العراق يدين الهجوم الجوي الأميركي على أراضيه ويجدد رفضه لأن يكون ساحة لتصفية الحسابات

العراق يدين الهجوم الجوي الأميركي على أراضيه ويجدد رفضه لأن يكون ساحة لتصفية الحسابات

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 28 يونيو 2021ء) دان العراق، اليوم الإثنين، استهداف الطيران الأميركي لأجزاء من أراضيه، ونبه إلى أن ذلك الهجوم يمثل انتهاكا سافرا لسيادته، مجددا رفضه لأن تتحول أراضيه إلى ساحة لتصفية الحسابات.

وقال اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، في بيان، "ندين الهجوم الجوي الأميركي الذي استهدف ليلة أمس موقعاً على الحدود العراقية السورية وبما يمثل انتهاكا سافرا ومرفوضاً للسيادة العراقية وللأمن الوطني العراقي وفق جميع المواثيق الدولية"​​​.

وأضاف أن "العراق يجدد رفضه لأن يكون ساحة لتصفية الحسابات، ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات"، داعيا إلى "التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله".

(تستمر)

وتابع مؤكدا أن "العراق سيقوم بالتحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات لمنع حصول مثل هكذا انتهاكات".

من جهتها أكدت هيئة الحشد الشعبي في العراق، في بيان اليوم، أن القوات المستهدفة كانت تؤدي واجبها الرسمي تحت قيادة العمليات المشتركة لمنع تسلل عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي [المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] من سوريا إلى العراق ، نافية وجود مخازن ضمن المواقع المستهدفة.

وأوضحت الهيئة أنه "في الساعة الثانية من فجر اليوم الاثنين (28 حزيران [يونيو] 2021) قام الطيران الأميركي باستهداف ثلاث نقاط مرابطة لقوات الحشد الشعبي (اللواءان 14 و46) بمسافة 13 كيلومترا داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار".

وأضافت أن "الاعتداء أسفر عن ارتقاء 4 شهداء كانوا يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل عناصر داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق ضمن الواجب الرسمي لقوات الحشد الشعبي تحت قيادة العمليات المشتركة وغير منخرطين بأي نشاط ضد التواجد الأجنبي في العراق والذي سبق لهيئة الحشد الشعبي ان أوضحت موقفها منه مرارا وتكرارا".

وأكدت الهيئة على أن "نقاط الحشد الشعبي التي تعرضت للقصف لا تضم أية مخازن أو ما شابه خلافا للادعاءات الأميركية التي سردتها من أجل تبرير جريمة استهداف مقاتلي الحشد الشعبي، مشددة على الاحتفاظ بالحق القانوني في الرد على هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية".

وشددت الهيئة على أن "هذا الاعتداء يأتي في إطار إضعاف العراق وقواته الأمنية والحشد الشعبي الذين شهدت لهم أميركا وباقي دول العالم بدحر الإرهاب وإبعاد خطره وشروره عن كل العالم، كما ويصب في صالح تقوية الجماعات الإرهابية، كما أن هذا الاعتداء يمثل استهدافا لسيادة العراق"، مشيدة بـ "مواقف الحكومة العراقية وحرصها على حسم ملف إخراج القوات الأجنبية من العراق بما يحقق للبلد سيادته الكاملة على أراضيه وأجوائه".

وعلى الصعيد البرلماني، طالب تحالف "الفتح" في البرلمان العراقي [أحد أكبر التحالفات السياسية في مجلس النواب العراقي]، في بيان، الحكومة العراقية بفتح تحقيق حول الهجوم الأميركي، داعيا إلى إخراج القوات الأجنبية وخصوصا الأميركية بشكل فوري من العراق.

وقال التحالف إنه "بهذه العملية الجبانة تثبت القوات الأميركية مرة أخرى عدوانيتها للشعب العراقي ولأبنائه في الحشد الشعبي الغيارى وبدون أي وجه حق وهو يدل على الغضب الأميركي من  الاستعراض الناجح الذي أقامه الحشد الشعبي وبحضور القائد العام للقوات المسلحة في الأيام الأخيرة".

وأضاف أن "هذه الحادثة تثبت وبشكل جلي عبثية وجود القوات الأميركية وخطرها على أمن واستقرار العراق وتريد أن يبقى العراق مضطرباً وساحة للصراعات "، داعيا الحكومة إلى " الالتزام بالمنهاج الحكومي الذي تم التصويت عليه في البرلمان كشرط من شروط منح الثقة للحكومة وان يتم إخراج القوات الأجنبية خصوصاً الأميركية فوراً وبدون مماطلة او تسويف"، وطالب "القائد العام أن يفتح تحقيقاً حول هذا الاستهداف الغادر لأبناء الحشد وعلى وزارة الخارجية إدانه هذا العدوان" .

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية [بنتاغون]، في بيان، اليوم، أنها شنت، مساء الأحد، ضربات جوية ضد منشآت في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، موضحة أنها استهدفت "منشآت تستخدمها المليشيات المدعومة من إيران" في تلك المنطقة.

وقالت الوزارة إن الضربات "جاءت ردا على استخدام تلك المنشآت في شن هجمات بطائرات مسيرة ضد منشآت أميركية في العراق بواسطة "كتائب حزب الله" و"كتائب سيد الشهداء" العراقيتين؛ مضيفة أنها كانت ضرورية "لمواجهة التهديد ومحدودة النطاق بشكل مناسب".

واستهدفت الهجمات، التي جاءت بتعليمات من الرئيس الأميركي جو بايدن، موقعين داخل الأراضي السورية، وموقع واحد داخل العراق.

بدورها، أصدرت كتائب "سيد الشهداء" العراقية بيانا، اليوم، أعلنت من خلاله مقتل 4 من عناصرها في الهجوم الأميركي، موضحة أنه استهدف مقرات تابعة إلى "الحشد الشعبي" على الحدود العراقية السورية؛ وذلك في الساعات الأولى من فجر الإثنين.

من جانبها، أوضحت وكالة الأنباء السورية (سانا)، اليوم، أن المنطقة الحدودية مع العراق في ريف دير الزور الشرقي، تعرضت لقصف أميركي، أسفر عن مقتل طفل وإصابة 3 مدنيين، ووقوع أضرار مادية.

أفكارك وتعليقاتك