قتال عنيف بين القوات الأفغانية وطالبان يدفع مئات المدنيين للفرار من منازلهم في عدة ولايات

قتال عنيف بين القوات الأفغانية وطالبان يدفع مئات المدنيين للفرار من منازلهم في عدة ولايات

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 04 مايو 2021ء)   رحيم الله خوغياني. اندلع قتال عنيف بين قوات الحكومة الأفغانية ومقاتلو جماعة طالبان في ولايات هلمند وقندهار وغزني وباغلان، حيث شنت طالبان هجمات عنيفة في الأيام الماضية، ما تسبب في خسائر كبيرة لدى الطرفين، وفرار المئات من المناطق التي اندلع فيها القتال​​​.

اندلع القتال في ولاية هلمند قبل ثلاثة أيام في عاصمة الولاية لاشكرغاه، وتصاعد، ما أدى إلى فرار العشرات من المناطق التي تشهد عمليات القتال، حتى وصلت القوات الخاصة إلى المساعدة.

وقال غل داد أحد الأشخاص الذي اضطروا للفرار من منازلهم لوكالة "سبوتنيك"، قتال عنيف اندلع في منطقة بوست قالا منذ الليلة الماضية، ما تسبب في تدمير العديد من المنازل، وقتل عدد من الأشخاص في بعض المناطق".

(تستمر)

نازح آخر اسمه حامد قال لـ"سبوتنيك" إن "طالبان تستخدم بيوت الناس كمخابيء، وتهاجم وتطرد المدنيين من منازلهم، ما يسبب لهم خسائر مادية وشخصية"، مضيفا "تركنا منزلنا وانتقلنا إلى مكان آخر آمن".

وأعلنت وزارة الدفاع أنها أرسلت قوات جديدة إلى الولاية للسيطرة على الموقف، وقالت الوزارة في بيان إنها "القتال مع طالبان في ولاية هلمند أسفر عن مقتل 106 مسلحين، وإصابة 37 آخرين إثرا غارات واشتباكات بين القوات الأفغانية ومقاتلي طالبان خلال الـ24 ساعة الماضية".

وعقب وصول القوات الخاصة، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أنها اخترقت سجنا لطالبان في لاشكرغاه، وحررت 27 سجينا.

وصباح اليوم الثلاثاء قال رئيس مجلس ولاية هلمند عطالله أفغان في تصريحات صحافية إن "مقاتلي طالبان سيطروا حتى الآن على 10 نقاط أمنية أفغانية في الولاية"، مضيفا أن "القتال أسفر عن مقتل 8 جنود أفغان وإصابة 19 آخرين".

وأضاف أنه "مع وصول تعزيزات للقوات الأفغانية من كابول تمت السيطرة على الأوضاع، لكن القتال ما زال مستمرا على بعد نحو 7 كيلومترات من المدينة".

في السياق ذاته، قال مدينة مصلحة اللاجئين في ولاية هلمند إن "القتال في الولاية أسفر عن نزوح نحو 1000 عائلة من لاشكرغاه والمناطق المحيطة بها".

ولفت .وزارة الدفاع أن 22 مقاتلا من تنظيم القاعدة [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] قتلوا أيضا خلال الهجمات.

اندلع القتال أيضا في منطقة مايواند بولاية قندهار الحدودية مع ولاية هلمند، وأغلق طريق (كابول – قندهار) السريع.

وقال مصدر أمنى إن "الشرطة نشرت عددا من نقاط التفتيش، لكنها أجبرت على التراجع حين زادت طالبان من الضغط على القوات الأفغانية".

وأمس الاثنين قتل 8 أشخاص وأصيب 5 آخرين في إطلاق قذيفة هاون على منزل في منطقة مايواند.

اندلع قتال عنيف أيضا في ولاية غزني بعدما أسرت طالبان 22 جنديا أحياء، في منطقة أرزو بوسط الولاية، وقالت وزارة الدفاع الأفغانية أنها أرسلت القوات الخاصة مساء الاثنين، للسيطرة على الأوضاع.

وبحسب الوزارة فإن 27 من مقاتلي طالبان قتلوا وجرح عدد آخر في اشتباكات مع القوات الأفغانية جنوبي الولاية.

قتل 9 جنود أفغان على الأقل في هجوم لطالبان على نقطة أمنية بولاية باغلان ليل أمس الاثنين.

وذكرت المصادر أن ما لا يقل عن 9 جنود قتلوا في هجوم لطالبان على نقطة أمنية بمنطقة جرخشاك بوسط ولاية باغلان ليلة أمس، فيما أسرت الحركة 16 جنديا واستولت على أسلحتهم.

امتد القتال أيضا لولاية هرات، حيث أعلنت وزارة الدفاع أنها استهدفت مقاتلي طالبان في الحي الفارسي بالولاية، ما أسفر عن مقتل 12 وإصابة 19 آخرين.

وتعاني أفغانستان من أعمال عنف ومواجهات دامية بين قوات الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"؛ رغم انخراط الطرفين في محادثات سلام، من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.

وبعد مفاوضات استمرت عدة سنوات وتعثرت أكثر من مرة، وقعت الولايات المتحدة وحركة "طالبان"، في شباط/فبراير 2020، بالعاصمة القطرية الدوحة، اتفاقا تاريخيا ينظم انسحابا تدريجيا للقوات الأميركية من أفغانستان، ويمهد لمفاوضات مباشرة بين حكومة كابول وطالبان.

ومؤخرا أعلن قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، أن الانسحاب بدأ من بعض القواعد في أفغانستان، موضحا أنه سيتم تسليمها للقوات الأمنية الأفغانية.

وحذر ميلر، حركة طالبان من تصعيد وتيرة العنف في البلاد، مع بدء الانسحاب التدريجي الأميركي من أفغانستان في الأيام السابقة، والذي يكتمل في 11 أيلول/سبتمبر القادم.

أفكارك وتعليقاتك