مؤتمر الناشرين يختتم أعماله

مؤتمر الناشرين يختتم أعماله

الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 02 نوفمبر 2021ء) اختتم مؤتمر الناشرين اليوم أعمال دورته الـ 11 التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين بجلستين حواريتين عقدتا بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين وعدد من مسؤولي الاتحاد.

وحملت الجلسة الأولى عنوان "تطوير المحتوى التعليمي: دور الناشرين في عصر التعلم الرقمي" حيث أكد المشاركون فيها أن صناعة النشر أظهرت مرونة كبيرة في إنتاج المحتوى التعليمي في ذروة الوباء تزامنا مع الاعتماد على التعلم الرقمي وما نتج عنه من مواكبة تقنية من قبل دور النشر الذين اختلفت تجاربها وحققت بعضها نجاحات في مجال النشر التعليمي خلال فترة الجائحة العالمية.

(تستمر)

شارك في الجلسة التي أدارها خوسيه بورغينو الأمين العام للاتحاد الدولي للناشرين كل من: ناتاشا ديفاسار المدير الإداري لتايلور وفرانسيس رئيسة اتحاد الناشرين في الهند والدكتورة نيلام بارمار مدير التعليم الرقمي في مدارس هارو الدولية في آسيا وبيل كينيدي مؤسس شركة أبي سينا للشراكة المحدودة من المملكة المتحدة، وجولي أتريل مديرة الحقوق الدولية وايلي من المملكة المتحدة.

وتحدث مدير الجلسة خوسيه بورغينو حول الاختلافات في تعامل الناشرين مع فرص التعليم الإلكتروني وإنتاج الكتاب الرقمي مشيرا إلى أن فترة الإغلاق نقلت التعليم في المدراس إلى الشكل الافتراضي وأن تلك المرونة كان لها تأثير على خيارات الناشرين وعلى إنتاجهم للكتب والمواد التعليمية.

وتحدثت ناتاشا ديفاسار حول التحول إلى الرقمية لافتة الى أن سوق النشر في الهند تعتمد بشكل كبير على نشر الكتاب التعليمي الورقي وأن الكتب الإلكترونية التعليمية كانت تمثل قبل الجائحة 5 بالمائة مقابل 15 بالمائة عالميا ودعت الناشرين إلى التركيز على بحث الاستدامة والاستمرارية في الحفاظ على رضا البيئة التعليمية التي تستخدم الصيغة الرقمية من الكتاب.

من جانبها أشارت الدكتورة نيلام بارمار خلال مشاركتها في الجلسة "عن بعد" إلى حدوث تغيير كبير خلال فترة الجائحة مثل فرصة كبيرة لسوق التعليم عبر المحتوى الرقمي ورأت أن منظور المدارس الجديد للتعليم دفع مؤسسات تقنية ودور نشر إلى تقديم مواد تعليمية جديدة وإلى إتاحة مصادر على الإنترنت لتحقيق التفاعل والمشاركة بين الطلاب والمدرسين.

وبدوره قال بيل كينيدي أن فترة الجائحة أدت إلى حدوث عملية تحول من الكتب الأكاديمية الورقية إلى النص الإلكتروني مشيرا إلى رصد زيادة في جودة المحتوى الالكتروني في الدوريات الأكاديمية الرقمية وسهولة الوصول إليها مؤكدا أنه لا يزال يؤمن بأهمية المطبوعات الورقية وأن المصادر الإلكترونية لن تستبدل الكتاب الورقي.

و أوضحت جولي أتريل أن الجائحة رسخت المرونة لدى الناشرين والجمهور وأنها حاولت أن تخلق من خلال عملها في النشر التعليمي نموذجا مختلفا من خلال عرض المحتوى على الإنترنت وخاصة المعلومات التي تتطلب التحديث المستمر.

وجاءت الجلسة الأخيرة بعنوان "إبراز الابتكارات الإفريقية في مجال النشر: الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر" وأدارتها وانجيرو كوينانج مؤلفة ومؤسسة مشاركة لمؤسسة بوك بنك من كينيا وشارك بها كل من: أليسون تويد الرئيس التنفيذي للدعم الدولي للكتب من المملكة المتحدة وكاثرين يويمانا خبيرة تطوير الكتب من منظمة إغاثة الطفولة الدولية في رواندا وشيريكوري شيريكور شاعر من زيمبابوي وكوموريور أليرا بوشيراتوالمؤسسة المشاركة لمؤسسة تعليم الفتيات من غانا وويل كلورمان الرئيس التنفيذي لشركة إي كيتابو من كينيا.

وتناولت الجلسة الشراكة بين الاتحاد الدولي للناشرين ومبادرة "دبي العطاء" والتي أثمرت في عام 2019 إنشاء الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر "APIF" وتطرق المشاركون إلى دور الصندوق في تحفيز الابتكارات التي عالجت التحديات الرئيسية في قطاع النشر الإفريقي من خلال دعم المكتبات وتمويل إعادة بناء عدد من المكتبات الوطنية والمجتمعية وتنويع مصادر إيرادات الناشرين في إفريقيا.

وأشارت أليسون تويد إلى أن منحة الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر ساعدت في تحويل محلات قديمة إلى مكتبة في زنجبار وأن الفكرة كانت حلما إلى أن تحققت بفضل المبادرة التي انطلقت عام 2019 بالاشتراك بين دبي العطاء والاتحاد الدولي للناشرين وذكرت أن المكتبة حصلت على مجموعة إصدارات من دار كلمات في الشارقة وأن 75 بالمائة من الكتب مخصصة للأطفال لكن المكتبة تحولت إلى مورد للجميع في زنجبار.

بدورها تحدثت كاثرين يويمانا عن تجربتها في رواندا والتي تركز على تقديم حلول للمجتمعات المحلية من خلال توفير المطبوعات والكتب الرقمية ورفعها على أجهزة وتقديمها للمجتمعات بالتعاون مع ناشرين من رواندا ينتجون كتب الأطفال بالإضافة إلى تدريب موظفي المكتبات لتحقيق الإدارة الفعالة واستخدام الحلول الرقمية ومواكبة التطور الذي يحدث في التعلم الالكتروني خاصة في مجال دعم الأطفال ومنحهم ما يناسب أعمارهم من الكتب التي تنمي مقدراتهم، والعمل مع أولياء الأمور ليسمحوا لأطفالهم بالذهاب إلى المكتبات.

فيما عرض الشاعر شيريكوري شيريكور تجربته في النشر وفي بناء مكتبة صغيرة في قريته حصلت على دعم من الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر وأشاد بما قدمه الاتحاد الدولي للناشرين لمشروع المكتبة الذي يخدم شرائح من المجتمع وخاصة الأطفال والشباب.

من جهتها أشارت كوموريور أليرا بوشيراتو إلى تجربة مؤسستها في شمال غانا حيث يؤمن المجتمع أن التعليم حق للأولاد الذكور فقط والتي بدأت عملها بالتركيز على تعليم الفتيات والأطفال لافتة إلى صعوبة الظروف التعليمية والاجتماعية وتأثريها على حرمان الفتيات من التعليم والقراءة وهو ما دفع منظمتها إلى السعي من أجل تمكين الفتيات وحصولهن على أماكن في المكتبات للارتقاء بثقافتهن والحصول على فرص للتعلم الرقمي.

وكان آخر المتحدثين في الجلسة الختامية ويل كلورمان الذي قال إن الحواجز التي تحول دون استخدام المحتوى الرقمي في بعض المجتمعات هي الحواجز ذاتها التي تحد من انتشار الكتب مطبوعة مشيرا إلى عمله في عدد من البلدان الإفريقية وتحدث عن المشروع الذي يعمل عليه لنشر قراءة الكتب الرقمية والتعليم الافتراضي في كينيا، بالتركيز على استخدام المواد التعليمية الرقمية في المدارس وخارجها من خلال توزيع أجهزة الحاسوب على عدد من المدارس الكينية والتعاون مع ناشرين من كينيا لتطوير محتوى رقمي وتسهيل وصوله للأطفال في المدارس.

وشهد المؤتمر الذي عقد خلال الفترة من 31 أكتوبر حتى 2 نوفمبر تنظيم ثمان جلسات ناقشت العلاقة بين استدامة قطاع النشر وتعزيز التكيف مع الأزمات من خلال تطوير أساليب مبتكرة في مجال تسويق الكتاب على المستوى العالمي.

أفكارك وتعليقاتك