سيف بن زايد يشهد أولى مجالس الداخلية الرمضانية الافتراضية

سيف بن زايد يشهد أولى مجالس الداخلية الرمضانية الافتراضية

- المجلس الأول ناقش الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان، والعمل في المستقبل.

أبوظبي في 21 أبريل / وام / تحت رعاية وبحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، انطلقت مساء أمس "الثلاثاء" مجالس وزارة الداخلية الرمضانية الافتراضية في دورتها العاشرة للعام 2021، حيث ناقش المجلس الأول والذي أداره الإعلامي يوسف عبد الباري موضوعي الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان، والعمل في المستقبل.

وقدم سموه في بداية المجلس الشكر والتقدير للمحاضرين العالميين على حضورهما ومشاركتهما في مجالس الوزارة، داعياً الحضور للاستفادة القصوى من مثل هذه المنصات المجتمعية التي تساهم في إثراء المعرفة وتوعية المجتمع وإشراكهم في المواضيع والقضايا المختلفة.

(تستمر)

وتحدث البروفيسور ديفيد دي كريمر رئيس قسم الإدارة والتنظيم في كلية الأعمال بجامعة سنغافورة الوطنية، في موضوع الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان، حيث تناول تاريخ هذا العلم وتقنياته وأهميتها، ثم تناول المجالات التي من الممكن الاستفادة فيها من تقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع مستويات الخدمات وجودة الحياة وتعزيز الجهود الإنسانية في المجالات البيئية، ومحاربة الجوع، والآفات والكوارث.

وقال البروفيسور كريمر إن الذكاء الاصطناعي سيدفع الاقتصاد العالمي بنحو 15.7 تريليون دولار في العام 2030، مشيراً على أن استطلاعات الرأي لـ 1200 من المديرين التنفيذين حول العالم أكدت أن 63 % منهم قالوا إن الذكاء الاصطناعي سيقدم مستقبل خدمات أكبر وأفضل من الإنترنت بصورته الحالية، وأكد البروفيسور أننا نحن البشر؛ من سيقود هذه التغييرات وفق قواعدنا وحاجاتنا ولما هو في مصلحة البشرية، وأننا الآن بحاجة إلى إبراز أهمية القيادة والإدارة البشرية التي تتمتع بقدرات ومهارات تقنية.

وأوضح أن ما يحدد قيمة العمل والراتب والمزايا في المستقبل، هو المهارات الناعمة كما دعاها البروفيسور ومنها القدرة على حل المشكلات واستخدام المنطق، والتفكير التحليلي وغيرها وستبقى القيادة والتفكير وتحديد الخيارات بيد الكوادر البشرية المؤهلة.

وشدد كريمر على أهمية بناء الخطط لإدخال الذكاء الاصطناعي في العلوم التي يتم تدريسها في المدارس والجامعات ودعم جهود البحث العلمي والجامعات والفرق البحثية، لتعزيز جهودها في تسخير التقنيات لخدمة البشرية وأهداف التنمية، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءاً رئيسياً من خدمات المستقبل ومن الواجب على الحكومات والدول استثمار الذكاء الاصطناعي بمسؤولية في مختلف القطاعات الحيوية.

وتحدث في الموضوع الثاني /العمل في المستقبل/ الدكتور دانيال ساسكند، زميل في كلية علوم الاقتصاد بجامعة أكسفورد، الذي أوضح أن التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة لعبت دوراً كبيراً في تحديد الأعمال والمهن، وستستمر تأثيراتها في المستقبل، حيث باتت التقنيات والتطبيقات الذكية، مكوّناً رئيسياً في منظومة العمل بكافة أشكاله، وهي تسببت في تغييرات بنيوية بات يشهدها الواقع الذي نعيشه، فقد أثرت في الوظائف والأساليب التي نؤدي بها مهامنا وأعمالنا اليومية، وقال إن التأثير كان واضحاً على فئة العمالة غير الماهرة والتي وصفها بـ " العمال ذوي الياقات الزرقاء وكمثال عليهم المهن الزراعية والصناعية " فيما أنها كنت أقل تأثيراً حتى الآن، على العمالة الماهرة والموظفين الإداريين الذين وصفهم بـ " ذوي الياقات البيضاء وكمثال عليهم الأطباء إلى جانب المعلمين والمهندسين".

وقال إن عدد العاملين بالزراعة في أمريكا على سبيل المثال، انخفض من 26 % إلى 1 % من القوى العاملة خلال مائة عام، ولكن الإنتاج في الوقت الحالي يفوق أضعاف ماكان يتم إنتاجه في الماضي على الرغم من قلة الكوادر العاملة، ومن هنا تتجلى أهمية التركيز على التقنيات والقدرات المحوسبة وتغيير أنماط التفكير البشرية نحو اتجاهات مهنية ووظيفية تلبي حاجات العمل الحقيقية.

وأكد أنه من الضروري، البناء للمستقبل وفق رؤية استشرافية، تستوعب التغييرات والتطورات التقنية المتسارعة، وأنه يجب مواكبة ذلك من خلال التدريب الصحيح والمناهج والمخرجات الأكاديمية وتوفير البنى التحتية اللازمة لتأهيل الشباب وتوجيههم نحو علوم ومهن المستقبل، والتي من بينها علوم الطاقة المتجددة وعلوم البيانات والأمن الرقمي والطباعة ثلاثية الأبعاد والتعليم والعمل عن بعد.

حضر المجلس اللواء خليفة حارب الخييلي، رئيس مجلس التطوير المؤسسي بوزارة الداخلية واللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي مفتش عام وزارة الداخلية، واللواء سالم علي مبارك الشامسي وكيل وزارة الداخلية المساعد للموارد والخدمات المساندة إلى جانب القادة العامين للشرطة بالدولة وعدد من ضباط الوزارة وممثلين عن عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية المحلية والاتحادية وعدد كبير من أفراد المجتمع بلغ 1176 شخصا.

يشار إلى أن مجالس وزارة الداخلية في دورتها العاشرة، تقام للمرة الثانية عن بعد وعبر وسائل الاتصال المرئي، وذلك حرصاً من الوزارة على استمرار انعقاد المجالس في شهر رمضان المبارك لما لها من فوائد وقيمة علمية ومعرفية كبيرة، وفي نفس الوقت الالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية نظراً للظروف الصحية الحالية في ظل جائحة كورونا.

وتماشيا مع عام الخمسين تتناول مجالس هذا العام عدداً من الموضوعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والعمل في المستقبل، وجودة الحياة الرقمية، والتوازن بين الحياة والعمل والسعادة وجودة الحياة، إضافة إلى المواهب المبتكرة، ويشارك فيها نخبة من الخبراء والأكاديميين والمحاضرين العالميين ويديرها إعلاميون من مختلف وسائل الإعلام بالدولة، وتقدم المجالس المقترحات والتوصيات التي يتم متابعتها مع الجهات والهيئات المعنية.

أفكارك وتعليقاتك