بمختلف أنواع التراث وليس التركيز فقط على بعض العناصر إعلامياً أكثر من غيرها، متحدثاً عن أهمية التوزيع الجيد للمساحة الإعلامية لتغطي مختلف أوجه التراث، وطالب بأن تكون البرامج التراثية موجودة طول السنة في وسائل الإعلام، داعياً إلى الشراكة والتنسيق بين الإذاعات والقنوات ونادي تراث الإمارات.

واستعرضت ناجية الكتبي نتائج دراستها التي أعدتها عن التراث الشعبي في القنوات المتخصصة بالتطبيق على مجموعة من البرامج التي عرضت على قناة الوسطى باستخدام نظرية التأطير الإعلامي لتحليل المضمون.

وقالت إن النتائج التي توصلت إليها أفادت بأن البرامج تعتمد فقط على الرواة في غياب للمصادر التراثية الأخرى مثل الكتب والوثائق، كذلك فإن معظم البرامج تعرض باللهجة المحلية مع القليل من الفصحى، مشيرة إلى أهمية أن تحدد المؤسسات الإعلامية جمهورها ومن ثم تجد أفضل الطرق للتواصل معه.

وقدم الدكتور محمد الفاتح إضاءة حول قسم الإعلام في نادي تراث الإمارات الذي ترأسه السيدة سميرة عمر العامري، وقال إنه خلال سنوات عمله، رسخ القسم تقاليد مهمة ووضع أسساً قوية في مجال العمل الإعلامي المتعلق بالأنشطة التراثية، حيث اكتسب تجربة واسعة في هذا المجال مستفيداً من التخصصية التي تعمل في إطارها المؤسسة التي يتبع لها.

وأضاف أن خبرة القسم ووعيه بالعلاقة بين الإعلام والتراث، تتجلى في كون الكادر البشري بدءاً من السيدة رئيسة القسم، مروراً بالمحررين والمخرجين والمصورين والمنتجين، يعملون متناغمين في فريق عمل يتبع رؤية موحدة وواضحة لإنتاج المادة الإعلامية، بما يحقق أهداف المؤسسة في مجال التراث، عن طريق التركيز على إبراز عناصر رسالة النادي، مثل ربط التراث بالمجال العام، وتأصيل المجتمع، والإسهام في توازن معادلة الأصالة والمعاصرة.

ونوه بالطريقة التي يسلط بها القسم الضوء على مختلف أنشطة وفعاليات النادي التراثية، بما يتيح للمجتمع تفهم أدوار النادي ورسالته، ومن ثم استقطاب المزيد من أبناء وبنات الدولة إلى هذه البرامج والأنشطة، مضيفاً: يمكننا الإشارة باطمئنان، إلى أن قسم الإعلام في نادي تراث الإمارات، يمثل واحدة من الركائز المهمة التي تسهم في الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال العمل على تعزيزها لدى الأجيال الجديدة.

وشهدت الندوة عدداً من المداخلات والمقترحات التي تناولت أهمية تطوير التعاون بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات التراثية من أجل تطوير شراكة فاعلة تحقق الرسالة المرتجاة من العمل التراثي وتعزز دوره في بناء الهوية الوطنية.

حضرت الندوة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، وسعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، وسميرة العامري رئيسة قسم الإعلام في النادي، وبدر الأميري المدير الإداري بمركز زايد للدراسات والبحوث، ومسلم العامري الباحث في التراث الشفاهي بالمركز، ونخبة من الإعلاميين والباحثين في مجالات التراث والثقافة، وموظفي النادي والمهتمين.

أفكارك وتعليقاتك