ختام "كلمات من الشرق"

ختام "كلمات من الشرق"

الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 04 مايو 2021ء) اختتمت هيئة الشارقة للكتاب معرض "كلمات من الشرق" الذي سلط الضوء خلال الفترة من 27 أبريل حتى 3 مايو الجاري على مجموعة كبيرة من المخطوطات والمقتنيات النادرة التي يرجع تاريخ البعض منها لأكثر من 800 عام حيث تحوّل مقرّ الهيئة في الشارقة إلى حاضنة لأهم الكتب وأندرها والتي تم جلبها من مختلف أنحاء العالم وتقدّر قيمتها المادّية بأكثر من 60 مليون درهم.

وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب :سعينا لأن يكون المعرض بوابة تفتح على أجمل ما أنتجه العقل وفرصة للاطلاع على قوة وتأثير الثقافة العربية والإسلامية في الحضارة الإنسانية عبر القرون وفي الوقت نفسه أردنا التعريف بالقيمة الخاصة التي تحملها المخطوطة ليس من خلال الكلمات والمعارف التي تحتويها وحسب بل باعتبارها عملاً فنيّاً مهماً تجاوز حدوده التاريخية وحافظ على وجوده على امتداد الزمن.

(تستمر)

وتابع العامري: لقد جاء تنظيم المعرض ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي لطالما دعانا للحفاظ على الإرث الإنساني والعمل على استمراريته وديمومته وتأكيداً على مكانة الشارقة كمنارة للعلم والمعرفة عربياً وعالمياً.

وعلى امتداد أيام الحدث تعرّف الزوّار على الكثير من التفاصيل والحكايات التاريخية عن كثب وذهبوا في رحلة عبر الزمن من خلال الإصدار الأول من موسوعة "وصف مصر" وهو عبارة عن 23 مجلّداً يضمّ 935 رسماً حيث تمثّل هذه الموسوعة أكبر عمل مخصص لدراسة حياة شعب من الشعوب حول العالم وتعتبر أحد أهم المصادر والمراجع التاريخية التي عمل عليها نخبة من العلماء والفنانين والمختصين بدراسة حملة نابليون بونابرت على مصر كما احتضن المعرض كتاب "الرحلة إلى بلاد فارس" للمستشرق "أندريان دوبري" الذي نشر عام 1819 ويروي فيه تفاصيل رحلته إلى آسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين وتركيا وأرمينيا وبلاد فارس.

واطلع زوّار المعرض على الإصدار الأول للمؤلف العثماني "الكاتب شلبي" وهو كتاب بعنوان "جهان نُما- مرآة العالم" الذي جاء بطبعة "إبراهيم متفرّقة" في القسطنطينية عام 1145 ويضمّ بين دفّتيه 40 خريطة ورسماً ملوناً من أبرزها خريطة شبه الجزيرة العربية ونماذج فلكية للكون وخرائط للمناخ والرياح وغيرها.

وقدّم المعرض لجمهوره فرصة العودة إلى القرن السابع عشر حيث تعرّفوا على مجسمات للكرة الأرضية كان أبرزها مجسّم وخارطة سماوية صدرت في روما بين الأعوام 1632 و1636 كما أتاح فرصة الاطلاع على نسخ قيّمة للعمل الأدبي الإنساني "ألف ليلة وليلة" بلغات عالمية مختلفة تمتاز بطبعاتها المتنوّعة وألوان أوراقها والرسومات التي احتوت عليها وهي مجموعة من مقتنيات معالي محمد المرّ رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم إلى جانب العديد من النسخ والإصدارات الأدبية والعلمية للعديد من المفكرين والفلاسفة والعلماء تعود إلى الأعوام من 1480 وصولاً إلى 1579 ميلادي.

وخصص المعرض زاوية أمام الجمهور للاطلاع على جماليات وتاريخ الفنون الإسلامية وفنّ نسخ المصحف الشريف وما مرّ به من تحولات حيث استضاف عشرات المخطوطات من مقتنيات وزير الصحة ووقاية المجتمع معالي عبدالرحمن بن محمد العويس تعود جميعها إلى مئات السنوات وكُتبت بأيدي أشهر خطاطي العالم الإسلامي.

كما ازدانت جدران الهيئة بمجموعات واسعة من الصوّر النادرة التي تناولت في مواضيعها الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للدول حول العالم خاصة المنطقة العربية ورصدت رحلات الحجّ وأخرى تناولت الكعبة الشريفة كما عرض الحدث عدداً كبيراً من الخرائط التي عرّفت بخطوط وحركة التجارة والملاحة المتّبعة قبل أكثر من مئتي عام إلى جانب ملصقات إعلانية سياحيّة يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر.

ونظّم المعرض سلسلة من الجلسات الحوارية والثقافية التي استضافت نخبة من الباحثين والمتخصصين في مجال المخطوطات الذين سلطوا الضوء على الكثير من القضايا التي تخدم الحفاظ على المخطوطات وحمايتها والإبقاء على حضورها وديمومتها بالرغم من مختلف التطورات الراهنة.

أفكارك وتعليقاتك