افتتاح "مختبر علوم الحياة الصحراوية بشراكة بين " إكبا" و المنظمة العالمية للمجينات

افتتاح "مختبر علوم الحياة الصحراوية بشراكة بين " إكبا" و المنظمة العالمية للمجينات

دبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 30 سبتمبر 2021ء) أفتتحت اليوم في مقر المركز الدولي للزراعة الملحية /إكبا/ منشأة جديدة للأبحاث الجينية المتقدمة تحت اسم " مختبر علوم الحياة الصحراوية " بهدف تعزيز الأبحاث الجينية حول تطوير محاصيل ذات خصائص صحية وتغذوية وتكيف أفضل لتحقيق أنظمة غذائية مستدامة.

يمثل " مختبر علوم الحياة الصحراوية " مشروعا مشتركا بين إكبا والمنظمة العالمية للمجينات التي تعتبر أكبر منظمة للبحوث الجينية في العالم وسيساهم هذا التعاون في تسريع وتيرة اكتشاف وتطوير الأغذية والمحاصيل الأخرى المناسبة للبيئات الهامشية التي تتصف بأنها نظم بيئية زراعية تقيدها مجموعة من العوامل مثل ندرة المياه وملوحة التربة والمياه والحرارة والجفاف وغيرها من العوائق.

(تستمر)

و أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة أن مختبر علوم الحياة الصحراوية يعد مبادرة رائدة وإضافة مهمة لجهود تعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات و يواكب أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.

وقالت معاليها: " تؤدي ظاهرة التصحر المتفاقمة نتيجة للتغيرات المناخية إلى زيادة البيئات الهامشية التي تفتقد بدرجة كبيرة إلى الموارد الطبيعية لذا فإن البدء في زراعة محاصيل ذات قيمة غذائية عالية تكون قادرة على النمو داخل هذه البيئات الهامشية، يعد أولوية استراتيجية في دولة الإمارات".

وأضافت معاليها: " يسهم مختبر علوم الحياة الصحراوية برؤيته المبتكرة في مساعدة البلدان التي تعاني من تحديات البيئات الهامشية نفسها وذلك من خلال توفير الأبحاث المتقدمة حول المحاصيل الزراعية ذات القيمة الغذائية العالية و التي تستطيع النمو داخل تلك البيئات و هو ما يمكن أن يسهم في تمكين دولة الإمارات من لعب دور مهم في المساعدة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لا سيما الهدف الثاني و الخاص بالقضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 ".

وأوضحت أن إنشاء مختبر علوم الحياة الصحراوية يعد أحد ثمار التعاون الاستراتيجي بين إكبا والمنظمة العالمية للمجينات ويتماشى مع هدفهما المشترك المتمثل في مواجهة التحديات العالمية مثل الجوع و الفقر من خلال استخدام أحدث العلوم والتقنيات منوهت إلى أن المختبر سيسهم في تلبية احتياجات المؤسسات العامة والخاصة لدراسة أنواع مختلفة من التسلسل الجيني في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى.. وهذا المختبر مصمم خصيصا لإجراء دراسات تسلسل الجينوم الكامل والتنميط الجيني بالتسلسل والميتاجينومية وعلم النسخ ودراسات أوميكس الأخرى".

والمختبر مجهز ببعض أحدث معدات التقنيات الحيوية بما في ذلك منصة تسلسل من الجيل التالي /DNBSEQ-G400RS/ وجهاز الموجات فوق الصوتية المركز M220 ونظام اجيلنت بايوانلايزر 2100 وجهاز تفاعل البوليمراز المتسلسل بالزمن الحقيقي ابلايد بايوسيستمز .

و يتميز المختبر أيضا بتجهيزات مثل الإصدار الرابع من مقياس التألق كيوبت فلورومتر وآلات تفاعل الپوليمراز المتسلسل /بيور آند ابلايد سيستمز / وأجهزة طرد مركزي عالية السرعة وأفران تعقيم وأغطية التدفق الصفائحي وغرف النمو.

وقالت الدكتورة طريفة الزعابي المدير العام بالإنابة في إكبا: " يتمثل هدفنا في إكبا في توفير حلول - بدءا من المحاصيل وصولا إلى التقنيات - لمشاكل كثيرة تؤثر على الزراعة وإنتاج الغذاء في البيئات الهامشية في جميع أنحاء العالم.

وأضافت : " نأمل من خلال مختبر علوم الحياة الصحراوية في أن نتمكن من تلبية احتياجات مختلف شركائنا بشكل أفضل ومن بينهم المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة و العلماء و واضعو السياسات في دولة الإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى وسيسهم المختبر في تنفيذ الأبحاث الخاصة بزراعة محاصيل و أغذية أخرى أكثر تكيفا إضافة إلى دوره كمركز لنقل المعرفة وبشكل أكثر تحديدا وستتاح للباحثين والمتخصصين والطلاب من دولة الإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى الفرص لتحسين معارفهم و اكتساب مهارات عملية من خلال المشاركة في دراسات وتجارب الجينوم المختلفة وعلاوة على ذلك سيكون المختبر قادرا على حماية حقوق منتجي النباتات المحليين من خلال تقديم الخدمات في تسجيل الأصناف النباتية وتحديدها والتحقق من فاعليتها وأخيرا سيعزز المختبر من قدرات إكبا في مجال البحث والتطوير لتطوير نباتات ذات إنتاجية أعلى من الغذاء بموارد أقل في الظروف البيئية القاسية مما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي والتغذوي.

من جانبه قال الدكتور رن وانغ المستشار الخاص لرئيس المنظمة العالمية للمجينات : "إن دعم حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وإدارة إكبا لمختبر علوم الحياة الصحراوية المشترك بين إكبا والمنظمة يعكس الرؤية الإستراتيجية لتعزيز القدرات البحثية النباتية للمركز إلى مستوى جديد بالإضافة إلى توسيع نطاق الجهود الرامية لإيجاد حلول للتحديات في البيئات الهامشية في العالم.. ففي عصر علم الجينوم لعلوم النباتات اليوم ستعمل المعدات الحديثة للمختبر المشترك أيضا على تعزيز التبادل والتعاون بين إكبا والصين موضحا أن هناك حوالي 100 مليون هكتار من الأراضي الزراعية المعرضة للملوحة في الصين وقال : "نحن متحمسون بشأن إمكانات المختبر المشترك لمساعدة الصين على مواجهة تحديات مثل تغير المناخ والجفاف والملوحة لضمان الزراعة المستدامة والأمن الغذائي المستدام" .

يهدف المختبر إلى إجراء سلسلة كاملة من أبحاث علم الجينوم بدءا من دراسات الارتباط على مستوى الجينوم وصولا إلى التحليل الميتاجينومي للتربة ويساهم في برنامج الإمارات العربية المتحدة حول الأمن الغذائي وبرامج المساعدات الخارجية وسيدعم بشكل مباشر برنامج تعزيز الأمن الغذائي والموارد الجينية النباتية.

و بشكل أكثر تحديدا سيسهل المختبر العمل على زراعة أصناف محسنة من المحاصيل تتسم بملاءمتها للظروف المحلية وبالكفاءة العالية من حيث استخدام الموارد.. و سيستخدم أيضا في التوصيف الجزيئي والتحليل الجيني للموارد الجينية النباتية المتاحة في بنك الجينات التابع لإكبا والذي يحتوي على حوالي 15,140 مدخلا تنتمي إلى 270 نوعا نباتيا مقاوما للجفاف والحرارة والملوحة من أكثر من 150 دولة وإقليم حول العالم بما في ذلك حوالي 270 عينة بذور من 70 نوعا من النباتات البرية والمزروعة من جميع أنحاء دولة الإمارات ويمكن للمختبر أيضا تقديم خدمات مماثلة لبنوك الجينات في البلدان الأخرى في إطار التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.

علاوة على ذلك يعمل مختبر علوم الحياة الصحراوية كمرفق تشخيصي للمساعدة في تسجيل الأنواع النباتية و تحديد ما إذا كانت بعض الأصناف تندرج تحت لوائح حماية الأصناف النباتية وسوف يساعد ذلك في حماية أصناف النباتات وحقوق منتجي النباتات داخل الدولة وخارجها .

و ستوفر مكتبة مختبر علوم الحياة الصحراوية فرصا لتعزيز قدرات العلماء والمتخصصين والطلاب في مجال أبحاث الجينوم داخل دولة الإمارات وخارجها واستخدام المناهج والأدوات الجينومية والبيوتكنولوجية من خلال تنمية القدرات الفردية والمؤسسية.

إضافة إلى ذلك سيساهم مختبر علوم الحياة الصحراوية بشكل غير مباشر في برامج المساعدة الإنمائية الدولية لدولة الإمارات العربية المتحدة بأن يوفر للمزارعين والشركاء والمستفيدين الآخرين أنماطا جينية جديدة من محاصيل مختلفة تتكيف مع الظروف المحلية.

و من خلال التعاون مع المنظمة العالمية للمجينات سيعطي المختبر دفعة جديدة لجهود إكبا الرامية لزيادة تكيف واستدامة النظم الغذائية وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي والتغذوي وسبل عيش المجتمعات الزراعية الريفية في جميع أنحاء العالم.

أفكارك وتعليقاتك