عسكري تركي متقاعد: رد أنقرة على اعتراف بايدن بإبادة الأرمن سيتحدد عقب لقاء أردوغان به

عسكري تركي متقاعد: رد أنقرة على اعتراف بايدن بإبادة الأرمن سيتحدد عقب لقاء أردوغان به

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 27 أبريل 2021ء) سماهر قاووق أوغلو. استبعد اللواء التركي المتقاعد بيازيد قره طاش احتمال فرض الحكومة التركية عقوبات على الولايات المتحدة الأميركية على المدى القريب ردا على وصف الرئيس الأميركي جو بايدن أحداث 1915 التي وقعت في عهد الدولة العثمانية بالإبادة الجماعية للأرمن، فيما أكد أن بيان بايدن سيؤثر على العلاقات العسكرية بين البلدين​​​.

وقال قره طاش، في مقابلة خاصة مع وكالة سبوتنيك، "الصورة تشير إلى أن الحكومة التركية لن تتخذ أي خطوة للرد على بيان بايدن الذي وصف أحداث 1915 بالإبادة الجماعية للأرمن، إلى حين انعقاد الاجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي على هامش قمة زعماء حلف شمالي الأطلسي [ناتو] المرتقبة في حزيران/يونيو المقبل، فأردوغان أشار إلى هذا اللقاء في إطار تعقيبه على بيان بايدن".

(تستمر)

وأضاف: "أستبعد قيام تركيا في الوقت الحالي بإغلاق قاعدة إنجرليك وإلغاء الاتفاقيات العسكرية والدفاعية المبرمة مع الولايات المتحدة وهذا الأمر مرتبط باجتماع أردوغان وبايدن في [حزيران] يونيو المقبل والتطورات التي ستترتب عليه كما أن خروج تركيا من حلف الناتو أمر مستبعد تماما لأن الحكومة لا تستطيع اتخاذ هذا القرار بمفردها".

وأردف: "موضوع فرض عقوبات على أميركا يتعلق بالموقف الذي ستتخذه الولايات المتحدة الأميركية، وما إذا كانت ستغير موقفها أم لا".

وأعلن البيت الأبيض، السبت الماضي، أن الرئيس الأميركي جو بايدن "اعترف بصورة رسمية بتعرض الأرمن للإبادة الجماعية في ظل الإمبراطورية العثمانية"، فيما يمثل تنفيذ لتعهده خلال حملته الانتخابية.

وتابع قره طاش، وهو أحد الجنرالات السابقين في سلاح الجو التركي، قائلا "لا أتوقع أي تغيير في الموقف الأميركي الداعم لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سوريا، وهذا البيان الذي اتهم فيه بايدن تركيا بتنفيذ إبادة جماعية يحمل رسائل مبطنة  تتعلق بمواصلة دعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب ونيته تأسيس دولة لهم في سوريا مع تأكيده على وجوب التزام تركيا الصمت حيال ذلك، ولكن هذه عناوين مهمة وقد تؤثر سلبا على العلاقات التركية الأميركية على المدى المتوسط والبعيد".

وفي تعقيبه على تصريح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي الذي قال فيه "لا أتوقع تراجع العلاقات العسكرية مع تركيا بسبب بيان بايدن" أكد قره طاش أن: "بيان بايدن لا بد أن يؤثر سلبا على العلاقات العسكرية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية".

وتابع: "أرى أن التصريحات المعتدلة الهادفة لتليين الجو المتوتر بين البلدين ستكون مؤقتة على المدى القريب،  وهذا الموضوع لا يمكن نسيانه على المدى المتوسط والبعيد".

وأضاف: "اتهمت الولايات المتحدة الأميركية شريكها في حلف الناتو والذي تنفذ معه مناورات عسكرية مشتركة بارتكاب إبادة جماعية وتقول هذا لن يؤثر سلبا على العلاقات العسكرية بين البلدين، لكن هذا رأي كربي الشخصي، وأعتقد أن هذا البيان سيؤثر إن لم يكن على المدى القريب فلا بد أن يؤثر سلبا على العلاقات العسكرية بين البلدين طالما لا تنوي الولايات المتحدة العودة عن قرارها".

ولفت إلى أن كيربي أدلى بهذا التصريح لتليين الجو بعد بيان بايدن، موضحا أن "بيان بايدن الذي وصف فيه أحداث 1915 بالإبادة الجماعية جرح شعور الشعب التركي وبالتالي جرح شعور القوات المسلحة التركية أيضا".

من جانبه شدد الممثل الدائم السابق لتركيا لدى حلف شمال الأطلسي، أنور أويمن، في تصريح لوكالة سبوتنيك، على ضرورة الرد على بيان الرئيس الأميركي بايدن الذي فيه تركيا بارتكاب إبادة جماعية وعدم الاكتفاء بالإدانة.

وقال أويمن "حادث كهذا لا يمكن أن يمر دون رد وهذا الرد لا يحب أن يكون بالأقوال وردود الفعل والإدانة بل يجب الرد عليه بشكل ملموس وقوي".

وأضاف: "يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تريد استخدام حدث تاريخي في السياسة الحالية".

ووصف الدبلوماسي التركي بيان بايدن بالمؤسف مع الإشارة إلى ضرورة إعطائه الرد الذي يستحقه".

ولفت إلى أن الرئيس الأميركي أو الكونغرس الأميركي أو أي برلمان في العالم لا يملكون صلاحية وصف حادثة بالإبادة بل هذا القرار يتخذ من قبل محاكم البلد المعني أو محكمة دولية مختصة، لذا لا نعلم من أين استمد بايدن صلاحيته لوصف أحداث 1915 بالإبادة الجماعية.

وحول ما إذا كان يتوقع اتخاذ الحكومة التركية قرارا بفرض عقوبات على الولايات المتحدة ردا على بيان بايدن، قال أويمن: "لا توجد حاليا أي مؤشرات على استعداد الحكومة لفرض عقوبات على الولايات المتحدة أو اتخاذ خطوات للرد بشكل ملموس على بيان بايدن مثل إغلاق قاعدة إنجرليك أو إلغاء الاتفاقيات العسكرية بين البلدين ".

يشار إلى أن "الإبادة الجماعية للأرمن" أو "مذابح الأرمن" والتي تعرف أيضا بـ "المحرقة الأرمنية"، هي عملية قتل جماعي جرت لعرق الأرمن خلال فترة حكومة جمعية الاتحاد والترقي أواخر عصر الدولة العثمانية.

وتتراوح تقديرات ضحايا جريمة الإبادة التي جرت خلال الفترة بين عامي 1915 و1923، ما بين 800 ألف وأكثر من مليون شخص.

كما أجبرت عمليات الإبادة ملايين الأرمن على النزوح إلى دول عدة من بينها دول عربية.

أفكارك وتعليقاتك