اليمين الأميركي المتطرف أكبر مستفيد من أحداث 11 سبتمبر ونجح في تطبيق أجندته - أكاديمي مصري

اليمين الأميركي المتطرف أكبر مستفيد من أحداث 11 سبتمبر ونجح في تطبيق أجندته - أكاديمي مصري

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 11 سبتمبر 2021ء) مصطفى بسيوني. في اليوم التالي لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن، لم تعد الولايات المتحدة الأميركية، هي نفسها التي كانت في العاشر من نفس الشهر، فالحدث الذي هز أميركا والعالم تحول في يد الإدارة الأميركية وقتها، بقيادة جورج بوش الابن إلى الذريعة الأقوى لتنفيذ سياسات اليمين الأميركي، سواء في الداخل أو الخارج​​​.

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر جرى توظيفها بإصرار من قبل اليمين المتطرف، مؤكدا أن اليمين الذي مثل النخبة الحاكمة وقتذاك بقيادة جورج بوش الإبن في الولايات المتحدة لتطبيق سياسات ما كان ليستطيع تمريرها لولا هذا الحدث.

وقال نافعة، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، "اليوم، وبعد 20 عاما من الحدث أصبح واضحا للجميع أن النخبة الحاكمة في أميركا في ذلك الوقت، وهو اليمين المتطرف كانت لديه أجندة لإحكام سيطرة أميركا على العالم.

(تستمر)

واعتبر نافعة أن "هذا الحدث، بصرف النظر عن الحديث عن مؤامرة أو غيرها، وبفرض أن [تنظيم] القاعدة هو من نفذ الهجمات، إلا أن الحدث صب تماما في صالح اليمين الذي استغل الأحداث لوضع أجندته المتطرفة، الساعية لتثبيت الهيمنة الأميركية في القرن الواحد والعشرين".

واستطرد قائلا "لذلك ذهب جورج بوش الإبن إلى أفغانستان، وكان هذا لتدشين ما سمي بعد ذلك بالحرب على الإرهاب، ولكن عندما استدار سريعا لغزو العراق، تبين بوضوح أنه لا توجد علاقة للحملة الأميركية بالحرب على الإرهاب، وكان معنى غزو العراق هو سعي الولايات المتحدة لتطبيق أجندتها، وتصفية حساباتها مع الأنظمة المناوئة لها، كان غزو العراق خطوة أولى، وكان يفترض أن تليها خطوات أخرى مع أنظمة سوريا وإيران، وبالتالي تمكين الولايات المتحدة من الهيمنة على العالم من خلال السيطرة على منطقة النفط والسيطرة على صعود الصين".

وتابع نافعة "هذه الأجندة سقطت ولم تتمكن أميركا من تنفيذها، لأن الأمور لم تسر وفقا لما أرادته، فقد تورطت في المستنقع الأفغاني، والمستنقع العراقي، وتزايد المد الإسلامي، بعد أن وجد في الاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق عدوا مثاليا ليتغذى عليه، وهكذا انتعشت الأيدولوجية الإسلامية في ظل الاحتلال بعكس ما تصورت أميركا، وأعتقد أن الانسحاب الأميركي اليوم من أفغانستان يؤكد سقوط الأجندة الأميركية وخطأها، والتكلفة الباهظة التي تسببت فيها".

وأكد نافعة أن "مكانة أميركا تراجعت على نحو ملحوظ بعد مغامرتها في أفغانستان والعراق، كما أنها استنزفت في الجولتين، وظهر بالفعل أثر الخطأ الكبير الذي ارتكبه اليمين الأميركي، وكان من الأفضل أن يتحلى رد الفعل الأميركي تجاه أحداث 11 سبتمبر ببعض العقلانية والحكمة، بدلا من موقف بوش الإبن الذي أعلنه وقتها (من ليس معنا فهو ضدنا). هذا الحمق اليميني تظهر اليوم وبعد 20 سنة من الأحداث آثاره بوضوح".

على صعيد السياسة الداخلية فلم يكن الأمر مختلفا، فاليمين الأميركي استغل الحدث أيضا لإعادة صياغة مفاهيم الحرية والأمن في البلاد، هذا ما يؤكده نافعة قائلا "الولايات المتحدة التي كانت تتشدق بأن لها رسالة حضارية، وأنها مبعوث الديموقراطية للعالم، وزعيمة حقوق الإنسان، كانت سياستها عقب أحداث 11 سبتمبر فضيحة مدوية، فبعد تكشف ما حدث في سجن أبو غريب وتعذيب العراقيين تحت إشراف الاحتلال الأميركي، كان يدل على أن الخطاب الأميركي شيء والممارسة شيء مختلف".

وأضاف نافعة "في الداخل الأميركي كانت العواقب وخيمة أيضا، فقد تراجعت قيم الحرية وحقوق الإنسان على نحو فادح عقب الغزو، ووظفت الإدارة الأميركية الحدث أيضا لتضييق هامش الحريات".

وأضاف "كما استغلت الإدارة الأميركية الحدث ضد الأقلية المسلمة والعربية، وعانت تلك الأقلية من اضطهاد شديد، علاوة على كذلك توسعت صلاحيات الأمن في التجسس على المواطنين والاعتقال والمعاملة الخشنة، وصعدت الإدارة الأميركية من خطاب الكراهية، حتى تتمكن من تضخيم الخطر وتطبيق أجندتها، أظهرت الإدارة الأميركية الإسلام على أنه العدو الرئيسي، وسعت لحشد الأميركيين تجاه هذا العدو، وكان الهدف الفعلي هو تطبيق أجندة اليمين عبر توظيف حدث مأساوي راح فيه آلاف الضحايا من الأميركيين".

وأردف الأكاديمي المصري "رغم ذلك هناك تجاذبات دائما وسط النخبة الأميركية، فكل إدارة تحاول توظيف الأحداث وفقا لأجندتها، فالحملة بدأها الجمهوريون، واليوم الديموقراطيون هم الذين يقودون الانسحاب، والجمهوريون يحاولون إظهار أن قرار الانسحاب هو الخطأ وليس قرار الغزو، وبايدن يتحمل مسؤولية تدهور صورة الولايات المتحدة بسبب الفوضى التي تسبب فيها الانسحاب، وليس الكوارث التي تسبب فيها الغزو".

يذكر أنه في صباح الثلاثاء الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 استولى انتحاريون على أربع طائرات كانت تحلق بأجواء شرق الولايات المتحدة في وقت واحد.

واستخدم الانتحاريون الطائرات كصواريخ عملاقة موجهة، إذ ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، فيما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) خارج العاصمة واشنطن، بينما تحطمت الطائرة الرابعة في حقل بولاية بنسلفانيا.

وقد بلغ إجمالي عدد ضحايا الهجمات 2977 شخصاً بخلاف الانتحاريين وعددهم 19 شخصا.

وعقب أقل من شهر على الهجمات قاد الرئيس الأميركي، وقتذاك، جورج دبليو بوش عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي للقضاء على تنظيم "القاعدة [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] وإلقاء القبض على زعيمه أسامة بن لادن.

ولم تتمكن الولايات المتحدة من معرفة مكان ابن لادن إلا بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات حيث تمكنت القوات الأميركية من تحديد موقع بن لادن وقتله في باكستان المجاورة.

وفي 30 آب/أغسطس الماضي أنهت الولايات المتحدة عملية انسحابها من أفغانستان، بعد عشرين عاما من تواجدها العسكري في البلاد.

أفكارك وتعليقاتك