تصعيد السيسي لهجته بشأن قضية سد النهضة اليوم يأتي ردا على التعنت الإثيوبي - خبير مصري

تصعيد السيسي لهجته بشأن قضية سد النهضة اليوم يأتي ردا على التعنت الإثيوبي - خبير مصري

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 30 مارس 2021ء) مصطفى بسيوني. اعتبر الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان، أن التصعيد الذي ظهر في لهجة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم  بشأن قضية سد النهضة، يأتي ردا على التعنت الإثيوبي، ولكنه يظل ضمن حدود الموقف المصري المعلن دائما​​​.

وقال السيسي، خلال مؤتمر صحافي عقده في الإسماعيلية اليوم الثلاثاء بمناسبة استئناف حركة الملاحة في قناة السويس بعد تعويم السفينة الجائحة إيفر غيفن أمس، "نتمنى الوصول لاتفاق قانوني وملزم بشأن سد النهضة".

وأضاف "لا مساس بمياه مصر"، محذرا من خطورة حدوث حالة من عدم الاستقرار في المنطقة في حال المساس بحصة مصر من مياه النيل.

وقال رسلان في تصريح لوكالة سبوتنيك، "حديث الرئيس السيسي متسق مع موقف مصر طوال الوقت، كانت هناك جهود تفاوضية مستمرة طوال الوقت، ومصر دولة لها تقاليد تشمل عدم طرح الخيار العسكري طالما هناك مفاوضات".

(تستمر)

وأضاف رسلان "اللهجة السلمية والتفاوضية التي انتهجتها مصر طوال الوقت قوبلت بتصعيد وتعنت أثيوبي. هذا التعنت لا يمتلك المقومات الكافية، وهو ما أثار حفيظة الرأي العام المصري وأثار غضبا كبيرا في مصر، وبدا كما لو كانت مصر متهاونة في حقوقها المائية".

وتابع رسلان "حديث مصر في مجلس الأمن مؤخرا وطرح القضية بوصفها قضية وجودية، والحديث عن طبيعة الأمن القومي المصري وحدوده وأبعاده، كل هذا يتفق مع كلمة السيسي اليوم، كما أن كلمة السيسي تأتي بعد إبلاغ الجانب الأثيوبي للمبعوث الأميركي الإصرار على الملء الثاني في موعده، وهذا هو التصعيد الحقيقي، وحديث السيسي يرد عليه".

وأكد رسلان "الرئيس السيسي في كلمته يؤكد على عدم قبول مصر بأي تنازل في حقوقها المائية، وهذا ليس تصعيدا بل هو الموقف الأصلي لمصر، والرئيس ينبه إليه مجددا".

وأضاف "استراتيجية مصر كانت دائما الحفاظ على التعاون والتشارك في التنمية والتكامل الإقليمي، وأثيوبيا تسعى لخطط أخرى تهدف بها للسيطرة على نهر النيل وتحويله إلى أداة هيمنة وصعود إقليمي على حساب الآخرين، ويبدو أن الخطة الأثيوبية لديها إسناد إقليمي ودولي، لأن إثيوبيا بمعايير القوة الشاملة غير قادة على إسناد تلك الخطة".

وأشار رسلان إلى أن "خطة مصر تعتمد على استنفاذ مسار التفاوض بالكامل وبعد ذلك لكل حادث حديث".

وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة عام 2011 من دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان، وفيما تقول إن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية، يخشى السودان من تأثير السد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، بما يؤثر على السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء، بينما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

وانتهت أثيوبيا في الصيف الماضي من الملء الأول لخزان السد من دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان بوصفهما دولتي المصب. وتطالب مصر والسودان بالتوصل لاتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد قبل إتمام عملية البناء وبدء مرحلة الملء، فيما فشلت المفاوضات طوال السنوات الماضية في التوصل لهذا الاتفاق.

أفكارك وتعليقاتك