الأردن مقتنع بضرورة الانفتاح على سوريا لكن السياسة الدولية هي العائق - مسؤول أردني سابق

الأردن مقتنع بضرورة الانفتاح على سوريا لكن السياسة الدولية هي العائق - مسؤول أردني سابق

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 26 ديسمبر 2021ء) رانيا الجعبري. قال وزير الثقافة والشباب الأردني السابق الباحث والمحلل السياسي محمد أبو رمان إن ثمة قناعة لدى صانع القرار في عمّان بضرورة الانفتاح على سوريا بشكل كبير جداً، إلا أنه يعتقد أن العائق هو في محددات السياسات الدولية وتحديداً الأميركية​​​.

وأكد أبو رمان، في تصريح لوكالة سبوتنيك حول مستقبل العلاقات الأردنية السورية "من وجهة نظري هنالك قناعة لدى صانع القرار في عمّان بضرورة الانفتاح على سوريا بشكل كبير جداً".

وأضاف "هنالك قناعة بأنه لا بد من تحسين العلاقات السياسية والدبلوماسية وإنهاء مرحلة ما بعد الحرب السورية الداخلية 2011، وبالتالي (الحديث عن تحسين العلاقات) ليس فقط حتى على الصعيد الاقتصادي ولكن على أكثر من صعيد".

(تستمر)

يُشار إلى أن العاصمة عمان شهدت في أواخر حزيران/يونيو الماضي لقاء ضم كل من وزير النفط والثروة المعدنية في الجمهورية العربية السورية المهندس بسام طعمة ووزير الكهرباء المهندس غسان الزامل ووزيرة الطاقة الأردنية، في حينه، هالة زواتي.

وفي نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي بدأت في عمّان، اجتماعات وزارية أردنية سورية موسعة لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات التجارة والنقل والكهرباء والزراعة والموارد المائية.

وكادت أن تكون زيارة وزير الدفاع السوري إلى الأردن، أواخر أيلول/سبتمبر الماضي هي الأهم، لولا الاتصال الهاتفي الذي تلقاه العاهل الأردني من الرئيس السوري بشار الأسد مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، الذي يمكن اعتباره الأهم والأبرز.

وأمام إشارة أبو رمان إلى المساعي في تحسين العلاقات بين البلدين على كافة الصعد وليس الاقتصادي، يبين أن التركيز على الجانب الاقتصادي يأتي كونه "المدخل إلى تطوير هذه العلاقات".

وأوضح أبو رمان قائلاً "لأن (الجانب الاقتصادي) هو الذي يمكن الحديث عنه مع الأميركان، لأن الأردن لديه متطلبات اقتصادية، فتم الاستعانة بسابقة تاريخية والتي هي النفط مقابل الغذاء التي أُخذ فيها الأردن استثناء"، ويقصد أبو رمان هنا عندما تم استثناء الأردن من العقوبات على العراق في تسعينيات القرن الماضي، وبالتالي فثمة مساعي لاستنساخ التجربة بما يخص عقوبات قيصر على سوريا، مبيناً أنه "بالفعل، الأميركان أبدوا مرونة في هذه المسألة".

إلا أن أبو رمان أشار إلى أن "الخلاف أصبح عندما شعر الأميركان أن الأردن أخذ مساحة أوسع من التي يتحدثون عنها من موضوع الانفتاح على سوريا سياسياً ودبلوماسيا واقتصادياً"، مشيراً إلى أن "هذا هو العائق"، موضحاً أن "هنالك عقوبات على سوريا بسبب قانون قيصر والأردن بالنسبة إليه الأميركان شركاء استراتيجيين والمجتمع الدولي مهم، وبالتالي هذا محدد رئيسي لعملية الانفتاح".

ويضيف أبو رمان "إلى الآن أعتقد أن الأميركان لم يحسموا موقفهم بعد"، مبيناً أن "لديهم مقاربة براغماتية اتجاه سوريا حسب التطورات في موازين القوى على أرض الواقع وحسب المصالح الأميركية".

وبالنسبة للأردن، يشير أبو رمان "أعتقد أنه (الأردن) بانتظار صافرة الانطلاق، حتى يتمكن من تطوير علاقاته أكثر مع سوريا، لكن هم حريصين (يقصد أصحاب القرار في عمّان) على هذه التوازنات مع الأميركان".

وأكد أبو رمان "الأردن جاهز تماماً في عملية انفتاح مطلقة على سوريا، وعنده رغبة في ذلك.. وكان لديه تصور"، منوها "أعتقد أن المشهد الداخلي جاد في هذا الاتجاه والسوريين أعطوا رسائل إيجابية خلال الفترة الماضية تبقى المحدد السياسات الدولية وتحديدا الأميركية المرتبطة في المسألة".

هذا وتعاني سوريا، منذ آذار/مارس 2011، من نزاع مسلح، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2011 قرر مجلس الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما تم تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن مقتل مدنيين.

وتعقدت الأزمة الإنسانية في سوريا مع نهاية العام 2019، حيث وقّع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "قانون قيصر" الذي يسمح بتجميد أصول أي منظمة تتعامل مع الحكومة السورية، بغض النظر عن جنسيتها، وتسبب ذلك في عرقلة جهود إعادة الإعمار وأثنى المؤسسات الخيرية من العمل في سوريا.

ويستهدف "قانون قيصر"، بالإضافة إلى الحكومة السورية، جميع الشركات والأفراد الذين يقدمون التمويل أو المساعدة لسوريا كما يستهدف عدداً من الصناعات السورية بما في ذلك تلك المتعلّقة بالبنية التحتية والصيانة العسكرية وإنتاج الطاقة، بزعم "ارتكاب ممارسات لا إنسانية".

أفكارك وتعليقاتك