"أنصار الله" تعلن السيطرة على مديريتي الجوبة وجبل مراد جنوب مأرب

(@FahadShabbir)

"أنصار الله" تعلن السيطرة على مديريتي الجوبة وجبل مراد جنوب مأرب

القاهرة، 27 أكتوبر - ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك) -أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، اليوم الأربعاء، السيطرة على مناطق جديدة في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، اثر عملية عسكرية استهدفت الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً في المحافظة الغنية بالنفط.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة لـ "أنصار الله" العميد يحيى سريع، في بيان عسكري بثه تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة: "نجحت قواتُنا المسلحةُ في تنفيذ المرحلة الثانية من عملية (ربيع النصر) وذلك بتحرير كامل مديريتي الجُوبة وجبل مراد (جنوب) محافظة مأرب".

وأضاف "أدت العمليةُ إلى تكبيد المرتزقة (في إشارة إلى قوات الجيش اليمني) من عملاء العدوان الأجنبي (يقصد التحالف العربي) خسائر فادحة"​​​.

(تستمر)

ودعا العميد سريع، من وصفهم بـ "المخدوعين" في مدينة مأرب، في إشارة إلى الجيش اليمني، إلى "التوقف فوراً عن الأعمال القتالية واستغلالِ الفرصة الممنوحة لهم والتي لن تستمر طويلاً كمقدمة لمعالجة أوضاعهم"، في إشارة إلى إشمالهم بالعفو قبل اقتحام مدينة مأرب.

وطمأن المتحدث العسكري، سكان مدينة مأرب بـ "العمل على تأمينهم وتأمين ممتلكاتهم ضمن واجباتها ومسؤولياتها خلال المرحلة القادمة".

ودعا العميد سريع، اليمنيين إلى "الاستعداد الكامل لتحرير ما تبقى من أرضنا وبلدِنا حتى تحقيق الحرية والاستقلال".

وبوقت سابق من اليوم، توصلت جماعة "أنصار الله" إلى اتفاق مع قبائل مديرية جبل مُراد في محافظة مأرب، يمكن الجماعة من السيطرة على المديرية الواقعة جنوب المحافظة الغنية بالنفط، دون قتال.

وأفاد مصدر قبلي لوكالة "سبوتنيك" بأن اتفاق "أنصار الله" مع قبائل مُراد ينص على دخول قوات الجماعة إلى مديرية جبل مُراد وتجنيب مناطقهم القتال، مقابل انسحاب قوات الجيش اليمني من مدينة العادي مركز مديرية جبل مُراد ومختلف مناطقها، دون تعرض الجماعة لها.

ويأتي الاتفاق غداة سيطرة "أنصار الله" على مدينة الجديدة مركز مديرية الجُوبة وقطعهم خط الامداد الرئيسي لمديرية جبل مُراد بسيطرتهم على الطريق الرابط بين المديريتين ومفترق طرق استراتيجي، ووصول مقاتليها إلى تخوم منطقة العشة أولى مناطق مُراد.

وتبعد مديرية الجُوبة جنوب مأرب نحو 25 كم عن مدينة مأرب آخر معاقل القوات الحكومية في محافظة مأرب الغنية بالنفط.

ويوم الثلاثاء الماضي، أحكمت "أنصار الله" قبضتها على منطقة واسِط ثاني أكبر مناطق مديرية الجوُبة جنوب مأرب، خلال هجوم على الجيش اليمني، حسب مصدر عسكري يمني لوكالة "سبوتنيك".

وجاءت تقدمات "أنصار الله"، عقب اقتحام مقاتلي الجماعة منتصف الشهر الجاري، منطقة وادي الأقطع مركز مديرية العَبدية جنوب مأرب، بعد فرضهم حصاراً على المديرية وقطعهم إمدادات قوات الجيش اليمني المتمركزة في المديرية منذ 21 سبتمبر الماضي، عندما سيطروا على مركز مديرية حَريب المجاورة جنوب مأرب التي تمثل خط الإمداد الرئيسي للعَبدية.

وفي 9 آب/ أغسطس الماضي، كشفت "أنصار الله" عن تقديم مبادرة عبر سلطنة عُمان، لتجنيب محافظة مأرب القتال المتصاعد بين الجماعة وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

وتنص المبادرة المكونة من تسع نقاط؛ "عدم الاعتداء على المواطنين وإعادة تشغيل المحطة الغازية، ووضع عائدات سفن المشتقات النفطية في الحديدة لصالح الرواتب، وأن يكون هناك إدارة مشتركة من أبناء محافظة مأرب والحفاظ على الأمن والاستقرار، وإخراج عناصر (القاعدة) و(داعش) (تنظيمان إرهابيان محظوران في روسيا)، والالتزام بحصص المحافظات الأخرى من النفط والغاز".

كما تتضمن المبادرة "تشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب صافر - رأس عيسى، وضمان حرية التنقل والإفراج عن كل المخطوفين، وتعويض المتضررين وعودة المهجرين من أبناء مأرب".

ومنذ مطلع شباط/ فبراير الماضي، تصاعد القتال بين الجيش اليمني وجماعة "أنصار الله" في محافظة مأرب، بعد إطلاق الجماعة عملية عسكرية للسيطرة على مركز المحافظة مدينة مأرب التي تضم مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة صَافِر النفطية، وتمثل السيطرة على المدينة أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن.

والقتال في مأرب يمثل جانباً من معارك عنيفة يشهدها اليمن منذ نحو 7 أعوام بين جماعة "أنصار الله"، وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.

وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.

أفكارك وتعليقاتك