رئيس وزراء إثيوبيا يباشر مهام منصبه بعد "المرحلة الأولى" من القتال ضد مسلحي جبهة تيغراى

رئيس وزراء إثيوبيا يباشر مهام منصبه بعد "المرحلة الأولى" من القتال ضد مسلحي جبهة تيغراى

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 08 ديسمبر 2021ء) عاد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اليوم الأربعاء، لممارسة مهام منصبه مجدداً بعد انتهاء المرحلة الأولى من قتاله ضد قوات جبهة تحرير إقليم تيغراى.

وأعلن مكتب رئاسة الوزراء الإثيوبي، في بيان اليوم، أن "آبي أحمد عاد لمزاولة مهام منصبه مجدداً بعد انتهاء المرحلة الأولي من القتال ضد قوات جبهة تحرير تيغراى"​​​.

وكان آبي أحمد قد فوض وزير الخارجة دمقي ميكونن، بإدارة شؤون الحكومة خلال توجهه إلى ساحة المعركة لقيادة الجيش في مواجهة جبهة تحرير تيغراي.

ومن جانبه، ذكر موقع إذاعة "فانا" المحلية أن آبي أحمد قال، في بيانه، إن "الكفاح سيستمر حتى يسقط العدو ويمضي في طريق السلام".

وأضاف البيان "علينا دفع العدو المشتت للاستسلام وعلينا حماية بيئتنا بحذر أكثر من أي وقت مضى ويجب تعزيز عمليات البحث والمراقبة".

(تستمر)

وتابع رئيس الوزراء، أن "إثيوبيا محمية بأطفالها الشجعان وقد يتم اختبار إثيوبيا. لكن من المستحيل هزيمتها ولن تُهزم اليوم وغدًا أيضًا ويرتبط اسمها دائمًا بالنصر".

وشدد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة "إعادة إعمار ما دمره العدو وتأهيل النازحين وتسريع أنشطة الحكم الرشيد أكثر من أي وقت مضى".

وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي المناهضة لحكومة إثيوبيا أعلنت أول أمس الاثنين، أن انسحاب قواتها من مدينتي ديسي وكومبولشا الاستراتيجيتين شمالي البلاد كان جزءًا من خطتها لقتال القوات النظامية.

وقال المتحدث باسم الجبهة غيتاشيو رضا، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، "لقد انسحبنا من مناطق شوا الشمالية وكومبولشا وديسي كجزء من خطتنا. لم تكن هناك وحدة نظامية كي ’تحرر‘ هذه المدن، وسكانها يعلمون ذلك وجنرالات (رئيس الوزراء) آبي أحمد أيضًا يعلمون ذلك. الأمور تمضي حسب خطتنا".

وأعلنت القوات الحكومية الإثيوبية، يوم الإثنين الماضي، استعادتها السيطرة على مدينتي ديسي وكومبولشا، شمالي البلاد، بالإضافة إلى بعض المدن الأخرى الواقعة في وسط البلاد، التي كانت تسيطر عليها قوات جبهة تحرير تيغراي.

وتقع المدينتان في جنوب إقليم أمهرا، شمالي البلاد ويعدان من المدن الرئيسية في الإقليم، ويتمتعان بأهمية استراتيجية لقربهما من العاصمة أديس أبابا

وفي وقت سابق من يوم الإثنين الماضي، طالبت الولايات المتحدة الأميركية، وعدد من الدول الغربية  بانسحاب القوات الإريترية من إثيوبيا، وشددت على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي وقعت خلال الصراع، معربة عن قلقها حول احتجاز الحكومة الإثيوبية لأعداد كبيرة من المواطنين على أساس الانتماء العرقي.

وقالت أميركا وأستراليا وكندا والدنمارك وهولندا وبريطانيا، في بيان مشترك، يوم الإثنين، "نشعر بقلق عميق إزاء التقارير الأخيرة عن قيام الحكومة الإثيوبية باحتجاز أعداد كبيرة من المواطنين الإثيوبيين على أساس انتمائهم العرقي وبدون تهمة".

وكانت القوات الحكومية قد أعلنت مؤخراً، تحرير العديد من المدن والبلدات والضواحي، منها كواوزبا، وشيلا وأجيبار وتانتا ودوبا وغيرها من يد قوات جبهة تحرير شعب تيغراي.

وقالت الحكومة إن قواتها تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة "لاليبيلا" التاريخية شمالي البلاد، وهي منطقة بهام معالم مسيحية مقدسة، ومصنفة ضمن مناطق التراث العالمي وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وتعد "لاليبيلا" موقعاً مرموقاً بالنسبة للمسيحيين في إثيوبيا وأرض عبادة وحج، وهي منطقة جبلية تم نحت كنائس في باطنها خلال القرون الوسطى.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد دعا المجموعات المسلحة المتحالفة مع جبهة تحرير تيغراي، إلى الاستسلام مؤكداً أن "الحرب قد انتهت".

وقال آبي أحمد، بعد لقاء مع كبار الضباط العسكريين ووفقا لما نقله موقع تلفزيون "فانا" الإثيوبي، إن "الحرب في إثيوبيا قد انتهت، وأن جبهة تحرير تيغراي هُزمت تماما"، داعيا القوات المتحالفة مع تيغراي للاستسلام للجيش الإثيوبي فورا.

وأعلن آبي ، في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أنه يعتزم التوجه إلى ساحة المعركة لقيادة الجيش في مواجهة جبهة تحرير تيغراي، بعد التقدم العسكري الذي أحرزته الأخيرة في عدة جبهات.

ودعا آبي أحمد الدول الأفريقية للوقوف إلى جانب إثيوبيا في محنتها بروح الوحدة الأفريقية، مؤكدا أن إثيوبيا حافظت على استقلالها بشجاعة أبنائها وبتضحياتهم.

واندلعت الحرب شمال إثيوبيا، في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بين القوات الاتحادية وقوات جبهة تحرير تيغراي التي تسيطر على إقليم تيغراي الواقع شمالي إثيوبيا، بعد إعلان الحكومة الإثيوبية تأجيل انتخابات أيلول/سبتمبر 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وهو ما رفضته سلطات الإقليم، التي صممت على إجراء الانتخابات داخل الإقليم.

وقتل آلاف الإثيوبيين، ونزح آلاف آخرين من قراهم إلى مناطق أكثر أمنا، ولجأوا إلى السودان المجاور، بفعل المعارك التي امتدت إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.

أفكارك وتعليقاتك