أنقرة تعتبر أن "طالبان" لن تتمكن من إدارة مطار كابول بمفردها في ظل تهديدات "داعش"

أنقرة تعتبر أن "طالبان" لن تتمكن من إدارة مطار كابول بمفردها في ظل تهديدات "داعش"

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 29 أغسطس 2021ء) قالت تركيا إن حركة طالبان الأفغانية لن تقدر على إدارة مطار كابول بمفردها، مؤكدة صعوبة تطبيق مقترح إقامة منطقة آمنة بمحيط المطار إلا بشروط أولها موافقة الشعب الأفغاني.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي مشترك من تركيا مع نظيره الألماني هايكو ماس، "يجب معالجة أوجه القصور في مطار كابول الدولي، ونحن نبحث كل هذه الأمور بما فيه ترميم المطار مع كافة الأطراف بما فيها طالبان"​​​.

وأضاف، "نقول لطالبان بأنه من غير الممكن تأمينها لمطار كابول الدولي في ظل وجود مخاطر مثل داعش (تنظيم محظور في روسيا)".

وعن المقترح الفرنسي بإقامة منطقة آمنة بمحيط المطار برعاية أممية، قال أوغلو إنه "يجب أن ننظر إن كان من السهل عمليا تطبيق ذلك على الأرض"، مضيفا " هذه الأطروحة على الجميع دعمها إذا تبنتها جميع الدول، ويجب أن تتفق الرؤى الروسية والصينية مع باقي الدول، ولكن يجب انتظار رأي الشعب الأفغاني".

(تستمر)

فيما قال وزير الخارجية الألماني، حول عمليات إجلاء الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، " يجب التفاوض مع طالبان حول كيفية خروج هؤلاء الناس عبر البر حتى يتمكن الناس من مغادرة بلادهم بشكل آمن"، مضيفا أن هؤلاء " سيتم تقييم أوضاعهم وربما يذهبون برا لأوزبكستان وطاجيكستان".

وأكد أن "الدول المجاورة التي قد تتضرر [من موجة الهجرة من أفغانستان] عليهم أن يروا كيف يمكن أن يساعدوا".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي إن "الوضع الإنساني ملح ووصل لمستويات مقلقة وإن أرواح الناس على المحك بسبب الجفاف والمجاعة"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة حثت الدول على تقديم مساعدات مالية.

وأضاف أوغلو أنه "على المنظمات الإنسانية أن تتأكد من وصول المساعدات لأفغانستان" وأنه على الجميع فتح باب الحوار حول هذه الأوضاع.

وذكر أنه حال استمرار تلك الأزمة، "فسوف نقوم بدورنا الأخلاقي فمن غير الممكن تحمل عبء لجوء جديد لأنه ستصبح هماك أزمة هجرة عالمية تضر أوروبا التي يجب أن تفي بالتزاماتها".

وحول العلاقات بين تركيا وألمانيا، قال أوغلو إن العلاقات الثنائية تشهد تطورا في عدة مجالات على الرغم من فيروس كورونا.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، :"سوف نبذل الجهود بشأن عمليات الإجلاء من المطار، لهذا يجب أن يتم إعادة بناءه بعد مغادرة الأميركان"، مشيرا إلى أن "المطار تعرض للضرر ونحن نعرف أن حركة طالبان تريد المطار مفتوحا وبالتالي نحن مستعدون لتقديم مساهمات مالية وفنية إذا دعت الحاجة".

وذكر أنه على الرغم من عدم وجود رحلات مجدولة إلا أن الطيران التجاري يمكنه أن يستمر بهدف إجلاء الرعايا الألمان بالإضافة إلى الأفغانيين الراغبين في الرحيل الذين سيتم تقييم أوضاعهم وربما يذهبون برا لأوزبكستان وطاجيكستان.

وأضاف: "نؤمن أن مثل هذا التدفق للمهاجرين سوف يتزايد ويجب التفاوض مع طالبنا حول كيفية خروج هؤلاء الناس عبر البر حتى يتمكنوا من مغادرة بلادهم بشكل آمن".

وأشار ماس إلى ضرورة توفير المساعدة الإنسانية وأن الدول المجاورة التي قد تتضرر عليها أن تمد يد العون والمساعدة وأن ألمانيا على استعداد لتقديم مساهمة بناءة.

ونوه إلى استمرار الاتصالات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمسؤولين الفرنسيين حول مقترح ماكرون بتأمين المطار وما إذا كان ذلك سيتم برعاية أممية أم بالتعاون مع القوى الداخلية.

يذكر أنه مع بدء انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من أفغانستان في أيار/مايو الماضي، توالى سقوط الولايات الأفغانية بيد حركة "طالبان" المتشددة (المحظورة في روسيا) والتي سيطرت أخيرا في 15 آب/أغسطس على العاصمة كابول ما عدا مطارها الدولي الذي تمركزت فيه بقايا القوات الدولية حتى تأمين إجلاء رعاياها والانسحاب الكامل في آخر الشهر الحالي.

كما تمكن مقاتلو الحركة من دخول القصر الرئاسي في كابول بعد فرار الرئيس أشرف غني إلى الإمارات التي قالت إنها استضافته "لأسباب إنسانية".

وشهد مطار كابول حالة واسعة من الفوضى نتيجة اقتحام مئات المواطنين الصالات وحتى مدرج الإقلاع؛ في محاولة لمغادرة البلاد على متن الطائرات الأجنبية القادمة لإجلاء الرعايا والمتعاونين الأفغان.

وتجدر الإشارة إلى أن محيط مطار كابول شهد سلسلة من الانفجارات يوم الخميس الماضي في ظل عمليات الإجلاء، أسفرت عن مقتل نحو 200 شخص بينهم عسكريين أميركيين، وأعلن تنظيم "داعش خراسان" الموالي لتنظيم داعش الإرهابي [المحظور في روسيا] مسؤوليته عن الهجوم.

أفكارك وتعليقاتك