الأولى في تاريخها.. روسيا تقدم شكوى إلى المحكمة الأوروبية ضد الانتهاكات الأوكرانية

الأولى في تاريخها.. روسيا تقدم شكوى إلى المحكمة الأوروبية ضد الانتهاكات الأوكرانية

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 22 يوليو 2021ء) قدمت روسيا أول شكوى في تاريخها، إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، تتهم من خلالها السلطات الأوكرانية بانتهاك اتفاقية مجلس أوروبا لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

وتتعلق الشكوى بالأحداث التي أعقبت "التغيير باستعمال القوة للحكومة في أوكرانيا في فبراير 2014".

وأوضحت الوثيقة أن " الشكوى تتعلق بمجموعة انتهاكات رئيسية التالية: مسؤولية السلطات الأوكرانية عن مقتل المدنيين، والسجن غير القانوني وإساءة معاملة الأشخاص، بما في ذلك تلك التي حدثت في ساحة الاستقلال في كييف (الميدان) وفي مبنى النقابات العمالية في أوديسا في عام 2014 ، وكذلك في دونباس خلال ما يسمى بـ "عملية مكافحة الإرهاب".

وجاء في نص الوثيقة: "في الفترة من حزيران/ يونيو 2014 إلى الوقت الحاضر، لقي عدد كبير من المواطنين الروس - من السكان المحليين وضباط نقاط التفتيش (ضباط الجمارك وحرس الحدود) - حتفهم ، كما دمرت الممتلكات في روسيا وتضررت.

(تستمر)

في هذا الصدد ، تثير الشكوى مسألة الممارسات المنهجية للسلطات الأوكرانية التي تنتهك حقوق المواطنين الروس التي تضمنها المادة 2 من الاتفاقية (الحق في الحياة) ، المادة 3 من الاتفاقية (حظر التعذيب) ، والمادة 8 من الاتفاقية (الحق في احترام الحياة الخاصة والعائلية) والمادة 1 من البروتوكول رقم 1 للاتفاقية (الحق في استخدام الفرد للممتلكات دون عوا�

كما تضمنت الشكوى أن "أوكرانيا مسؤولة مسؤولية كاملة عن مقتل ركاب وأفراد طاقم طائرة الخطوط الجوية الماليزية بوينغ 777 ، رحلة رقم "ام اتش17" وكذلك عن التسبب في معاناة أقارب الضحايا... لعدم اتخاذ تدابير لإغلاق مجالها الجوي".

وأشارت الشكوى ألى أنه "اعتبارا من عام 2014 إلى الوقت الحاضر، قامت السلطات الأوكرانية بتصفية سياسيين وصحفيين ومعارضين". كما تتعلق الشكوى بمجموعات انتهاكات منها "ممارسة قمع حرية التعبير واضطهاد المعارضين من خلال حظر عمل وسائل الإعلام ومنصات الإنترنت ، واضطهاد الصحفيين (الروس والأوكرانيين وغيرهم) إضافة إلى السياسيين والمواطنين".

ولفتت إلى أن "أوكرانيا هي دولة متعددة القوميات حيث يعيش حوالي ثلث السكان (29.6٪) من الناطقين باللغة الروسية، وفي الوقت نفسه ، مع وصول حكومة ذات عقلية قومية إلى السلطة في عام 2014 ، تقوم الهيئات الإدارية في أوكرانيا بالتمييز على نطاق واسع ضد السكان الناطقين بالروسية ، والقمع المتعمد والمستمر لمثل هؤلاء الأشخاص في أوكرانيا ومنع استخدام اللغة الروسية في المجال العام ، وفي المقام الأول في مجال التعليم الثانوي والعالي".

والجدير بالذكر، أن ساحة كييف الرئيسية - ميدان الاستقلال والمناطق المحيطة به بوسط العاصمة الأوكرانية شهد في شباط/فبراير عام 2014 ، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس الأوكراني آنذاك، فيكتور يانوكوفيتش، وقتل في الاشتباكات وإطلاق النار من جهة مجهولة أكثر من 100 شخص.

ويذكر أن مناهضي الميدان الأوكراني، تعرضوا في الثاني من أيار/مايو 2014 خلال اعتصامهم في ملعب كوليكوفو في أوديسا، إلى هجوم من قبل متطرفي القطاع الأيمن ( برافي سيكتر ) ومشجعي كرة القدم ( الالتراس )، حيث قُتل 48 شخصا من مناهضي الميدان، عندما اندلع حريق كبير في مبنى نقابات العمال، الذي لجأ إليه مناهضو الميدان أثناء هربهم من الملعب، فيما وصل عدد الذين أصيبوا خلال الواقعة إلى 250 شخصاً.

والجدير بالذكر أن السلطات الأوكرانية بدأت في شهر نيسان/أبريل من عام 2014، عملية عسكرية ضد سكان جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين، اللتين أعلنتا استقلالهما من طرف واحد، تعبيرا عن معارضتهما للانقلاب، الذي وقع في أوكرانيا في شهر شباط/ فبراير من نفس العام. ووفقا لآخر إحصاءات الأمم المتحدة – فقد تجاوز عدد ضحايا هذا النزاع الـ 13 ألف مدني.

هذا ويذكر، أن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان هي معاهدة دولية تهدف لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في قارة أوروبا، ووضع مسوَّدتها مجلس أوروبا - المُكوَّن حديثاً آنذاك - سنة 1950، وبدأ تطبيقها في 3 أيلول/سبتمبر سنة 1953. وجميع الدول الأعضاء في مجلس أوروبا مُوقِّعة على الاتفاقية حالياً، ويُتوقَّع من أية دولة منضمَّة حديثاً أن توقع عليها في أقرب فرصة متاحة.

أفكارك وتعليقاتك