برعاية الشيخة فاطمة.. ندوة تستعرض جهود الإمارات في مكافحة كوفيد ـ 19

برعاية الشيخة فاطمة.. ندوة تستعرض جهود الإمارات في مكافحة كوفيد ـ 19

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 29 سبتمبر 2021ء) تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" نظمت جامعة أبوظبي وشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" ندوة بعنوان "كوفيد ـ 19: التجربة الإماراتية ..الدروس المستفادة وخارطة الطريق للمستقبل".

وتم خلال الندوة استعراض التجربة الإماراتية الاستثنائية خلال الجائحة وأبرز الجهود والمبادرات التي أطلقتها الدولة للتعامل مع تحدياتها وخريطة الطريق للمستقبل نحو التعافي.

واستعرضت سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أبرز المبادرات التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال الجائحة والتي تضمنت مبادرات محلية وعالمية رائدة شملت افتتاح مستشفى "أم الإمارات" في نواكشوط ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك لطب وجراحة الأطفال في كوسوفو.

(تستمر)

وقالت: "نعتز بأن نرفع أسمى آيات العرفان والإمتنان إلى الوالدة الغالية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" صاحبة الأيادي البيضاء التي امتد خيرها وعطاؤها ليصل إلى مختلف بقاع الأرض وكان لها دور رائد خلال الجائحة يسجله التاريخ بمداد من ذهب".

من جانبه لخص سعادة الدكتور جمال الكعبي وكيل دائرة الصحة في أبوظبي الدروس المستفادة من هذه الجائحة في ثلاثة محاور أساسية وهي أهمية العمل على الاستعداد والجاهزية بصورة مستمرة والانفتاح على التعاون في كل المجالات ومع الجميع محلياً وإقليمياً وعالمياً وتعزيز قدرة الأنظمة الصحية على ‏التعامل بمرونة وفعالية أكبر.

وقال إن السر وراء النموذج الاستثنائي المتميز الذي سطرته دولة الإمارات للاستجابة بكفاءة للجائحة يكّمن في الحرص على وضع صحة المجتمع على رأس قائمة الأولويات والاستعداد والجاهزية والابتكار وتعزيز التواصل والعمل بروح الفريق الواحد وقبل ذلك دعم القيادة الرشيدة التي منحتنا الثقة والقدرة على تذليل الصعاب وتحقيق الأهداف لتمضي دولتنا بطموحاتها للأمام وهي أكثر إصراراً وعزيمة بهمة أبنائها الذين يقفون خلف رايتها للتصدي لفيروس كوفيد-19.

وأوضح أن دور القطاع الصحي في أبوظبي برز في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم أجمع، كنموذج متميز يحتذى به عالمياً في كفاءة الاستجابة للجائحة وذلك بفضل الاستعداد للمستقبل وتحدياته تماشياً مع رؤية القيادة التي وضعت الأسس التي مكنت القطاع الصحي في الدولة بكافة عناصره من الوقوف بروح الفريق الواحد في خط الدفاع الأول وفي الصفوف الأمامية منذ بداية الجائحة للحفاظ على صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع مستفيداً من البنية التحتية المتطورة التي يتمتع بها واستعدادات الطوارئ والجاهزية المتميزة.

وأوضح سعادته أن دائرة الصحة في أبوظبي أطلقت قبل جائحة كورونا نظام "استجابة" الإلكتروني لإدارة الطوارئ والأزمات في القطاع الصحي لإمارة أبوظبي والذي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، إيماناً منها بأن تحقيق أعلى درجات الاستعداد والجاهزية في القطاع الصحي يبدأ من الاستخدام الأمثل للموارد حيث بإمكان هذا النظام توفير تقارير لحظية عن الموارد الصحية في الإمارة من خلال الربط مع الأنظمة الذكية في المنشآت الصحية.

وأكد أن القيادة الرشيدة أولت صحة كبار المواطنين والمقيمين وذوي الأمراض المزمنة أهمية خاصة باعتبارهم الأكثر عرضة لمضاعفات الإصابة بفيروس كوفيد-19 من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات التي تعينهم على الحفاظ عليها خلال الظروف الاستثنائية، وحرصت على توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية المتقدمة التي يتمتع بها القطاع الصحي في تعزيز جهود الاستجابة للجائحة من خلال تمكين منصة "ملفي" لدعم حملة التطعيم الوطني في أبوظبي وتوفير منصات وبدائل رقمية كمنصة الرعاية الصحية عن بعد والتي تقدم خدمات الرعاية الصحية عن بعد لأفراد المجتمع الذين يحتاجون إلى دعم أو إرشاد طبي وتمكنهم من الحصول على الاستشارات الطبية اللازمة ووصفات الأدوية.

وقال إن دولة الإمارات كانت سباقة في دعمها المتواصل للجهود العالمية التي من شأنها المساهمة في مكافحة الفيروس ومساعدة البشرية في التغلب على هذا الوباء من خلال المشاركة في إجراء التجارب السريرية التي ضمنت توافر لقاحات آمنة وفاعلة بوقتٍ سريع إلى جانب المشاركة في العديد من البحوث العلمية ذات الصلة وتقديم خدمات الفحص المخبري لكوفيد-19 لعدد من البلدان الصديقة إضافة إلى تأسيس ائتلاف الأمل لنقل وتوزيع اللقاحات حول العالم، ايماناً منها أن التغلب على الجائحة لن يكون إلا بتعاون دولي مشترك.

وأضاف أن دولة الإمارات استطاعت بعزيمة الكوادر الصحية في الميدان وتضافر الجهود أن تتصدر بلدان العالم في نسب التطعيم بين السكان التي بلغت قرابة 92% كما استطاع القطاع الصحي في أبوظبي من كوادره ومنشآته ونظمه التصدي للجائحة على مستوى عالٍ من الكفاءة والحرفية لتتصدر الإمارة أفضل المدن العالمية بتقدير العديد من القوائم التنافسية مثل Deep Knowledge Group و"بلومبرج" وغيرها.

ومن جانبها قالت سعادة الدكتورة فريدة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة والمتحدث الرسمي باسم القطاع الصحي في دولة الإمارات إننا فخورون بالإنجازات التي تمت في الجانب الصحي خلال جائحة كوفيد ١٩ والتي وصلنا إليه بفضل دعم ورؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات.

وتطرقت لدور مركز أبوظبي للصحة العامة في دعم البحث العلمي ودوره الرئيسي خلال الجائحة في عدة مجالات منها المتابعة للوضع الوبائي والتوعية الصحية والتقصير النشط للمخالطين، والتركيزعلى الفحص والتطعيم للفئات الأكثر عرضة وذلك بهدف تقليل أعداد الحالات والمضاعفات الناجمة عن المرض.

أما الدكتورة نوال الكعبي المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية فقد سلطت الضوء على العلاجات الطبية الحديثة والدراسات السريرية خلال جائحة كورونا.

وقالت إن دولة الإمارات اعتمدت العلاجات الحديثة حسب الدراسات العلمية وبعد مراجعتها وخصصت لجنة لتحديث العلاجات على مستوى دولة الإمارات.

وأضافت أنه كان يتم مراجعة العلاجات بشكل دوري للتأكد من فاعليتها ومراقبة الاستجابة عند المرضى مما جعل دولة الإمارات أقل نسبة في الوفيات الناجمة عن الاصابة بفيروس كوفيد ـ 19 عالمياً.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات شاركت بفاعلية بالدراسة التجريبية للقاح كوفيد ـ 19، منذ صيف 2020 وكان لإجراء التجارب السريرية في الدولة أثر كبير في ثقة أفراد المجتمع والمسارعة في أخذ اللقاح الذي تم اعتماده من قبل الجهات المختصة في دولة الإمارات وأسهم بشكل فعال في التصدي للجائحة، وأصبحت دولة الإمارات من بين أعلى الدول في التطعيم في العالم.

ونوهت بقيام دولة الإمارات بالعديد من التجارب السريرية لتطعيمات مختلفة، والتي خدمت العالم بزيادة نسبة التطعيمات، ولأعمار مختلفة، حتى شملت الأطفال، وكانت الإمارات من أولى الدول التي سيطرت على متحورات فيروس كوفيد ـ 19 نتيجة لاعتمادها العديد من أنواع التطعيمات.

ومن ناحيتها قالت الدكتورة نورة الغيثي المدير التنفيذي للعمليات في الخدمات العلاجية الخارجية إحدى منشآت شركة "صحة" إن دولة الإمارات كانت سباقة في مواجهة جائحة كورونا ابتداء من المسح إلى العلاج والتطعيم وهو ما أكدته العديد من التقارير العالمية التي وضعت دولة الإمارات في مقدمة الدول في جهود مكافحة الجائحة وكان آخرها تقييم دولة الإمارات كثاني أكثر دولة آماناً في العالم لعام 2021 وتصدر مدينة أبوظبي المدينة الأكثر أماناً في العالم.

وأضافت أن هناك عدة عوامل أسهمت في نجاح دولة الإمارات في تصديها للجائحة، ومن أبرزها الدعم اللامحدود من القيادة فقد حرصت القيادة الرشيدة على على تمكين القطاع الصحي ووفرت له جميع الموارد والإمكانيات ليتمكن من حماية المجتمع وكانت متابعة القيادة حثيثة مما أعطى التشجيع للعاملين في القطاع الصحي على مواصلة البذل والعطاء وكانت الكوادر العاملة في القطاع الصحي تستشعر عظم المسؤولية التي تقع على عاتقها وكان الجميع يستذكر دائماً كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة "لاتشلون هم"، فتبث فينا العزيمة والقوة والتحمل.

وأشارت إلى أنه تم تنظيم حملات مسح مكثفة تستهدف الفئات الأكثر عرضة للإصابة والمضاعفات مثل كبار المواطنين والمصابين بأمراض مزمنة وسكان المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وأنه مع زيادة الفحوصات بدأت الحالات الإيجابية بالازدياد وفي نفس الوقت ازدادت المعرفة بالفيروس فقامت الجهات الصحية بوضع إجراءات للمخالطين والمصابين ومن خلال عمليات المتابعة وجدت الجهات الطبية أن العديد من الحالات لا تحتاج للدخول إلى المستشفى ولكنهم بحاجة للمتابعة والمراقبة وفي ضوء ذلك تم افتتاح مراكز تقييم كوفيد-19 المتميزة خلال أيام معدودة مما كان له أثر كبير في الحد من انتشار الجائحة وتقليل نسب الدخول إلى المستشفيات وبالتالي تخفيف العبء عليها للتركيز على الحالات الأكثر حاجة للرعاية الطبية.

وأوضحت أن متغيرات الجائحة كانت مستمرة، سواء في تغيير إجراءات الدخول إلى أبوظبي، أو ارتفاع وانخفاض الأعداد أو إجراءات العزل والحجر، مما حتم على القطاع الصحي أن يكون دائماً على أهبة الاستعداد للتجاوب مع التغييرات، وكان من أهم الخطوات التي تم اتخاذها، اختيار الكوادر القادرة على التأقلم السريع لإدارة المراكز وتمكينهم من اتخاذ القرارات وتنفيذيها على أرض الواقع.

ومن جانبه أكد سعادة الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري رئيس مجلس إدارة جامعة أبوظبي أهمية هذه الفعالية التي تحظى برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إذ تسلط هذه الفعالية الضوء على ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من نموذج فريد في مواجهة جائحة كوفيد 19 والانتصار عليها بفضل الرؤية الخلاقة للقيادة الرشيدة التي قدمت استراتيجية استباقية لتجاوز تداعيات الجائحة مما كان له أكبر الأثر فيما تشهده الآن من عودة الحياة إلى طبيعتها واستمرارية الأعمال وحالة التعافي التي ينعم بها المجتمع.

وقال إن التاريخ سيسجل بحروف من نور هذه العبارة الخالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما بث الأمل في نفوس المواطنين والمقيمين والزائرين بل وفي المنطقة والعالم بعبارته الحكيمة /لا تشلون هم/ هذه العبارة التي فتحت نوافذ الأمل والإيجابية أمام الجميع، وحلقت بنا في غد مشرق تستشرفه القيادة الرشيدة التي أكدت /أن الغذاء والدواء خط أحمر وأنهما متوفران دائما في بلادنا/ هذه الرؤية الاستباقية كان لها ولا يزال الأثر الأكبر في الانطلاق بالمجتمع من مرحلة القلق جراء تفشي الوباء عالمياً إلى مرحلة اليقين في الغد المشرق الذي تأخذنا إليه دائما قيادة رشيدة بحكمتها وحرصها على توفير جودة الحياة للجميع.

أما الدكتورة رانيا الدويك الأستاذ المساعد في الصحة العامة بجامعة أبوظبي فتحدثت خلال الندوة حول "التعليم العالي في دولة الإمارات خلال الجائحة ..تجاوز التحديات واستثمار الفرص".

وقالت إن قطاع التعليم تأثر بشكل كبير من الجائحة خاصة عندما أعلنت منظمة اليونسكو إغلاق المدارس ومؤسسات التعليم العالي في 185 دولة مما أثر على نحو مليار ونصف المليار طالب يشكلون 89.4٪ من إجمالي المتعلمين المسجلين حول العالم.

وأوضحت أن جامعة أبوظبي قدمت نحو 50 مليون درهم للمنح الدراسية والمساعدات المالية للعام الدراسي 2020-2021 ، بما في ذلك الدعم المالي الإضافي للطلاب الذين تأثرت حياتهم وتعليمهم سلباً بسبب كوفيد ـ 19 ..مشيرة إلى أن الجامعة كثفت جهودها للحد من انتشار الفيروس بالتعاون مع إكسون الخليج /ExxonMobil/ لإنتاج واقيات الوجه التي أنتجتها كلية الهندسة بالجامعة والتي تمثل إحدى المبادرات والإنجازات المتميزة التي حققتها الجامعة لإسهاماتها في خدمة المجتمع خلال الجائحة.

أفكارك وتعليقاتك