الجامعة العربية: لا يمكننا التوسط في أزمة سد النهضة لأننا نقف بالكامل مع حقوق مصر والسودان

الجامعة العربية: لا يمكننا التوسط في أزمة سد النهضة لأننا نقف بالكامل مع حقوق مصر والسودان

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 04 سبتمبر 2021ء) أكدت جامعة الدول العربية، اليوم السبت، أنها لا تستطيع لعب دور الوساطة في أزمة سد النهضة، معللة ذلك بأنها تقف إلى جوار مصر والسودان مقابل إثيوبيا، وذلك على خلفية تعثر المفاوضات بين الدول الثلاث للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في مقابلة مع سبوتنيك ردا على سؤال حول إمكانية توسط الجامعة العربية في أزمة سد النهضة مثلما يفعل الاتحاد الأفريقي "هناك فارق بين دور الجامعة ودور الاتحاد الأفريقي لأن الجامعة بها عضوان أو طرفان للأزمة أما الاتحاد به الأطراف الثلاثة"​​​.

وتابع زكي "الطرف الثالث إثيوبيا هو الذي لجأ إلى الاتحاد ليتدخل أما الجامعة العربية لديها قرارات تؤيد موقف الدولتين الأعضاء فيها مصر والسودان ولذا نحن لسنا مؤهلين للوساطة لأننا نقف بالكامل مع حقوق مصر والسودان".

(تستمر)

جدير بالذكر أن جامعة الدول العربية أعربت، مطلع تموز/يوليو الماضي، عن "انزعاجها" لما ورد في رسالة وجهتها إثيوبيا إلى مجلس الأمن الدولي، تطالب فيها الجامعة بعدم التدخل في أزمة سد النهضة، فيما اعتبرت أديس أبابا أن تدخل الجامعة العربية، "يقوض العلاقات الودية والتعاونية بين الجامعة والاتحاد الأفريقي".

وكانت إثيوبيا قد أعلنت مؤخرا، إتمام عملية الملء الثاني لسد النهضة؛ في خطوة اعترضت عليها مصر والسودان، باعتبارها خرقا لاتفاق سابق حول التنسيق في إجراءات تشغيل السد.

وبدأت إثيوبيا في إنشاء سد النهضة في 2011 بهدف توليد الكهرباء؛ ورغم توقيع إعلان للمبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، الذي ينص على التزام الدول الثلاث بالتوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل السد عبر الحوار، إلا أن المفاوضات لم تنجح في التوصل لهذا الاتفاق.

وفيما تخشى مصر من تأثير السد الإثيوبي على حصتها من المياه؛ فإن لدى السودان مخاوف من أثر السد على تشغيل السدود السودانية.

وترفض إثيوبيا إشراك أطراف غير أفريقية في المفاوضات؛ مؤكدة على أهمية الاستمرار بالصيغة، التي يرعاها الاتحاد الأفريقي.

الأزمة بين الجزائر والمغرب

ومن ناحية أخرى حول الأزمة بين الجزائر والمغرب، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي "هذا الموضوع يتسم بصعوبة كبيرة، فهو خلاف قائم منذ أكثر من 4 عقود والعلاقات تشهد صعودا وهبوطا كثيرا".

وأكد زكي "نحن أعربنا عن استعدادنا للتدخل إذا وافق الطرفان".

هذا وتدهورت العلاقات بين المغرب والجزائر مؤخرا بشكل ملحوظ، لتعلن الجزائر نهاية الشهر الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، متهمة المغرب بتنفيذ "أعمال دنيئة" ضد الجزائر،

ويأتي القرار الجزائري بقطع العلاقات مع المغرب بعد تصاعد التوتر بين الجارين المغاربيين، فبعد اتهام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المغرب بـ"الأفعال العدائية"، ندد ملك المغرب محمد السادس، بـ"عملية عدوانية مقصودة" ضد بلاده "من طرف أعداء الوحدة الترابية"، دون أن يسميهم.

ومنذ عقود تشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب توترا، إذ تدعم الجزائر جبهة تحرير البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية التي تعتبرها الرباط منطقة ضمن أراضيها، وفي مقابل ذلك، دعا دبلوماسي مغربي في نيويورك لحق شعب منطقة القبائل بالجزائر في تقرير المصير، فردت الجزائر باستدعاء سفيرها في الرباط الشهر الماضي.

الصراع  الفلسطيني الإسرائيلي

وعلى صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال زكي "نؤيد تفعيل دور الرباعية الدولية بدون تحفظ"، مضيفا "المشكلة داخل الرباعية فهناك أحد الأعضاء الذين يرفضون تفعيل دور الرباعية وهذا يجمد عملها".

وشدد زكي "تحدثنا مع الروس في ذلك، وسنستمر في التشاور حول كيفية تفعيل دور الرباعية الدولية".

يذكر أن موسكو دعت نهاية تموز/يوليو الماضي، زملاءها في "رباعية الشرق الأوسط" للنظر في مبادرتها لعقد اجتماع لـ "الرباعية" على المستوى الوزاري، وكذلك بمشاركة دول المنطقة.

ويطالب الفلسطينيون، كجزء من عملية السلام مع إسرائيل، المعلقة حاليا، بأن تكون الحدود المستقبلية بين الدولتين (فلسطين وإسرائيل)، على أساس الخط الحدودي، الذي كان قائما، قبل حرب عام 1967؛ مع إمكانية تبادل جزء من الأراضي بين الدولتين، بنسبة محددة.

وترفض إسرائيل العودة إلى حدود عام 1967، ناهيك عما تسميه "تقسيم" القدس، التي أعلنتها "عاصمة أبدية وموحدة" للدولة العبرية.

يشار إلى أن روسيا تشارك الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في "اللجنة الرباعية الدولية"، التي تتوسط في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وفيما يتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، قال زكي "هناك تباين في وجهات النظر لأن هناك دول لديها تحفظ على عودة سوريا إلى الجامعة الآن بسبب بعض الأمور وهي أنه لا يوجد أي تطور حدث على العملية السياسة والتسوية السياسية المطلوبة بالإضافة إلى علاقة النظام السوري بإيران". 

وأكد زكي "ورغم ذلك فالأحاديث مستمرة وإذا حدث التوافق المطلوب ستكون هناك عودة".

كان مجلس الجامعة العربية قد علق، في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، عضوية سوريا على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما تم تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن مقتل مدنيين.

ومنذ بدء الصراع في سوريا، أغلقت دول عربية عدة سفاراتها في دمشق، أو خفّضت مستوى علاقاتها مع الحكومة السورية، ولكن دعوات عدّة برزت في الأعوام القليلة الماضية لاستئناف العلاقات واستعادة سوريا بالتالي عضويتها في جامعة الدول العربية.

أفكارك وتعليقاتك