بينيت يستنفر الجيش الإسرائيلي للقبض على الهاربين من سجن جلبوع

بينيت يستنفر الجيش الإسرائيلي للقبض على الهاربين من سجن جلبوع

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 06 سبتمبر 2021ء) دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت الجيش إلى البقاء في حالة استنفار قصوى إلى حين القبض على ستة فلسطينيين تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع شديد الحراسة شمالي إسرائيل، بعد منتصف الليلة الماضية

وخاطب بينيت، خلال جولة تفقدية قام بها اليوم الاثنين لأحد مواقع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، قائلا "عليكم أن تبقوا على أهبة الاستعداد، وفي حالة استنفار قصوى حتى يتم القبض على المخربين الذين لاذوا بالفرار هذا الصباح من سجن جلبوع". حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية​​​.

كما أعلن رئيس شعبة العمليات في الشرطة الإسرائيلية آفي بيتون، في تصريح للقناة 13 الإسرائيلية، عن رفع حالة التأهب الأمني في البلاد تحسبا لأي هجوم، قائلا "لا نستبعد أن يحاول الهاربون تنفيذ هجوم.

(تستمر)

. قد يكونوا في أي مكان في البلاد".

وفي الوقت ذاته، تساهم قوات الجيش والشرطة وعناصر مصلحة السجون في أعمال التمشيط، وتنتشر في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بحثًا عن السجناء الأمنيين الذين فروا من سجن جلبوع قبل ساعات، كما تم تخصيص عدة طائرات لأعمال الاستطلاع الجوي.

وعلى صعيد آخر، رحبت أغلب الفصائل الفلسطينية بما أسمته "عملية الهروب الكبير" لستة أسرى من سجن جلبوع الإسرائيلي، واعتبرتها انتزاعا للحرية، وخطوة جديدة نحو مقاومة الاحتلال في كل المواقع.

وقال الناطق باسم حركة فتح، منير الجاغوب، عبر "فيسبوك"، تعليقا على تمكن القيادي البارز في حركة فتح، زكريا الزبيدي من الهروب من السجن. "التنين ينتصر على الجلاد".

وتأتي هذه الأحداث، عقب هروب ستة "سجناء" فلسطينيين بعد منتصف الليلة الماضية الموافق 6 أيلول/سبتمبر، في محاولة ناجحة، من سجن جلبوع غرب مدينة بيسان داخل الخط الأخضر بعد حفر نفق، قد سبقتها محاولتي فاشلتين للهروب من نفس السجن.

وينفذ الهاربون أحكام لمدى الحياة، ومنهم محمود عبد الله العارضة، من جنوب جنين، محكوم عليه مدى الحياة، ومعتقل من 1996، ومحمد قاسم العارضة من نفس المنطقة، محكوم عليه مدى الحياة، ومعتقل من 2002، ويعقوب محمود قادري من نفس المنطقة، ونفس الحكم، ومعتقل من 2003، وأيهم نايف كمامجي من غرب جنين، حكم مدى الحياة، ومعتقل من 2006.

كما تضمت العملية كلا من زكريا الزبيدي، من مخيم جنين، ومعتقل منذ عام 2019، ومناضل يعقوب نفيعات من جنوب جنين، ومعتقل منذ العام نفسه.

ويذكر أن هروب أسرى من السجون الإسرائيلية ليس بالأمر النادر أو الفريد من نوعه، إذ تم توثيق 11 عملية هروب ناجحة لأسرى فلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى أكثر من 4 محاولات فاشلة عام 1967، وأبرزها محاولة هروب الأسير حمزة يونس الملقب بـ "الذئب" من سجن عسقلان عام 1964، ونجح من الهروب من السجون الإسرائيلية ثلاث مرات، كان أخرها عام 1971، وأنضم بعدها لصفوف المقاومة الفلسطينية في لبنان.

شهد العام 1983، هروب الأسير ناصر عيسى حامد من مبنى المحكمة، الذي قام بتسليم نفسه بعد اعتقال والدته، كما هرب ثلاثة أسرى عام 1987 من سجن نفحة في النقب، إلى أن تم اعتقالهم أثناء طريقهم إلى معبر رفح.

ونجح ستة فلسطينيين من الهروب من سجن غزة المكزي، في عام 1987، في عملية عدها مراقبون من أجرأ عمليات الهروب من داخل السجون الإسرائيلية، لا سيما وأن معظم من قاموا بها محكومين بالسحت المؤبد، وكانت بقيادة الشهيد مصباح الصوري، القيادي في "حركة الجهاد الإسلامي".

وتمكن الأسير عمر النايف عام 1990، من الهروب، بعدما اعتقل عام 1986، وظل مضربا عن الطعام إلى أن تدهورت حالته الصحية، ودخل المستشفي ببيت لحم، وظل مطاردا من قبل الاحتلال إلى أن اغتاله جهاز الموساد الصهيوني بتاريخ عام 2016، داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا.

وبالرغم من الاغتيالات، لم يكف الأسرى عن الهروب، ففي عام 1996، هرب الأسير صالح طحاينة من سجن النقب بعد أن انتحل شخصية أسير مفرج عنه، وفي العام نفسه، هرب الأسير محمود حماد من سجن رام الله، وظل مُطاردا ثم انتقل إلى الأردن، وشهد العام نفسه هروب أسيرين من سجن كفريونا، ولكن تم اعتقالهما بعد عدة أعوام.

كما تمكن ثلاثة أسرى من الهروب من سجن عوفر، عام 2003، بعد حفر نفق طوله 15 مترا استغرق منهم مدة 17 يوما لإنهائه.

ويذكر أن سجن جلبوع يقع في منطقة غرب مدينة بيسان شمال شرقي إسرائيل، ويعتبر السجن امتدادا لسجن "شطة"، الذي يعود إنشاؤه إلى الحكم العثماني في قلعة خان التي بناها العثمانيون، ومن ثم استعملها الجيش البريطاني خلال انتدابه لفلسطين.

وتعتبر إسرائيل سجن جلبوع، الذي افتتح عام 2004، من بين أشد سجونها حراسة، ويتكون من خمس أقسام وفي كل قسم هناك 15 غرفة وتتسع كل غرفة إلى 8 أسرى، كما أنه محاط بجدار ارتفاعه 9 أمتار.

أفكارك وتعليقاتك