روسيا لديها خبرة دبلوماسية وعليها مسؤولية لدعم مصر في ملف سد النهضة – خبير مصري

روسيا لديها خبرة دبلوماسية وعليها مسؤولية لدعم مصر في ملف سد النهضة – خبير مصري

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 12 أبريل 2021ء) سلمى خطاب. أكد رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد قنديل إن روسيا لديها خبرة دبلوماسية كبيرة وأدوات تمكنها من لعب دور في أزمة سد النهضة، في ظل تعثر المفاوضات الحالي، وعليها مسؤولية في دعم الشعب المصري في نيل حقوقه المائية​​​.

وقال قنديل في تصريح لوكالة "سبوتنيك" إن "روسيا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن المصري، وفي ظل تعثر المفاوضات الحالي وتعنت أثيوبيا، يمكن لمصر والسودان اللجوء لمجلس الأمن لمناقشة الامر وإيجاد حل".

مضيفا أن "المؤتمر الصحفي اليوم كشف أن روسيا متفهمة للموقف المصري، وهذا أمر جيد لأن روسيا أيضا لديها خبرة ممتازة في مثل هذه الأزمات، وهو ما ظهر في الأزمة السورية والأزمة الإيرانية، ويعطي دلالة على قوة الدبلوماسية الروسية في مثل هذه الحالات".

(تستمر)

وخلال مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المصري سامح شكري من القاهرة، أكد الوزير الروسي أن بلاده مستعدة لتقديم خبراتها لتقييم الموقف، نافيا أن تكون روسيا قدمت أي عروض للوساطة بين مصر والسودان وأثيوبيا، ومؤكدا على دعم مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية.

فيما دعا وزير الخارجية المصري روسيا إلى إلى استخدام قوتها الدولية لوقف أي إجراء أحادي في ملف سد النهضة، مؤكدا أن المفاوضات برعاية أفريقيا تتعثر بسبب التعنت الأثيوبي.

وحول الأدوات التي يمكن أن تستخدمها روسيا في حالة قررت التدخل لحل الخلاف بين الدول الثلاث، يوضح قنديل أن "معظم تسليح الجيش الأثيوبي هو تسليح روسي، وهناك مجالات كبيرة للتعاون والتنسيق بين البلدين، وهذه أحد الأوراق المهمة التي يمكن أن تجعل من الروس وسطاء في هذا الأمر، وهناك ربما تعاون اقتصادي بين روسيا وأثيوبيا في السنوات الأخيرة".

إضافة إلى ذلك، يشير الخبير المصري إلى "تواجد التاريخي الكبير لروسيا في أثيويبا، فطوال الحرب الباردة كان هناك شبه تحالف بين الروس أو السوفييت وبين الاثيوبيين، كما أن هناك تقارب ديني عبر الكنيسة بين الروس والأثيوبيين".

ويؤكد قنديل "روسيا أحد أهم الأطراف الفاعلة، لأنها أولا مهتمة بتحقيق الأمن والسلم في المنطقة، وثانيا لأنها عضو في مجلس الأمن الدولي، وفي هذه المرحلة، أعتقد أن مصر تتواصل مع كل الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لتبيان الخسائر والتأثير السلبي على الأمن والسلم الدوليين إذا ما استمرت أثيوبيا في تعنتها في المفاوضات واستمرت في إنكارها للحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل".

وشدد أن "روسيا عليها مسؤولية للتدخل وللقيام بمسؤوليتها، كعضو دائم في مجلس الأمن وكعضو دولي يرغب في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأيضا في ضوء العلاقات القوية التي تربط الشعبين المصري والروسي، فمن واجب الدولة الروسية والحكومة الروسية دعم الشعب المصري في نيل حقوقه المتعلقة بمياه نهر النيل".

وانتهت الأسبوع الماضي جلسات مفاوضات بشأن سد النهضة، عقدت على المستوى الوزاري في العاصمة الكونغولية كينشاسا من دون التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث.

واتهمت مصر والسودان أثيوبيا بالتعنت في المفاوضات، ورفض كل المقترحات لتطوير العملية التفاوضية؛ فيما اتهمت أديس أبابا الطرفين المصري والسوداني بالعمل على تقويض المفاوضات، وإخراجها من منصة الاتحاد الأفريقي الذي يقود المحادثات.

وتعتزم أثيوبيا بدء الملء الثاني للسد خلال في موسم الأمطار، الصيف المقبل، بشكل آحادي؛ وهو ما تحذر منه مصر والسودان.

وخلال السنوات العشر الماضية عقدت الكثير من الجلسات التفاوضية بين البلدان الثلاثة، بوساطات مختلفة، مثل الاتحاد الأفريقي وواشنطن وغيرهما؛ إلا أنها لم تسفر عن التوصل إلى اتفاق.

وتريد مصر والسودان اتفاقا ملزما لأثيوبيا، بشأن سنوات الملء وآلية تشغيله، والجهة التي يتم اللجوء إليها في حالة الخلاف؛ وهو ما ترفضه أديس أبابا رغم تكرار تعهداتها بعدم إلحاق الضرر بدول المصب أثناء ملء وتشغيل السد.

وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة "سد الألفية"، عام 2011؛ دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان.

وفيما تقول إثيوبيا إن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية؛ يخشى السودان من تأثير السد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، بما يؤثر على السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء.

وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

أفكارك وتعليقاتك