أميركا بعد 20 عاما في أفغانستان.. فشل كبير وانسحاب لزعزعة استقرار المنطقة - خبير إيراني

(@FahadShabbir)

أميركا بعد 20 عاما في أفغانستان.. فشل كبير وانسحاب لزعزعة استقرار المنطقة - خبير إيراني

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 07 اكتوبر 2021ء) وصف الخبير والمحلل السياسي الإيراني، حسين رويوران، فترة احتلال الولايات المتحدة لأفغانستان بالفشل الذريع الذي أعاق التنمية في البلاد وجعلها بيئة حاضنة للجماعات المتطرفة، معتبرا الخروج الأميركي بتلك الطريقة محاولة لزعزعة الاستقرار ليس في أفغانستان فقط وإنما في الدول المجاورة.

وأعتبر رويوران، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" أن الفشل الأكبر قد الحق بالمؤسسة العسكرية الأميركية التي انهزمت أمام طالبان ( المحظورة في روسيا)، قائلا: "الولايات المتحدة دخلت إلى أفغانستان تحت شعار القضاء على القاعدة وطالبان التي كانت توفر حاضنة للقاعدة في أفغانستان، وأميركا خرجت عبر التفاوض مع طالبان، وهذا يعني فشل كبير جدا للقيادة العسكرية الأميركية، لأنها سلمت أفغانستان لمن كانت تريد أن تخلص أفغانستان منها".

(تستمر)

وأشار الخبير الإيراني، إلى أن تواجد الولايات المتحدة في أفغانستان خلال كل هذه الفترة الممتدة مند عام 2001 ، وطريقة الانسحاب التي فاجأت ليس فقط الأفغان وإنما العالم كله، قد تسببت بفوضى لأفغانستان وتأخر في عملية التنمية والكثير من الضحايا الأبرياء.

وأردف الخبير بالقول في هذا السياق: " الخروج الأميركي من أفغانستان أو بالأحرى الهروب وما تضمنه من مشاهد لسقوط الأشخاص من الطائرات، وبقاء بعض القوات التي قامت قطر إجلائهم وما إلى ذلك، هو أيضا يعكس الفشل حتى في عملية الانسحاب، من هنا احتلال أفغانستان من قبل أميركا، لم يؤد إلا إلى الكثير من الفوضى وتأخر أفغانستان في سلم التنمية وقتل عشرات الآلاف من الابرياء، وإيجاد ظرف في أفغانستان ساعد على نمو الحركات الراديكالية في هذا البلد".

كما رجح رويوران، أن الخروج الأميركي بهذه الطريقة التي أدت إلى سقوط مؤسسات الدولة الأفغانية، كان مقصودا من أجل خلق بيئة حاضنة للإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة المحيطة بأفغانستان برمتها، قائلا : "أولوية أميركا اليوم هي التعامل مع الصين، وأفغانستان على الحدود الصينية، وتتوسط ثلاثة أطراف تعاديهم أميركا بشكل كبير، الصين وروسيا وإيران".

وتسأل الخبير " هل أرادت الولايات المتحدة أن توجد بؤرة للتوتر في المنطقة، تؤثر على الأمن القومي لهذه الدول؟ هذا الاحتمال يبقى واردا، ولكن الآن من خلال اتفاق طالبان مع إيران وروسيا والصين، يمكن أن نقول إن ما كانت تخطط له أميركا، هو أن تدخل أفغانستان إلى مستنقع التوتر والفوضى والحرب الأهلية".

وعلى الرغم من ذلك تحدث الخبير الإيراني بأن ما يحدث الآن على أرض الواقع هو ليس كذلك إلى حد الآن، مشيرا إلى أن المستقبل قد يحمل في طياته أي شيء.

وأعقب حديثه بالقول :" إن فتحت طالبان قنوات مع روسيا والصين وإيران وما تقوله طالبان من إنها تريد إيجاد نظام سياسي قائم على الانتخابات ومشاركة كل الفئات والمكونات الأفغانية، في تصوري إذا ترجم كل هذا على أرض الواقع نحن أمام مشهد مختلف".

واختتم الخبير الإيراني، حديثه لـ"ٍسبوتنيك" بالقول إنه " إذا لم تستطيع أفغانستان وطالبان تحديدا من تحقيق هذه الوعد فمن الممكن أن تصبح هناك حرب أهلية بين المكونات الأفغانية والمكون الطالباني الباشتوني تحديدا الذي هو جزء من مكونات الشعب الأفغاني وليس الأكثرية في أفغانستان، و في النهاية الباشتون يشكلون 40 في المئة من المجتمع الأفغاني، ومشاركة الآخرين هو ضرورة أساسية للخروج من المأزق السياسي الذي خلفه الاحتلال".

يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أسقطت في تشرين الأول/أكتوبر 2001، عبر تحالف عسكري دولي قادته، حكم "طالبان"، وفي آب/ أغسطس 2021، اكتمل الانسحاب الأميركي من البلد الآسيوي، واعتبرت واشنطن غزو أفغانستان جزءا من "الحرب على الإرهاب"، من أجل القضاء على طالبان لارتباط الحركة آنذاك بتنظيم "القاعدة" ( تنظيم إرهابي محظور في روسيا)، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة.

وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي آنذاك، جورج بوش الابن، بشن حرب سريعة وحاسمة ضد "طالبان"، لكنها تحولت إلى صراع دموي طويل الأمد امتد لقرابة عقدين واستنزف الولايات المتحدة ماليا وعسكريا.

واليوم وبعد 20 عاما من التواجد الأميركي في أفغانستان، أعترف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بالهزيمة في حرب أفغانستان، وفي جلسة أمام مجلس الشيوخ بشأن الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، اعترف قادة عسكريون في وزارة الدفاع الأميركي بأخطاء أدت إلى "فشل استراتيجي'' في البلاد مع استحواذ حركة طالبان على السلطة في كابول من دون صعوبات بعد عشرين عاما من الحرب.

وبعد شهر على انتهاء الانسحاب الأميركي من أفغانستان وما رافقه من تخبط وفوضى، أقر رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، بأن الولايات المتحدة "خسرت" الحرب التي استمرت 20 عاما في ذلك البلد. وقال خلال جلسة استماع في مجلس النواب إنه "من الواضح والظاهر لنا جميعا أن الحرب في أفغانستان لم تنته بالشروط التي أردناها، مع وجود طالبان في السلطة في كابول".

أفكارك وتعليقاتك