حقوقية أفغانية: الاعتراف الدولي بحكومة طالبان سيزيد من اضطهاد النساء أكثر مما هو عليه الآن

حقوقية أفغانية: الاعتراف الدولي بحكومة طالبان سيزيد من اضطهاد النساء أكثر مما هو عليه الآن

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 28 سبتمبر 2021ء) مع استيلاء حركة طالبان الأفغانية (المحظورة في روسيا) على السلطة في أفغانستان، زادت المخاوف حيال مصير النساء في هذا البلد؛ ذلك لإنكارها، إبان حكمها السابق، حقوق النساء، وخاصة في التعليم والعمل والخروج من المنزل.

ورغم عشرات المطالبات، التي وجهها المجتمع الدولي إلى حكومة طالبان بضمان حقوق النساء، إلا أن الحركة المتشددة اتخذت عدة إجراءات من شأنها منع النساء من التعليم والعمل؛ كربط خروجهن إلى العمل أو الدراسة فوق الصف السادس، بوجود مناخ مناسب، تزعم أنه "غير متوفر" في أفغانستان الآن​​​.

ومع استمرار الحركة في السلطة يزداد تخوف الناشطات والحقوقيات الأفغانيات من حصول حكومة طالبان على الاعتراف الدولي، ويعتبرن أن ذلك سيزيد من اضطهاد الحركة للنساء، أكثر مما هو عليه في الفترة الحالية.

(تستمر)

وتقول إحدى الناشطات الحقوقيات الأفغانيات، في حديث مع وكالة "سبوتنيك"، "إذا تم الاعتراف بجماعة طالبان ستتعرض النساء إلى اضطهاد أكثر مما يتعرضن له اليوم .. لا يمكننا تصور وضع المرأة بعد الاعتراف بإدارة طالبان".

وتوضح الناشطة، التي فضلنا حجب اسمها خوفا من تعرضها إلى الملاحقة، "حاليا لا يمكن للمرأة مغادرة المنزل إلا برفقة أحد أفراد أسرتها، خاصة في الأرياف. كما أن حقها في حرية التعبير والاحتجاج مقيد".

وأضافت، "النساء العاملات فقدن فرص العمل، ومصدر دخلهن الوحيد، وسيواجهن أزمات خطيرة في الأسابيع المقبلة. كما أبعدت الفتيات عن الدراسة، وأغلقت المدارس أبوابها أمام الطالبات فوق الصف السادس".

وتابعت قائلة، "طالبان صرحت أنها ستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة، لكن هذا الاحترام مصحوب بالعنف والإكراه".

وترى الحقوقية الأفغانية أن ما تتعرض له النساء الأفغانيات سيكون له عواقب وخيمة على المستقبل، فلن يتبقى أمام النساء الأفغانيات سوى "الهروب من البلاد"، كما أنهن سيواجهن الفقر، خاصة النساء اللاتي يعيلن أسرهن.

وأردفت الناشطة الأفغانية قائلة، "نصف سكان أفغانستان مجبرين على الاختباء خلف القضبان أو تحت العباءة. ونساء الغد أميات، والجيل القادم سيكون أمياً.  لقد عادت أفغانستان عشرين عامًا إلى الوراء، وستعود مائة عام أخرى إلى الوراء .. لا أعتقد أن أي شيء أسوأ أو أكبر يمكن أن يحدث بعد هذا".

وتشعر الناشطة بخيبة أمل من دور منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام في مراقبة وتسجيل الوضع الحالي؛ وتقول، "للأسف منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام لم تعط أي تعليق على الوضع ..  لقد أرسلت العشرات من رسائل البريد الإلكتروني إلى منظمات حقوقية مختلفة، لكن لم يرد أحد".

وتضيف في هذا الصدد، "لم يعد لدي أي أمل في هذه المؤسسات. قبل سقوط كابول، طلبنا من وسائل الإعلام أن تأتي وتراقب عن الوضع عن كثب لكن لم يستمع لنا أحد".

ودعت الناشطة الحقوقية المجتمع الدولي إلى الضغط على حركة طالبان، من أجل ضمان حقوق النساء؛ لافتة إلى أنه "لا يزال أمام العالم الوقت للنظر إلى أفغانستان ونساءه".

وأسفت الناشطة، كون العالم يغلق عينيه حيال كل الجرائم ويلعب دور المتفرج؛ على حد تعبيرها.

وكانت القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدأت الانسحاب من أفغانستان، في أيار/مايو الماضي؛ وتزامن معه سقوط الولايات الأفغانية في أيدي عناصر طالبان، الذين دخلوا، في 15 آب/أغسطس الماضي، إلى العاصمة كابول.

وأعلنت الحركة، عقب ذلك، تشكيل حكومة من الموالين لها، تميزت بأنها خلت من العنصر النسائي؛ ما قوبل بانتقادات دولية حادة.

يشار إلى أن فترة طالبان السابقة في الحكم، التي امتدت من 1996 إلى 2001، اتسمت بالعنف الدموي وقمع النساء، وحظر الأغاني والموسيقى، وغير ذلك من الإجراءات المتشددة.

أفكارك وتعليقاتك