زكي نسيبة: جامعة الإمارات حاضنة وطنية ومركز إشعاع حضاري

زكي نسيبة: جامعة الإمارات حاضنة وطنية ومركز إشعاع حضاري

العين ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 01 سبتمبر 2021ء)   أكد معالي زكي نسيبة ، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات ، أن التعليم العالي في الدولة شكّل نقلة نوعية كبيرة  كماً ونوعاً من خلال زيادة عدد مؤسسات التعليم العالي بقطاعيها الحكومي والخاص، وطرح البرامج والتخصصات التي تلبي الطموحات للراغبين في مواصلة تعليمهم العالي، ورفد سوق العمل بأحدث وأرقى مخرجات التعليم، التي تواكب ركب التطور الحضاري المتسارع، لاسيما ونحن نستعد للاحتفال بالخمسين عاماً القادمة من عمر دولتنا الفتية، التي باتت بفضل قيادتنا الحكيمة والرشيدة  تتبوأ مواقع الريادة محلياً وإقليمياً ودولياً ،و تخطت كل التحديات التي فرضتها الظروف الطارئة لا سيما في مواجهة كوفيد- 19 .

(تستمر)

وقال معاليه في حوار خاص لوكالة إنباء الإمارات/وام/ إن جامعة الإمارات وعبر أربعة عقود  من تأسيسها على يد المغفور له، ، الشيخ زايد بن سلطان شكّلت وجهة أكاديمية وحاضنة وطنية بامتياز، وباتت مركز إشعاع حضاري وفكري، على مدار 45 عاماً، قدمت للوطن 41 دفعة من الخريجين، شملت قرابة 65 ألف خريجً وخريجة من كافة التخصصات الأكاديمية النوعية بمعايير عالمية، يشغلون مواقع القيادة والريادة في مختلف مؤسسات الدولة الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، رائدهم في ذلك الإبداع والابتكار وباتت الجامعة في مقدمة صفوف الجامعات الأكثر نمواً وتطوراً، وحصلت على تصنيف 5 نجوم ضمن تقييم منظمة كيوإس العالمية.

وتابع معاليه: لقد حملت قيادتنا الحكيمة والرشيدة على عاتقها مسألة تطوير التعليم في كافة مراحله، باعتباره محوراً رئيسياً للتنمية الوطنية المستدامة والشاملة، وأحد أهم معايير التطور، وأهم عناصر الثروة في الوطن، فالاستثمار في الإنسانِ هو أفضل أنواع الاستثمار..

وفي معرض حديثنا نستذكر مقولةَ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: "رهان دولة الإمارات سيكون الاستثمار في التعليم ،لأنهُ القاعدة الصّلبةُ للانطلاقِ في مرحلة ما بعد النفط".

ونوه إلى أن كلمات سموه تكشف عن رؤية قيادية ثاقبة لأهمية التعليم، وضرورة بناء أسس متينة لتعليم عصري يواكب طموح الإمارات في الخمسين عاماً المُقبلة وهذا ما تحرص عليه الجامعةُ في مسيرتِها التي تجسدت في التَّطلعات الطموحةَ إلى التميّز في صناعة المستقبل والحرص على الريادة.

وأكد أن الجامعة ستواصل عملها الدؤوب في تحقيقِ رؤية الدولة ، ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات الذكاء الاصطناعي ، وطرح برامج علمية مبتكرة ،تواكب أحدث التقنيات العلمية والعمل على  دعم جهود البحث العلمي النوعي والابتكارات والمشاريع في مجال الفضاء التي تُعدّ من أهم أهداف الجامعة، إلى جانب إعداد جيل  من الخريجين المؤهلين  تأهيلاً علمياً رفيعاً ،و يتمتعونَ بمهارات  فنية ومهنية عالية ،والذي سيُمكّن الجامعةَ من الاسهام في تحقيقِ متطلبات الأجندة الوطنية للدولة والاستعداد للخمسين عاماً القادمة حيث أطلقت الجامعة خطة طريق للعمل الأكاديمي لتكون جامعة المستقبل، تأكيداً على رسالتها المتطورة والمتجددة وتطبيق أفضل الممارسات الأكاديمية سواءً في برامج التعليم التأسيسية، أو برامج الدراسات العليا وتعزيز قدرات البحث العلمي .

وأوضح  الرئيس الأعلى للجامعة أن تطوير سياسة القبول واستيعاب الطلبة المتقدمين للتسجيل في الجامعة وبعد فتح الباب أمام الطلاب الدوليين، ارتفعت القدرة الاستيعابية الجامعية وشهدت الكليات اقبالاً كبيراً  لما تمثله من مكانة علمية وأكاديمية بمعايير عالمية فقد  بلغ عدد الطلبة المسجلين للعام   الأكاديمي21-22، وفق إحصاءات إدارة القبول والتسجل 3469 طالباً وطالبة في مختلف التخصصات ، وشهدت كلية الهندسة بمختلف تخصصاتها أعلى نسبة تسجيل بلغت  1223وفي كلية تقنية المعلومات 652،وفي كلية العلوم 427،كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية 381،كلية الإدارة والاقتصاد 276، كما شهدت كلية الطب والعلوم الصحية هذا  العام، تسجيل 202 طالبً وطالبة، وفق سياسة قبول متطورة وعالية المعايير لاختيار الطلبة المتقدمين، حيث تمّ ضم عدد من تخصصات كلية نظم الأغذية والزراعة لكلية الطب، كما بلغ عدد الطلبة المسجلين في كلية القانون 148 طالباً وطالبة، وكلية الأغذية والزراعة 142، وكلية التربية 39، أما برنامج الماجستير 462 وبرنامج الدكتوراة 123طالباً.

كما شهدت الجامعة في العام المنصرم قفزة نوعية في التعليم عن بُعد لمواجهة تحديات الأزمات والطوارئ في ظل جائحة كورونا ،وحققت تميزاً ونجاحاً كبيراً في مجال استمرار العملية التعليمية مع توفير كافة المستلزمات والمُتطلّبات المُساعدة، دون أي تأثير على جودة المخرجات الأكاديمية، وذلك باستخدام الموارد والكفاءات الأكاديمية والتقنية وفقاً لأعلى المستويات.

وبلغ عدد الطلبة الذين التحقوا بالتعليم عن بُعد خلال الفصل الدراسي الأول 10765 طالباً وطالبة، بنسبة 76 بالمئة، وفي شهر فبراير 11016 طالباً وطالبة بنسبة87بالمئة  وفي شهر مارس 1054 طالباً وطالبة، بنسبة 74 بالمئة، ،وفي شهر إبريل 9989طالباً وطالبة، بنسبة 71 بالمئة.

كما بلغ متوسط عدد المساقات عبر الإنترنت التي تستخدم التعليم الافتراضي في بلاكبودر، 1176 مساقاً، من أصل 1357 مساقاً، ومتوسط عدد أعضاء هيئة التدريس الذين يستخدمون التدريس عن بُعد 561 عضواً بنسبة 66 بالمئة.

وكان متوسط عدد ساعات التعليم عن بعد 1793 ساعة، وبذلك تمكّنت الجامعة من تحقيق تميّز نوعي في الاستمرار بالعملية التعليمية عن بُعد، وأوجدت نظاماً مرناً قادراً على مواجهة الظروف والتحديات الطارئة من منطلق الحرص على استمرار التعليم دون أي تأثر بالأزمات الخارجة عن الإرادة، وبنفس الكفاءات والمهارات وجودة المخرجات الأكاديمية.

وأوضح معاليه انه في إطار  الارتقاء بدور جامعة الإمارات من خلال تعزيز البحث العلمي والاهتمام بريادة برامج الدراسات العليا، فإن الجامعة تتطلع إلى أن تصبح جامعة المستقبل تتبوأ مكانة ريادية كجامعة بحثية، عبر التركيز بشكل أكبر على البحوث والدراسات العليا.

كما أوضح أن التوسع في برامج الدراسات العليا أدى إلى نمو مطرد في عدد طلاب، وقبول أفضل الطلاب على المستويين الوطني والدولي، من خلال 33 برنامجاً للماجستير  و25 برنامجًا للدكتوراة في تسع كليات و11 مركزًا بحثيًا ذات أهمية استراتيجية لتلبية احتياجات السوق في الدولة والمنطقة وتقوم الجامعة بمراجعة وتعزيز برامجها ،وإنشاء برامج جديدة في المجالات الناشئة مثل علوم الفضاء، والتغذية البشرية، وتحليلات الأعمال، وإنترنت الأشياء، والمعلوماتية وتقنيات الحوسبة، والطب الحيوي، كما تمّ إنشاء شراكات جديدة مع المؤسسات الدولية مثل برنامج الدكتوراة المزدوج في الهندسة الكيميائية مع جامعة لوفان وبرنامج الماجستير في التغذية البشرية مع كلية لندن الجامعية.

وأشار إلى أن النمو وزيادة الدعم لبرامج الدراسات العليا لدينا مثل برنامج منحة الرئيس الأعلى وبرنامج منحة الدكتوراة، لا سيما في المجالات الاستراتيجية للدولة يؤدي إلى المزيد من الإنجازات في المنشورات البحثية وبراءات الاختراع الدولية والجوائز التي تمّ الحصول عليها في الفعاليات الدولية والوطنية، وخبرة في البحث والتدريب في المؤسسات الدولية، والتوظيف الناجح في العديد من المؤسسات المختلفة. ويضم البرنامج حالياً 392 طالباً لدراسة الدكتوراة، من أكثر من 56 جنسية مختلفة ويعمل طلاب الدكتوراة مع شركاء محليين ودوليين لتقديم حلول بحثية للتحديات التي تواجهها الدولة، وسط بيئة تعليمية حيوية، حيث تعزز هذه الخبرات القيّمة فهم الطلاب للسوق العالمي المتطور واحتياجاته، بالإضافة إلى توفير العديد من فرص التواصل.

وقال معاليه إن جميع خريجي درجة الدكتوراة في الجامعة والبالغ عددهم 117 خريجا يعملون في مناصب أكاديمية وبحثية في وزارات الدولة. كما تستقبل الجامعة العديد من الطلاب القادمين للدراسة من الدول الأخرى، لذلك تكون تجربة الخريجين فريدة من نوعها في جامعة الإمارات، فهي لا تزوّد الطلاب بمهارات البحث والتعلم مدى الحياة فحسب، بل تزودهم أيضًا بمهارات القيادة والريادة.

وفي إطار تعزيز دور ومكانة البحث العلمي في الجامعة، كونه أحد معايير التطور والارتقاء والتقييم الأكاديمي العالمي قال معالي الرئيس الأعلى للجامعة إن  الجامعة أولت مسألة البحث العلمي اهتماماً خاصاً،من خلال مكتب النائب المشارك للبحث العلمي ، وبات في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لتقديم البحوث، التي تساهم في إيجاد الحلول ومواجهة التحديات وتلبية متطلبات التنمية الوطنية الشاملة وانطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة وتطلعاتها المستقبلية لمواكبة التطور، عملت إدارة الجامعة لتصبح جامعة ذات ريادة في مجال البحوث المكثفة والابتكار، بحيث تنسق مجموعة من الفرص البحثية الممولة داخلياً، والتي تكون مُتاحة للباحثين في جامعة الإمارات، ففي عام 2020 تمّ تمويل 111 مشروعاً، و127 مشروعاً بحثياً في عام 2019 ، و114 مشروعأ في عام 2018 وتقوم الجامعة بدعم التعاون الدولي مع جامعات رفيعة المستوى في مجالات محددة مثل برنامج التحالف المشترك بين الجامعات الآسيوية /AUA/، ففي عام 2020 قام مكتب البحوث والمشاريع الممولة بتمويل 14 مشروعاً بحثياً ،فيما تم تمويل 6 مشاريع بحثية في عام 2018. وفي عام 2021 تم تمويل 6 مشاريع بحثية، وذلك تفعيلاً لمذكرة التفاهم بين جامعة الإمارات والأكاديمية الصينية للعلوم ،ويأتي ذلك تماشياً مع استراتيجية الجامعة التي تسعى إلى خلق علاقات مميزة وقوية مع مؤسسات التعليم العالي المختلفة من داخل وخارج الدولة.

كما توفر الجامعة الدعم اللازم للبحوث الجامعية التي تتطلب مشاركة للطلاب غير الخريجين في الجامعة، وتهدف هذه المنح إلى تدريب الطلاب للعمل في البحوث العلمية من أجل إنشاء جيل مبتكر في مجال البحث  العلمي، ففي عام 2019 تم تمويل 186 مشروعاً بمشاركة 729 طالباً وطالبة من مختلف الكليات، وفي عام 2018 تم تمويل 159 مشروعاً بمشاركة 567 طالباً وطالبة، أما في عام 2017 فقد تمّ تمويل 119 مشروعاً بمشاركة 440 طالباً وطالبة.

وتوفر الجامعة أيضاً الدعم اللازم لطلبة الدكتوراة ومنحاً لما بعد الدكتوراة.

وبالرغم من جائحة كورونا، حققت الجامعة مستوى غير مسبوق في إنتاجيتها البحثية وجودتها. ففي عام 2020، احتلت المرتبة الأولى على مستوى الدولة، بناءً على إجمالي عدد الأوراق العلمية المنشورة /SCOPUS/ 1552 منشورًا بحثياً، وخلال عام 2021، زادت الإنتاجية البحثية بشكل ملحوظ، بحيث وصل عدد الأوراق العلمية المنشورة استنادًا إلى سجل 15 أغسطس 2021 إلى 1218 منشوراً.

  وبالإشارة إلى جودة نتائج البحث فقد تمّ في عام 2021 نشر 11.5٪ من المنشورات العلمية في أعلى 5٪ من المجلات العلمية، و26٪ من المنشورات العلمية في أعلى 10٪ من المجلات العلمية، و60.7٪ من المنشورات العلمية في أعلى 25٪. واستناداً إلى سجلات عام 2021، فقد زادت إنتاجية البحث بأكثر من 40٪ مقارنة بسجلات عام 2019 ومن المتوقع أن تصل مخرجات البحث إلى أكثر من 2000 منشور بحلول نهاية عام 2021.

وبين معاليه أن جامعة الإمارات تبنت استراتيجية متكاملة تهدف لدعم المشاريع البحثية والابتكارية وتوعية المجتمع الأكاديمي بأهمية حقوق الملكية الفكرية من خلال تكريس جهودها في تسجيل براءات الاختراع للهيئة التدريسية والطلبة والباحثين، ووضع آليات مناسبة لتطوير براءات الاختراع وتوظيفها للإسهام في توفير حلول للتحديات المجتمعية، وبناء اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة وفي هذا الإطار عززت الجامعة جهودها في زيادة عدد طلبات إيداع براءات الاختراع في مختلف  مكاتب براءات الاختراع الدولية، هذه الجهود تكللت بتسجيل الجامعة 397 براءة اختراع من عام 2007 إلى عام 2020، بالإضافة إلى تسجيل 17 براءة اختراع جديدة خلال النصف الأول من عام 2021 أما عن عدد براءات الاختراع الممنوحة فقد منحت الجامعة 160 براءة اختراع في الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2020 فيما منحت 28 براءة اختراع جديدة في النصف الأول من عام 2021.

أفكارك وتعليقاتك